لم يكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الجديد جياني انفانتينو يهنأ طويلا بالمنصب حتي بدأت فضائح الفساد تحاصره من كل جانب .. فقد كشفت تسريبات "بنما" عن وجود تلاعب في بعض عقود التعاقد للبث التليفزيوني خلال فترة توليه منصب السكرتير العام للاتحاد الاوروبي (اليويفا) .. لدرجة ان البعض بدأ يطالب باجراء تحقيق شامل في الموضوع لضمان الشفافية. وذكرت تقاريرصحفية أن رئيس الفيفا الجديد باع حقوق البث التليفزيوني الي رجلي الأعمال هوجو وماريانو جينكيز الأرجنتينيين والمتهمين بالرشوة والذين يسعيان للهرب من الترحيل من بلادهما الي الولايات المتخدة .. حيث أن هناك اتهامات لهما بدفع ملايين الدولارات كرشاوي لاتحاد امريكا الجنوبية من أجل الحصول علي حقوق البث التيلفزيوني للمباريات الدولية. واضافت أن الاتهامات تتضمن دفع هذه المبالغ الي مسئولين كبار من أجل الحصول علي حقوق البث سواء في أمريكا الجنوبية أو أوروبا .. وأن اسم انفانتينو ارتبط باسم شركة كروس ترايدينج المعنية بحقوق بث مباريات دوري ابطال اوروبا خلال الفترة من 2006 الي 2009 .. وقيمة الصفقة وصلت الي 111 مليون دولار .. وانه جري بيعها بعد ذلك طبقا للتسريبات مقابل 311 مليون. واشارت التقارير الي ان الشركة ذاتها دفعت 28 الف دولار للحصول علي حقوق السوبر الاوربي ثم باعتها بعد ذلك مقابل 126 الف دولار .. وان انفانتينو كان وقتها يتولي منصب مدير الخدمات القانوينة للاتحاد الاوروبي .. وان التحقيقات اثبتت من قبل ان خوان بيدرو دامياني عضو لجن القيم بالفيفا له علاقة بهشه الشركة مما استدعي مثوله للتحقيق امام لجنة محايدة. وفي رده علي هذه الاتهامات قال رئيس الفيفا انه لم يتعامل بصفة شخصية علي الاطلاق مع هذه الشركة وان قسم التسويق المنوط بذلك .. وقال انه يريد التأكيد علي ان الاتحاد الاوروبي ولا أي من مسئوليه ارتكب خطأ في ابرام هذه الصفقات وانه لا صحة علي الاطلاق حول تورطه في الامر بناء علي ما يسمي تسريبات بنما. واضاف رئيس الاتحاد الدولي أن مذهول من تشكيك البعض في نزاهته ومصداقيته .. وان من يمتلك دليلا علي وجود شيء ضده فيلتقدم به حتي تتضح الامور امام الرأي العام. في نفس الوقت اكد الاتحاد الاوربي أنه لم يفعل شيئا خاطئا، وأنه تعامل مع شركة "كروس تريدينغ" لأنها كانت تعمل كوكيل شراء لشركة "تيليمازوناس". وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن حقوق البث بيعت بعد "عطاء تنافسي مفتوح وشفاف". وأضاف أن عطاء "تيليمازوناس" قُبل لأنه كان "أكثر بكثير" من ذلك المقدم من شركة بث منافسة. وأشار المتحدث إلى أن ما فعلته "تيليمازوناس" بتلك الحقوق "يخصها هي وليس نحن". ويشير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى أن عقد "كروس تريدينغ" كان واحدا من عدة مئات من العقود التي أبرمها فيما يتعلق بحقوق البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا، وأنه يمثل قدرا ضئيلا من دخله الإجمالي. وأصدر الاتحاد بيانا قال فيه: "عقد البث التلفزيوني محل النقاش وقع من قبل جياني إنفانتينو عندما كان واحدا من العديد من المديرين بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم والذين كانوا مخولين بتوقيع العقود في ذلك الوقت". وأضاف: "وكما تلاحظون، فإن العقد وقُع أيضا من قبل مدير أخر في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. إنها عملية لا تشوبها شائبة". في نفس الوقت طالب مسئول كبير في الاتحاد الدولي رفض الكشف عن اسمه بضرورة خضوع الامر كله برمته للتحقيق حتي يتضح الموقف بعيدا عن أي شوائب.