سطرت سباحة المنتخب الوطني، فريدة عثمان، يوم 29 يوليو 2017 تاريخ جديد للرياضة المصرية عامةً و للسباحة المصرية بالأخص. في هذا اليوم صنعت النجمة الذهبية تاريخ للرياضة المصرية. و ذلك بعد حصولها على أول ميدالية لمصر ببطولة العالم للسباحة خلال منافسات بطولة العالم للألعاب المائية المقامة حاليًا ببودابست بالمجر. اخترنالك فينالدوم: «صلاح» إنسان رائع.. مع «ماني» سيُسببان الكثير من المتاعب للخصوم بمشاركة النني.. أرسنال يخسر أمام إشبيلية في كأس الإمارات الودية (فيديو) فيديو.. برشلونة يفوز على ريال مدريد في كلاسيكو ميامي المُثير نشرة الثانية: انجاز «فريدة عثمان».. وفوز الزمالك .. وهجوم «ميدو» على مرتضى منصور.. وتألق «صلاح»
وحصدت نجمة مصر الميدالية البرونزية لسباق 50م فراشة محققة زمن 25.39، و جاءت خلف السباحة السويدية سارة سيجوستروم التي حصدت الذهبية و السباحة الهولندية رانومي كروموويدجوجو التي فازت بالفضية.
و خلال النهائي حطمت فريدة الرقم الأفريقي للمرة الثالثة خلال منافسات البطولة حيث سبق لها تحطيمه في نصف النهائي و التصفيات.
الجدير بالذكر أن فريدة عثمان هي صاحبة الرقم الأفريقي لسباق 50م فراشة منذ عام 2013، و قد حطمته خلال الأعوام الماضية عدة مرات منهم ثلاث مرات بمونديال المجر.
و بعد تسجيلها رقم 25.39 في نهائي 50م فراشة، أصبح الرقم الأفريقي لهذا السباق أفضل من الرقم الأمريكي في سابقة نادرة للسباحة الأمريكية.
و بهذه الميدالية سجلت فريدة عثمان صاحبة ال 22 عام، اسمها في تاريخ السباحة المصرية و العربية و العالمية، فهذه الميدالية ليست فقط الأولى في تاريخ السباحة المصرية و لكنها ايضًا أول ميدالية عربية في بطولات العالم للسباحة.
و لا تعد هذه الميدالية مفاجأة كبيرة لمتابعي البطلة الذهبية، فهذه هي النتيجة الطبيعية لتطور مستواها خلال مسيرتها الرياضية.
فخلال بطولة العالم ببرشلونة 2013 كانت فريدة عثمان هي أول سباحة مصرية تتأهل للنهائي في بطولة العالم و حققت حينها المركز السابع. و استكملت مسيرتها خلال بطولة العالم 2015 بالتأهل مرة آخرى لنهائي 50م فراشة و احتلت المركز الخامس. و ها هي هذا العام للمرة الثالثة على التوالي تتأهل لنهائي 50م فراشة و تحصد لمصر أول ميدالية ببطولة العالم.
طفلة موهوبة و مميزة
ولدت فريدة عثمان في 18 يناير عام 1995 في انديابوليس بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بدأت فريدة عثمان في ممارسة رياضة السباحة و هي في عامها الخامس متبعة خطى أخوها الأكبر أحمد، في نادي الجزيرة. «لقد أدخلتني والدتي راندا تدريبات السباحة بهدف أن أتعلم السباحة فقط، و لكن منذ بدايتي لاحظ مدربيني موهبتي و طلبوا من والدتي تكثيف التدريب. و منذ ذلك الحين بدأت في اتباع نظام تدريبي صارم حيث كنت اخوض تدريبتان يوميًا في تمام الساعة الخامسة».
أصغر سباحة في صفوف المنتخب
و هي في سن الحادية عشر خاضت أول منافساتها ببطولة الجمهورية و حصدت 4 ميداليات في سباقات 50م و 100م حرة و فراشة. و بعد ذلك بعام واحد انضمت لصفوف المنتخب الوطني لتصبح أصغر سباحة في صفوف المنتخب. و بدأت مشوارها الدولي بخوض دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر 2007 و حطمت خلالها رقم مصر في سباق 50م فراشة. و خلال نفس العام خاضت دورة الألعاب العربية بالقاهرة و حققت المفاجأة و فازت بذهبية 50م فراشة و هي لا تزال في الثانية عشر من عمرها.
