تتحمس العداءة السورية غفران محمد لمشاركة بعثة سورية رياضية في دورة الألعاب الأولمبية المقررة بعد أيام في لندن، معتبرة أنه أمر رائع أن نرفع العلم السوري رغم الأزمة. وتقول غفران (23 عاما) التي تشارك في الأولمبياد للمرة الأولى في مسابقة 400 متر حواجز لوكالة فرانس برس، سنذهب إلى لندن ونرفع العلم السوري ونثبت للجميع أن الأزمة لم تؤثر في تدريباتنا أو عزيمتنا، ليرى العالم مشهدا مغايرا للمشهد الذي يرونه على المحطات الفضائية. وتشدد غفران على أن الرياضيين السوريين فرضوا أنفسهم بالأرقام التي حققوها، موضحة أن تأهلنا تم بفضل حصولنا على أرقام تسمح لنا بالمشاركة وليس عبر دعوة. وتتدرب العداءة السمراء التي تضج حيوية لساعتين يوميا كل مساء في ملعب تشرين في وسط دمشق. وتقول وهي تقوم بتمارين اللياقة البدنية، من الرائع أن نشارك نحن السوريين في ظل هذه الأزمة وأن نرفع العلم السوري ويعزف النشيد الوطني في لندن. سيدرك العالم من خلال مشاركتنا أننا تاهلنا رغم كل الظروف التي تحاك ضد بلدنا. ويؤكد رئيس البعثة الأولمبية السورية موفق جمعة بدوره أن الرياضيين السوريين جزء من المجتمع السوري الذي يتعرض "لمؤامرة"، مؤكدا أن تحقيقهم لمستويات تؤهلهم للمشاركة في "هذا العرس الأولمبي" يعبر عن التحدي وتمسكهم بالوطن وقيادته. ولم يتمكن جمعة من الحصول على سمة دخول إلى بريطانيا، بسبب ادراج اسمه على لائحة العقوبات الأوروبية ضد عدد من الشخصيات السورية كونه ضابطا كبيرا في الجيش السوري. ويعلق جمعة أنها الديموقراطية المزيفة للغرب. أنا مواطن سوري أحب بلدي اعتز بجنسيتي واعتز بعملي في الجيش السوري. ويرى رئيس البعثة ورئيس الاتحاد الرياضي العام السوري بأن البريطانيين، خالفوا الميثاق الأولمبي وخالفوا المعاهدة التي وقعوها وتعهدوا بعدم امتلاكهم الحق بمنع أحد من البعثة من الدخول أو الاشتراك في الألعاب، مضيفا، أبارك لهم هذه الديمقراطية. وينفى رئيس اللجنة أن تكون البعثة تلقت تهديدات أو ضغوطات مباشرة تحثها على عدم المشاركة في الأولمبياد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه قرأ شيئا حول ذلك عبر مواقع التواصل على شبكة الانترنت. ويحذر من أي تعرض لقيادة البعثة أو لإدارييها أو للاعبين، قائلا: سيكون إجراء مخالفا للميثاق الأولمبي، وهناك مرجعية للحد من هذه التصرفات. وعما إذا كان اللاعبون يخشون التعرض لمضايقات من الجمهور بسبب موقف الغرب من النظام السوري، يقول جمعة: الجمهور يعبر عن هويته. وللجميع الحق في أن يعبر عما يشاء. لكن طالما نمثل سوريا ومحبة الشعب السوري والقيادة السورية، فان ذلك يمدنا بالعزيمة ولن يثنينا عن المتابعة وإدراك مبتغانا. وتم تنظيم لقاءات مع اللاعبين لشرح هذا الموضوع. ويقول جمعة: أكدوا أنهم لن يرضخوا لهذه الضغوطات. وقد التقى الرئيس السوري بشار الأسد أعضاء البعثة السورية التي ستغادر دمشق إلى لندن اليوم. وستشارك البعثة السورية المؤلفة من 28 شخصا بينهم عشرة رياضيين، في سبعة ألعاب، وهي البعثة الأكبر لسوريا إلى الأولمبياد منذ مشاركتها في أولمبياد موسكو العام 1980. والرياضيون المشاركون هم احمد حمشو (فروسية) ووسام سلامانة (ملاكمة) وعهد جغيلي وثريا صبح (رفع الاثقال) ومجد غزال وغفران محمد (العاب قوى) وازاد برازي وبيان جمعة (سباحة) وراية زين الدين (رماية) وعمر حسنين (دراجات). ويقول حامل العلم السوري في حفل الافتتاح والمشارك في مسابقة الوثب العالي مجد غزال (25 عاما) تأهلنا بأرقامنا هذه المرة خلافا للمرات السابقة ونستطيع المنافسة في التصفيات والنهائيات. ويضيف: سأقدم أفضل ما لدي لتحسين رقمي وترك بصمة عبر مقارعة لاعبين ذوي مستوى عال، ويؤكد غزال اأنه ذاهب إلى الأولمبياد بدافع وثقة كبيرة وإصرار وعزيمة وإرادة لتحقيق شيء لبلده.