يريد المهاجم اليوناني ثيوفانيس جيكاس انهاء مسيرته الدولية بطريقة مشرفة عندما يخوض على الارجح اخر محطاته الدولية في كأس اوروبا 2012 في بولندا واوكرانيا. يتميز جيكاس بهدوء حاد داخل وخارج ارض الملعب، بموازاة لعبه دور المهاجم الفتاك بعيدا عن الاستعراض، ما دفع زميله السابق في المنتخب اليوناني جيانيس اماناتيديس لانتقاده قائلا: "لا يجيد التسديد بالرأس، ليس ضخما وتسديداته ليست قوية اتجه جيكاس (32 عاما) نحو رياضة المصارعة خلال طفولته في مدينة لاريسا اليونانية، لكن والده عدل خطاه ووجهه لمصارعة مدافعي كرة القدم، فاستهل مشواره مع النادي المحلي في الدرجة الثانية (1998) قبل ان ينتقل الى كاليثيا حيث برز في دوري المقدمة مسجلا 46 هدفا في 99 مباراة بين 2001 و2004 مساهما في صعود فريقه الى الدرجة الاولى. شد جيكاس انتباه مسؤولي نادي باناثينايكوس العريق فضمه عام 2005 وكان على مستوى الامال المطروحة مع فريق العاصمة لتطلق عليه الجماهير لقبا كبيرا هو "اله اليونان" اذ كانت تحتفل باهدافه على وقع موسيقى "سيرتاكي" اليونانية. لم يتأخر "فانيس" في فرض سطوته، فأحرز لقب هداف الدوري مسجلا 23 اصابة فتحت له طريق المنتخب اليوناني بقيادة المدرب الالماني اوتو ريهاغل رغم انه لم يشارك في منتخبات الفئات العمرية، وطريق الاحتراف الخارجي مع نادي بوخوم الالماني بعدما رفض الانتقال الى باوك تسالونيكي. أعطي جيكاس لقب "ضمان الحياة" من قبل المدرب مارسيل كولر خلال وجوده مع بوخوم فسجل 21 هدفا في 32 مباراة خلال موسم 2006/2007 محرزا لقب هداف البوندسليجه، وتفتحت الأعين عليه فاصطاده نادي باير ليفركوزن الذي كان يبحث عن بديل للاوكراني اندري فورونين المنتقل الى ليفربول. عانى جيكاس في بداياته مع ليفركوزن لعدم ثقة المدرب ميكايل سكيبه به فلعب دور المهاجم البديل لشتيفان كيسلينغ والروسي ديميتري بوليكين، لكنه لحق بالقطار في ختام الموسم اثر اصابة بوليكين فاستعاد مستواه مسجلا 3 اهداف في 3 مباريات بينها هدفين في مرمى هامبورغ امنت لفريقه مقعدا في ربع نهائي كاس الاتحاد الاوروبي، ليختتم موسمه برصيد 11 هدفا في 26 مباراة قبل كاس اوروبا 2008 التي وقع فيها منتخب اليونان في المجموعة الرابعة مع اسبانيا والسويد وروسيا حيث حلت اخيرة مسجلة هدفا وحيدا عبر انغيلوس خاريستياس. انتقل جيكاس بعد ذلك من باير ليفركوزن الى هرتا برلين على سبيل الاعارة عام 2010، بعدما وجد نفسه جالسا على مقاعد احتياط ليفركوزن لان مدربه انذاك يوب هاينكيس فضل عليه المتألقين كيسلينغ والسويسري ارين ديرديوك، بعد ان امضى النصف الاول من 2009 في الدوري الانكليزي مع بورتسموث على سبيل الاعارة ايضا. في مايو 2010، انتقل غيكاس الى اينتراخت فرانكفورت الالماني لمدة عامين حيث سجل 16 هدفا في 34 مباراة لكن هذا لم يمنع فرانكفورت من الهبوط الى الدرجة الثانية، لينتقل بعدها الى سامسون سبور التركي مطلع العام الحالي. تأخر جيكاس ليطرق باب المنتخب اليوناني، فهو لم يذق طعم الفوز التاريخي عام 2004 في البرتغال بل كانت اول مشاركة له مع ال"هيلاس" عام 2005، فخاض 56 مباراة دولية مسجلا 21 هدفا حتى الان. وبعد ان توج بلقب هداف التصفيات الاوروبية لمونديال 2010، ساعد غيكاس اليونان لتحقق اول فوز لها في المونديال على حساب نيجيريا 2-1. اعلن جيكاس اعتزاله اللاعب دوليا في 9 ايلول/سبتمبر 2010 "لاسباب خاصة داخل الفريق" على حد قوله، لكنه اقر بعد سنة انه اخطأ بترك المنتخب الوطني ليعود الى تشكيلة المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس. سيكون الصيف الحالي محطة جديدة قد تكون الاخيرة في حياة المهاجم المميز ووالد التوأمين، فبعد انتهاء كأس اوروبا التي يتمنى ان يستمر فيها لفترة طويلة ستكون الفرصة متاحة له كي يخلد الى الراحة ولكن هذه المرة دون العودة عن اعتزاله.