أحترم وأقدر حماس الشباب الثائر, وأفهم سر تعجله وانعدام الثقة اللذين يسيطر ان عليه تجاه أي سلطة! فقد ذاق الأمرين من الكذب والخداع علي أيدي حكامه السابقين, وألتمس لهم العذر فيما يشعرون به من إحباط بعد ان قدموا التضحيات من أجل نجاح هذه الثورة, ثم وجدوا غيرهم يتصدر المشهد السياسي ويعتلي سدة الحكم! علي الأقل للأربع سنوات المقبلة! ولهذا يرفض كثير منهم الاحتفال بعيد الثورة الأول, ويدعون لان تبقي جذوتها مشتعلة حتي تتحقق أهدافها بالكامل, وهو أيضا موقف يمكن إدراك دوافعه, ولكن علينا ان نحمد الله علي ما تحقق حتي الآن من هذه الأهداف, وهو كثير لايستهان به ولست بصدد عقد مقارنات مع نتائج باقي ثورات الربيع العربي, ببساطة لان مصر لا يماثلها احد في المنطقة, في قدرها ومقدارها وعلو مكانتها وعظمة شعبها وعمق تاريخها وحضارتها. إن ذلك الشعب العظيم, الذي استطاع ان يتحمل ويجتاز( أصعب) سنة مرت عليه في التاريخ الحديث(2011) وأن يخرج منها وقد انعقد له أول مجلس نيابي منتخب بنزاهة, هو الاساس الخرساني المتين للبناء الديمقراطي المرتجي, بعد ان تغلب علي أصعب المؤامرات وأشدها خسة واجراما, من أجل تفتيت وحدته وزرع بذور الصدام والشقاق بين الشعب ومؤسساته الوطنية وأهمها الجيش والشرطة! لكن ما تستهدفه من عدالة اجتماعية وحرية شفافية وتطوير ورفاهية لايزال في منطقة الأماني, لكنها أماني يمكن أن تتحقق وليست كما كانت في الماضي أضغاث أحلام!! وأقول لمن لايزالون يهتفون بسقوط العسكر: الا تخجلون من الهتاف بسقوط جيشكم الوطني ومجلسه الاعلي؟! وهل هناك عاقل يتمني ان تقطع ذراعه التي تحمل درعه أو التي تحمل في الأخري سيفه؟! ألم تدركوا بعد انه لابد من قوة تحمي النظام الجديد من أطماع الكارهين, حتي يشتد عوده ويستكمل بناء مؤسساته الديمقراطية, بعدها يسلم العسكري الحكم للرئيس المنتخب وفقا للدستور في الموعد الذي ألزم نفسه به؟! إن مصداقية طنطاوي والمجلس الأعلي, في كل ما وعدوا به, من حماية للثورة, إلي اجراء أول انتخابات برلمانية حرة, ثم إلغاء الطوارئ التي امتدت70 عاما, ونحن في انتظار أن يستكمل( خير أجناد الأرض) مسيرتهم الصادقة ليعودوا بعدها إلي مهمتهم الاساسية في حماية حدودنا والذود عن كرامتنا, ولهم منا كل تقدير واحترام.