أول ميدالية لمصر ببطولة العالم للناشئين
و في عام 2011، خطت فريدة أول خطواتها نحو العالمية حين حققت أول إنجاز تاريخي للسباحة المصرية بأسمها و ذلك بحصولها على الميدالية الذهبية في سباق 50م فراشة ببطولة العالم للناشئين.
و قد استطاعت فريدة عثمان الوصول لهذا المستوى العالمي بفضل مساندة العديد من الأشخاص، خاصةً اسرتها التي شجعتها على الإستمرار في هذه الرياضة الشاقة و ايضًا ساعدتها و شجعتها على السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للدراسة هناك و الاستفادة من منحة من أحدى الجامعات الأمريكية.
يعتبر عام 2013، تاريخ فاصل لفريدة فهو العام الذي انضمت فيه لجامعة كاليفورنيا، لتبدأ مشوار جديد في بطولة الجامعات الأمريكية. حصلت فريدة على لقب أفضل سباحة أفريقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية لعام 2015، من قبل مجلة سويم سوام Swim Swam المتخصصة في السباحة الأمريكية.
أما هذا العام فقد أختتمت مشوارها في جامعة “كال” الأمريكية بتحقيق العديد من الإنجازات. حيث حطمت رقم جامعة كال في سباق 50 ياردة حرة، و احتلت المركز الثالث في تاريخ الجامعة لسباق 100 ياردة حرة و المركز الثاني في 100 ياردة فراشة. كما أنها حصلت على ذهبية بطولة الجامعات الأمريكية في سباق 100م فراشة.
و قد استفادت البطلة المصرية بشكل كبير من تدريباتها بالولاياتالمتحدةالأمريكية «التدريب في الولاياتالمتحدةالأمريكية مختلف تماما عن التدريب في مصر. فالتدريب مع أفضل سباحين في العالم يدفعني لبذل أقصى مجهود و تطوير مستوايا بشكل مستمر. كما أني أخوض سباق كل أسبوعان ضمن بطولة الجامعات الأمريكية، و هذا أمر غير متوافر في مصر و هو أمر هام للغاية فخوض السباقات هو الذي يطور المستوى. بالإضافة إلى ذلك فنظام الدراسة في أمريكا مختلف تماما فالدراسة هناك يتم تنظيمها حسب جدول تدريباتي و ليس العكس».
ضحت فريدة بالكثير من أجل أن تصل لهذا المستوى حيث ابتعدت عن أسرتها و أصدقائها، و بدأت حياة مستقلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم صغر سنها. كرست حياتها لتحقيق هدف و حلم. و رغم كل الصعاب التي واجهتها استطاعت الفتاة تحقيق حلمها و هي لا تزال في الثانية عشر من عمرها. « أنا مازلت في صدمة هل هذا حدث فعلا! إنني أشعر بالامتنان والشرف لتمثيل مصر في هذه اللحظة التاريخية بالنسبة لي، وللرياضة ولمصر. لقد كان هذا حلما بالنسبة لي. آمل أن يكون هذا مجرد بداية! أود أن أشكر المدربة تيري مكيفر لمساعدتي على طول هذه الرحلة وعائلة جامعة كال الأمريكية بأكملها. كما أشكر الإتحاد المصري للسباحة بأكمله. الأهم من ذلك، أود أن أشكر الجميع على ما تبين لي من الحب والدعم قبل وأثناء وبعد السباق. أنا حقا شعرت بكل شئ الليلة الماضية! وهنا اتطلع إلى أكثر من ذلك بكثير في المستقبل. الحمد لله».
فريدة غيرت التاريخ
هكذا انطلقت الفتاة المصرية إلى العالمية تحقق إنجاز تلو الإنجاز و لا تكتفي من تحطيم الأرقام القياسية المصرية و العربية و الأفريقية. إنطلقت الفتاة لتسطر تاريخ جديد للسباحة المصرية و العربية و الأفريقية بل و للرياضة المصرية و للفتاة المصرية. غيرت فريدة بإنجازاتها كل المفاهيم، و الغت من قاموس الرياضة المصرية كلمة مستحيل، و ذلك بتحقيقها إنجاز قال عنه الكثيرون مستحيل و صعب المنال. و لكن جاءت فريدة عثمان لتثبت و تؤكد أنه لا يوجد كلمة مستحيل مع التدريب الجاد و العمل المتواصل و التركيز التام و الاستفادة من كل الخبرات و بذل الكثير من التضحيات.