لم يختلف حال الأندية العربية عن نظيراتها حول العالم خلال فترة التوقف الشتوية، وسارعت العديد من الأندية في دول غرب آسيا لتدعيم صفوفها بأفضل اللاعبين من وجهة نظرها والذين يلبوا طموحاتها، وذلك بهدف تعزيز القوى الحالية أو لتصحيح المسار الذي انخفض نوعا ما في الأمتار الأخيرة من نهاية الفصل الأول. موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يرصد أبرز تلك الصفقات التي أجرتها الأندية العربية، وعززت بها صفوفها خلال فترة الإنتقالات الشتوية. وعقب نهاية تلك البطولات يمكن التأكد من دقة تلك الصفقات ومدى نجاعتها على إحداث التغيير المنشود في نتائج تلك الأندية. لعل الاستقرار الكبير الذي تعيشه فرق المقدمة في الدوري السعودي هدأت من وتيرة تحركات فرق المقدمة، ويمكن القول أن "ضربة " الهلال كانت الأقوى، إذ لم يتأخر في إعادة قوته "الضاربة" المتمثلة بالسويدي كريستيان ويلهامسون حين استعاده من الأهلي القطري بعد فترة إعارة لم يطل أمدها، خصوصا بعد أن افتقد الكاميروني إيمانا ميزة الإنسجام ليغادر نحو الإمارات. ولعل في صفقة انتقال نجم النصر السابق سعد الحارثي "للزعيم" إيجابيات كثيرة قد تؤتي ثمارها في المستقبل القريب بعد أن ينخرط الهداف المميز للمنتخب السعودي، خصوصا وأن الهلال مقبل على دوري أبطال آسيا الذي يتطلع للفوز بلقبه في كل عام. أما الاتحاد الذي يمر في واحدة من أسوأ فتراته خلال السنوات الماضية، وجد نفسه مضطرا للتخلي عن مهاجمه البرازيلي ويندل لمصلحة الشباب المتصدر، كما أخلى سبيل الكويتي فهد العنزي، ليتعاقد قبل يومين مع نجم الإسماعيلي والمنتخب المصري حسني عبد ربه لتفعيل قدراته الفريق الهجومية من جديد. ويمكن القول أن الفيصلي السعودي نجح سريعا فق قطف ثمار صفقته مع نجم المنتخب الأردني عامر ذيب الذي بدأ بتقديم مستواه الكبير مع الفريق. كعادتها لم تتوقف الأندية الإماراتية عن ريادة فترة الإنتقالات، فبعد أن قدمت واحدة من أكبر "المفاجآت" عندما نجحت في جلب الأسطورة دييجو مارادونا مدربا لنادي الوصل، كان الفريق يقدم واحدة من أكبر الصفقات هذا الموسم، حين تعاقد مع الهداف الإيطالي الكبير لوكا توني نجم المنتخب"الآزوري" وفيرونتينا ويوفنتوس سابقا. أما الوصل فقد عزز صفوفه من جديد بالمهاجم الإيراني محمد رضا خلعتبري القادم من الغرافة القطري ومعه الأرجنتيني خوان بابلو مارسير من النصر السعودي. وبعد تقديمه عروضا طيبة رفقة منتخب لبنان، سارع دبي للتعاقد مع المهاجم اللبناني عباس عطوي، وجلب معه الفرنسي نيكولاس مارين القادم من لوزان السويسري. وبعد تذبذب مردوده وابتعاده عن المستوى الرائع الذي قدمه الموسم الماضي، وجد بني ياس ضالته في الأسباني فرانشيسكو يستي، وقد جلب معه الفرنسي إسماعيل أبو زيد قادما من باس يانينا اليوناني أيضا. وتواصل الحضور الأوزبكي في الدوري المحلي، حين تعاقد الإمارات مع المهاجم ألكسندر جيرنيج، فيما جلب الشارقة مواطنه تيمور كابادزاه، كما تعاقد الشارقة مع الكوري الجنوبي لي سانج هو نجم سون سامسونج، فيما