أصدر محافظ القاهرة د. جلال محمد سعيد قرارا بتفعيل قراره السابق، بإطلاق إسم الكابتن محمود الجوهرى الملقب ب "جنرال الكرة المصرية" المدير الفنى الأسبق للمنتخب الوطنى الأول ومستشار رئيس الإتحاد الأردنى لكرة القدم سابقا، على أحد ميادين حى غرب مدينة نصر بالقرب من مسجد أل رشدان، تقديرا وعرفانا بدوره البارز فى خدمة الوطن، يأتى ذلك تزامنا مع تخليد ذكراه السنوية الثالثة لوفاته، حيث مرت 3 سنوات على رحيله عن عالمنا فى صباح يوم 3 سبتمبر عام 2012، عن عمر يناهز ال 74 عاما، ووافق أمس ذكرى وفاته أثر نزيف حاد بالمخ بالعاصمة الأردنيةعمان. وأكد محافظ القاهرة د. جلال محمد سعيد، أن المحافظة ستقوم بتعليق اللافتة التى تحمل إسم الراحل محمود الجوهرى خلال الايام القليلة المقبلة على أقل تقدير بميدان مسجد أل رشدان الذى شهد تشييع جثمانه منذ 3 سنوات. وتوجهت السيدة سامية زوجة الراحل محمود الجوهرى ونجله أحمد الجوهرى بالشكر والتقدير لمحافظ القاهرة د. جلال محمد سعيد على تفعيل قراره السابق بإطلاق إسم الجوهرى على أحد الميادين بالقرب من مسجد أل رشدان. و يعتبر محمود الجوهرى الملقب ب "جنرال الكرة المصرية" آخر الرجال المحترمين فى المجال الرياضى فى مصر، لدماثة خلقه التى لا يختلف عليها أحد، وتفانيه فى عمله الذى ظل يخلص له حتى أخر لحظه فى عمره. حيث قال الأمير على بن الحسين رئيس الإتحاد الأردنى تعليقا على وفاته: حزين لرحيل أحد رموز كرة القدم فى العالم، فالجوهرى كان يمارس عمله حتى قبل ساعات قليلة على سقوطه ونقله للمستشفى، وأضاف: الجوهرى قدم إنجازات كبيرة للكرة الأردنية على مدى 10 أعوام سواء عندما كان يتولى الإدارة الفنية للمنتخب الأردنى أو منصبه الإستشارى الذى أعطى من خلاله الكثير لمستقبل الكرة الأردنية. فمحمود الجوهرى من مواليد عام (1938) وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام (1957) وتقاعد في رتبة عميد في سلاح الإشارة ، حيث بدأ ضابطا بصفوف الجيش المصرى، ويعد أحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973 وكان وقتها ضابطا برتبة مقدم، ونظرا لإحترافه علم التدريب أطلق عليه في ذلك الوقت لقب الجنرال. كما يعد الجوهرى الذى شغل منصب المستشار الفني للأمير على بن الحسين رئيس الإتحاد الأردنى، صانع إنجازات كرة القدم الأردنية حيث قاد منتخب الأردن لنهائيات كأس آسيا في الصين 2004 لأول مرة بتاريخ كرة القدم الأردنية وحظيت يومها بحضور الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وقام الملك عبدالله الثاني بمنح الجوهرى وسام الحسين للعطاء من الدرجة الأولى تقديرا لما قدمه للكرة الأردنية من عطاء وانجاز. كما يعد صانع التاريخ الحديث للكرة المصرية فى ظل الإنجازات التى حققها مع المنتخب الوطنى، وخاصة على صعيد البطولات الإفريقية ويكفيه فخرا بأنه قاد منتخب مصر إلى مونديال أيطاليا عام 1990 بعد غياب مصري عن المونديال حيث ظهر المنتخب الوطنى قبل ذلك في مونديال عام (1934)، ويعد من أبرز انجازات الجوهري هو تتويجه بلقب كأس الأمم الإفريقية لاعبا عام 1959 ومدربا عام 1998. مضى الجوهرى مسيرة قصيرة كلاعب مع الأهلي بين 1955 و1964 انتهت بعد سلسلة من الاصابات في الركبة، وكان هدافا للنسخة الأولى لكأس الأمم الافريقية في 1959 برصيد ثلاثة أهداف عندما أحرزت مصر اللقب كما شارك في ألعاب روما الاولمبية 1960. بدأ الجوهري مع فرق الناشئين في الأهلي ثم عمل كمدرب مساعد في النادي الذي نشأ بين صفوفه في سبعينات القرن الماضي مع معلمه عبده صالح الوحش قبل ان يعود لقيادة فريق تحت 21 عاما الذي كان يضم نواة التشكيلة التي هيمنت على الألقاب المحلية في وقت لاحق. وسافر الجوهري الى جدة في 1977 ليعمل كمدرب مساعد في الاتحاد قبل ان يعود للقاهرة لقيادة نادي طفولته الأهلي في منتصف عام 1982، كما قاد الأهلي لانجاز لا ينسى في أول عام له مع الفريق عندما ساعده على احراز لقب كأس افريقيا في 1982. وفاز الأهلي تحت قيادة الجوهري بكأس مصر في 1983 و1984 لكن الفريق خسر لقب الدوري الممتاز في هذين العامين لصالح المقاولون والزمالك على الترتيب، وعاد الجوهري لتدريب الأهلي لفترة ثانية في يونيو 1985 عقب مسيرة قصيرة مع الشارقة الاماراتي وقاده للفوز بكأس افريقيا للأندية أبطال الكأس في نوفمبر لكن أزمة شهيرة مع إدارة النادي قبل انطلاق موسم 1985-1986 