على الرغم من أجواء النجومية والمال والشهرة التي تفرضها كرة القدم لأصحابها سواء لاعبين أو مدربين إلا أن الساحة الكروية العالمية شهدت مجموعة من الفضائح أبطالها نجوم في الملاعب العالمية، وساهموا في تتويج فرقهم ومنتخباتهم، لكنهم تورطوا في قضايا المنشطات والمخدرات، التي أثرت سلبا على مسارهم الرياضي. أخر هؤلاء النجوم لاعب اتحاد العاصمة الجزائري يوسف بلايلي، الذي أصدر الأتحاد الأفريقي الكاف بتغليظ عقوبته لتصل إلى ثماني سنوات، وذلك بسبب تغيبه عن التحقيق الذي كان من المُقرر أن يُجرى معه بمقر الكاف بالقاهرة الاثنين الماضي بعد ثبوت تعاطيه المنشطات في مباراة فريقه أمام مولودية العلمة بدوري أبطال أفريقيا بالإضافة إلى سنتين من قبل الاتحاد الجزائري أيضا، غير أن تغيب اللاعب عن تحقيق الاثنين جعله يُضيف 4 سنوات أخرى على العقوبة السابقة لتصل جملة العقوبة إلى 8 سنوات. ويذكر أن اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً، والذي فُسخ مؤخراً تعاقده مع اتحاد العاصمة، لن يستطيع ممارسة كرة القدم مرة أخرى إلا في سن الثالثة والثلاثين، مما سيزيد من غموض مستقبله الكروي. وجاءت عقوبة الكاف مغلظة لكون أن اللاعب يعتبر اول حالة تناول "كوكايين" للاعب في افريقيا وبامكان بلايلي اسئتناف قرار العقوبة للمكتب التنفيذي للكاف اذا اراد. ولم يكن بلايلي الأول أو الأشهر في عالم الإدمان أو تعاطي المخدارت بين لاعبي العالم، ففي 2014 اعترف اللاعب داني بينيتيز الجناح الأيسر لفريق غرناطة الإسباني بعد ثبوت تعاطيه مخدر الكوكايين، بعد تحليل عينة من الدم عقب مباراة فريقه مع ريال بيتيس بتناول المخدرات مما تسبب في أيقافه من قبل الاتحاد الأسباني. ويعتبر الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا من أبرز اللاعبين الذين سحروا العالم بمؤهلاتهم التقنية وأهدافه الحاسمة، لكنه تورط في مجموعة من القضايا التي شكلت الحدث خلال تلك الفترة، أبرزها قضية المنشطات التي أدين فيها خلال مونديال أمريكا 1994 بعد مباراة منتخبه أمام نيجيريا، إذ تم توقيفه خلال البطولة وعن مزاولة كرة القدم لمدة 15 شهرا، وقبل ذلك تورط مارادونا في قضية تعاطي الكوكايين سنة 1991، وعاقبه الاتحاد الإيطالي بتوقيفه سنة. وعرفت كرة القدم الاسكتلندية قضية فجرها ويلي جونسون لاعب وسط المنتخب الاسكتلندي، حين تورط في قضية تعاطي المنشطات أثناء كأس العالم التي أقيمت بالأرجنتين سنة 1978، وكان ذلك بالضبط بعد مباراة منتخبه أمام البيرو، ليتم استبعاده من البطولة. وفي انجلترا تورط باول ميرسون، لاعب أرسنال سابقا، في مجموعة من القضايا أبرزها قضية المخدرات، إذ كان يتعاطى الكوكايين، إضافة إلى قضايا مراهنات، كما أدين لاعب تشيلسي سابقا مارك بوسنيتش بتعاطي المخدر نفسه، فتم إيقافه تسعة أشهر، وهي أطول مدة توقيف في تاريخ الدوري الإنجليزي آنذاك، بعدها قررت إدارة الفريق اللندني طرده، ليعود إلى موطنه، أستراليا. ومن أشهر اللاعبين في تعاطي المخدرات أيضا أدريان موتو، الدولي الروماني السابق، إذ كانت قضيته الأولى في تشيلسي سنة 2004 عندما أدين بتعاطي الكوكايين، وذلك بعد أن لاحظ المدرب جوزي مورينيو آنذاك عدم توازن اللاعب وتصرفاته الغريبة في الملعب، فطلب فحصه ليتم طرده من النادي، فرحل إلى إيطاليا وبالضبط إلى فيورينتينا فأدين مرة أخرى بالتهمة نفسها، فتم توقيفه. واهتزت الساحة الكروية الإيطالية سنة 2004 بقضية منشطات، اتهم فيها كل من أنتونيو غيراو، الرئيس التنفيذي لفريق يوفنتوس، وطبيب الفريق، بتوفير المنشطات لمجموعة من لاعبي النادي في الفترة ما بين 1994 و1998، لكن لم تتم إدانة أي لاعب في الفريق لعدم علمهم بالمواد، في حين قضى طبيب الفريق تسعة أشهر حبسا. وكذلك ثبت تعاطي جيك ليفرمور لاعب هال سيتي الكوكايين، بعد التأكد من وجوده في عينته، على إثر خضوعه لفحص عشوائي، عقب لفريقه أمام كريستال بالاس وأدمن بول جاسكوين، الذي تألق في صفوف لاتسيو، وتوتنهام، رينجرز، مدلزبره، الكحول ومن ثم الكوكايين، جعله يدخل في حالات صراع مع الموت، فدمر حياته وخسر مستقبله، ليتحول من لاعب واعد، إلى شخص ينتظر الموت، بعد أن حاول الانتحار في أكثر من مناسبة. أما كلاوديو كانيجا، الذي كان يتمتع بسرعة كبيرة، وامتلك مهارة سحرية في التمرير، أسهم بشكل كبير في فوز الأرجنتين بمونديال 1986، عندما مرر الهدف لمارادونا في المباراة النهائية أمام ألمانيا، دخل في دوامة تناول المواد المحظورة، وسقط في فخها عندما كان في نادي روما الإيطالي في موسم 1993، إلا أنه تعافى من إدمانه وعاد إلى الملاعب، وإن بمستوى أقل. وتم ايقاف فرانشيسكو فلاكي، مهاجم فريق سامبدوريا الإيطالي، لمدة عامين بعد ثبوت تعاطيه مادة الكوكايين، في ضوء نتيجة اختبارات المنشطات قبل مباراة فريقه أمام إنتر ميلان في الدوري الإيطالي في موسم 2007. وكذلك باولو سيزار، لقبه "بيليه الصغير"، لكنه أقدم على بيع الميدالية الذهبية التي حصدها صحبة منتخب بلاده البرازيل في مونديال 1970، كي يشتري جرعة من الكوكايين، وهو الذي خسر ثلاثة من بيوته بسبب الإدمان، وكان سيزار يلعب في خط الدفاع، ومثل العديد من الأندية البرازيلية.