كان الأهلي قد استقدم الكاميروني آكيل إيمانا غير الموفق في الهلال السعودي. عادة ما يغلف الهدوء تعاقدات الفترة الشتوية في قطر بخلاف تعاقدات، ولذلك لم نشهد تلك التغييرات الجذرية خصوصا في فرق الصف الأول، ولعل لخويا المتصدر وحامل اللقب قد قام بتعديلات واجبة تسببت بها خسارته للكثير من النقاط في الأسابيع الأخيرة، ومن هنا قام بتدعيم صفوفه بالكوري الجنوبي نام تاي هاي قادما من فالنسيان الفرنسي، كما جلب من هناك أيضا الإيفواري كانجا آكالي من لنس، ومقابل ذلك تخلى عن خدمات الإيفواري آرونا دنداني بعد أن سبق له وأخلى سبيل نشأت أكرم في وقت سابق لينضم لزملاءه في الوكرة. أما الغرافة فقد حاول تفعيل قدراته الهجومية وجلب الإيراني فرهاد مجيدي ليحل بدلا من مواطنه محمد رضا خلعتبري، كما تعاقد أيضا مع البرازيلي ديجو تارديلي القادم من أنجي الروسي، والإيفواري آرونا دنداني. ونجح الخور في تدعيم صفوفه بأبرز نجوم الكرة الأردنية في العامين الماضيين، حين تعاقد من هداف المنتخب الأردني حسن عبدالفتاح بعد أن أظهر قدرات كبيرة خصوصا في معترك كأس آسيا التي أقيمت في قطر بداية 2011. أما الرّيان فرأى في المهاجم البرازيلي لياندرو دا سيلفا ورقة رابحة فاستعاره من السد لتدعيم قوى مواطنه أفونسو، وكذلك فعل العربي عندما تعاقد مع التوجولي عرفات جاكو من أنجي الروسي، فيما استعار المهاجم الغاني بابا آركو من طلائع الجيش المصري، واستعاد أم صلال نجمه البرازيلي ماجنو ألفيس من أتليتيكو مينيرو، وتعاقد مع السنغالي مامادو تراوري من الرجاء البيضاوي المغربي. رغم قصر عمر البطولة الكويتية، لكن أنديتها خاضت معركة الانتقالات الشتوية، ولعل الكويت كان أبرزها حرصا منه على الفوز بلقب كبير وإنقاذ موسمه "المتهاوي"، حيث نجح في التعاقد مع نجم منتخب الكويت فهد العنزي القادم من رحلة احترافية غير موفقة في الإتحاد السعودي، كما استعادت النجم وليد علي من الإستقلال الإيراني، وجاء التعاقد مع المهاجم الكاميروني آرنود سيموند من شباب الريف المغربي، إضافة للمدافع البحريني المعروف حسين بابا من الجيش القطري. أما القادسية الواثق من نفسه محليا، فقد استعاد هدافه السوري فراس الخطيب من أم صلال القطري، والإيفواري إبراهيما كيتا العائد من العين الإماراتي، ليشكلان قوة كبرى مع الجزائري لزهر حاج عيسى القادم بداية الموسم. وكذلك عمل السالمية على تدعيم قواه الهجومية فتعاقد مع السوري محمد زينو قادما من النصر، الذي عوّض رحيله بالتعاقد مع النيجيري أوميكا أوبارا، لينضم إلى النجم الليبي طارق التايب. لعل المشاكل المالية التي تعاني منها الأندية الأردنية كانت السبب الأكبر في عدم إبرام صفقات كبرى خلال هذه الفترة، وما زاد على ذلك هو ثبات مستوى ثلاثي الأندية المنافسة على اللقب "الفيصلي والرمثا والوحدات" حيث فضلت تلك الفرق الإبقاء على قوائمها. بل على العكس من ذلك فقد تخلى الوحدات عن نجميه حسن عبدالفتاح وعامر ذيب وعوضهما باستعادة نجمه الأول رأفت علي الذي عاد من رحلة احترافية في نادي الكويت..