ألقت بظلال على علاقته بالنادي ليرحل لتدريب الأهلي السعودي في يوليو 1986. عين في سبتمبر 1988 مدربا للمنتخب الوطنى وساعده على التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 للمرة الأولى في 56 عاما، ورغم العروض القوية في النهائيات التي أقيمت في ايطاليا من بينها التعادل 1/1 مع هولندا بطلة اوروبا آنذاك إلا ان الهزيمة الثقيلة في مباراة ودية ضد اليونان في أكتوبر أدت الى اقالته. ثم عاد بعد أقل من عام في سبتمبر1991 لتدريب منتخب مصر مجددا عقب ضغوط اعلامية وجماهيرية وقاد "الفراعنة" لاحراز كأس العرب في 1992 وهو ما عوض الخروج المخيب للفريق من الدور الأول في كأس الأمم الافريقية في بداية العام، لكنه استقال في يوليو 1993 بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 1994 بالاضافة لنتائج مخيبة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الافريقية 1994. فجأه قبل الجوهري في أكتوبر1993 عرضا لتدريب الزمالك المنافس التقليدي لنادي طفولته الأهلي في وقت كان انتقال اللاعبين أو المدربين بين الغريمين الكبيرين أمرا غير مألوف، وترك الجوهري بصمة فورية وقاد الزمالك لاحراز لقب كأس افريقيا في ديسمبر، وفي الشهر التالي فاز الزمالك على الأهلي ليحرز كأس السوبر الافريقية. وبعد رحيله عن الزمالك عقب خسارة لقب الدوري الممتاز لصالح الأهلي عمل الجوهرى مدربا للوحدة الاماراتى ثم قاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996 قبل عودته الى مصر ليقود "الفراعنة" للمرة الثالثة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعدا له في السعودية واستفاد الجوهري من خبرته الكثير. عين الجوهري مدربا للمنتخب الوطنى في مارس 1997 عقب بداية متعثرة لتصفيات كأس العالم 1998 لكنه لم ينجح في إعادة الفراعنة لطريق المنافسة وأنهت هزيمة شهيرة أمام ليبيريا في إبريل آمال مصر عمليا في التأهل، إلا ان التعويض جاء سريعا وقاد الجوهري مصر لاحراز لقب كأس الأمم الافريقية 1998 لأول مرة في 12 عاما ليصبح أول من يفوز باللقب القاري كلاعب ومدرب. استقال الجوهري من تدريب المنتخب الوطنى عقب الخسارة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات في يوليو 1999 لكنه عاد لفترة رابعة في مارس 2000 بعد الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الافريقية تحت قيادة المدرب الفرنسي جيرار جيلي. ولم ينجح الجوهري في قيادة مصر مرة أخرى لكأس العالم 2002 وكتب للفريق الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم الافريقية في ذلك العام فصل النهاية في مشواره الطويل مع المنتخب الوطنى الأول. انتقل الجوهري بعد ذلك الى الأردن ليقوده لدور الثمانية في كأس اسيا 2004 في ظهوره الأول على الاطلاق بالبطولة القارية، واستمر مع الأردن حتى 2007 وعاد الى مصر ليعمل لفترة قصيرة مستشارا للاتحاد المصري لكرة القدم لكنه ترك منصبه سريعا عقب خلافات مع أعضاء مجلس الادارة، حيث عمل منذ 2009 وحتى وفاته مستشارا للإتحاد الأردني لكرة القدم. طلقت عليه وسائل الإعلام والمشجعين لقب "التتش الصغير" في إشارة الى مختار التتش الأب الروحي لنادي طفولته الأهلي والذي كان لاعبا بارزا في النصف الأول من القرن الماضي ويحمل استاد النادي في وسط القاهرة اسمه، وحصل بعد تحوله للتدريب على لقب "الجنرال" بعد أن درس العلوم العسكرية وعمل في القوات المسلحة حتى ترك الخدمة في 1976 وهو يحمل رتبة عميد. ومحمود الجوهري هو من ذرية الإمامين الحسن والحسين من البطون فزوجة جده الأكبر الشيخ أحمد الجوهري الكريمي الخالدي (أمنة بنت رحمة بنت شهاب الدين أحمد الصحاف بن عبد الله الشنواني) هي من ذرية شهاب الدين أحمد بن عثمان الوفائي العراقي المدفون في جامعه في شنوان بالمنوفية، وهو من ذرية غياث الدين مطر الجد المشترك لأشراف القدس والأشراف الوفائية الحسينيين بمصر وأحمد الجوهرى هو شيخ الشافعية فى مصر فى عصره وهو من أحفاد خالد بن الوليد ومن ذرية الإمام الحسن من البطون. وكان أحد عالمين اختارهما عبد الرحمن كتخدا لكي يتأكدا من وجود رأس الحسين في مسجدهبالقاهرة في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي وابناه عبد الفتاح (الجد الأكبر لمحمود الجوهري) أحد قادة ثورة القاهرة الثانية ضد الحملة الفرنسية وأخوه محمد الجوهري هو من أقنع بونابرت بالخروج من الأزهر.