تقام الليلة مباراتان مرتقبتان فى ثانى أيام كأس الأمم الإفريقية ال28 التى تستضيفها حاليا غينيا الاستوائية مشاركة مع الجابون، حيث يلتقى فى الأولى كوت ديفوار مع السودان فى السادسة مساء بتوقيت القاهرة وفى الثانية يواجه بوركينا فاسو الصاعد بقوة منتخب أنجولا فى التاسعة بتوقيت القاهرة. ففى لقاء الأفيال وصقور الجديان، يرفع المنتخب السوداني راية "التحدي" في محاولة للتفوق على نفسه في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين أمام نظيره الإيفواري في افتتاح مباريات المجموعة الثانية.. ورغم نجاح كل من الفريقين في الفوز بلقب البطولة مرة واحدة سابقة، لكن هناك تباين فى مستوى وظروف الفريقين كثيرا في السنوات الماضية وخاصة في العقدين الماضيين لتكون المباراة بينهما بمثابة مواجهة غير متكافئة من الناحية النظرية وإن كان كل شيء ممكنا من الناحية العملية. ولم يكن المنتخب السوداني (صقور الجديان) يتمنى بالطبع أن تكون بداية مسيرته في البطولة أمام أفيال كوت ديفوار المرشحة بقوة لإحراز اللقب، ورغم صعوبة المواجهة والفارق الهائل في الإمكانات بين كتيبة الأفيال التي تعتمد على مجموعة من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية وقافلة صقور الجديان التي تعتمد على مجموعة لاعبين جميعهم من الناشطين بالدوري المحلي، يدرك كل من الفريقين أنه من الصعب التسليم بأن النتيجة محسومة خاصة وأن الحماس والرغبة في تحقيق الفوز يجب أن تكون في أعلى درجاتها مع بداية مسيرة كل من الفريقين في هذه المجموعة الصعبة. وشهد المنتخب الإيفواري في السنوات الأخيرة الجيل الذهبي الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي وأصبح هدف الفريق الحالي هو تتويج تألقه على الساحة الأفريقية وفي رحلة احترافه بالأندية الأوروبية الكبيرة بلقب أفريقي ثان للأفيال، ويضاعف من رغبة هذا الجيل في إحراز اللقب أن بعض عناصره وفي مقدمتهم المهاجم الشهير والخطير ديدييه دروجبا قائد الفريق قد لا تتاح لهم فرصة جديدة للمشاركة في الكأس الأفريقية مع اقترابهم من سن الاعتزال. وتبدو الفرصة سانحة أمام كتيبة المحترفين للاستفادة من فارق الخبرة في مواجهة نجوم الدوري السوداني الذين يشكلون قائمة صقور الجديان، ولكن الأفيال يدركون تماما أن المفاجآت واردة خاصة في ضربة البداية لاسيما وأن لاعبي المنتخب السوداني يمتلكون المهارات الفنية الكبيرة كما يتميزون بالتماسك الشديد والانسجام في ظل اعتماد الفريق بشكل كبير في تشكيلته على نجوم المريخ والهلال السودانيين. ويقود الفريق المدرب محمد عبد الله مازدا الذي تولى مسؤولية الفريق في عام 2008 قبل أن يتولى المدرب ستيفان كونستانتين القيادة في مطلع العام التالي ولكنه لم يستمر مع الفريق سوى عام واحد ليعود مازدا إلى تولي المسئولية مرة أخرى . وفي مباراة لا تعرف أنصاف الحلول، يسعى كل من منتخبي بوركينا فاسو وأنجولا إلى بداية قوية وفوز ثمين عندما يلتقيان في افتتاح مسيرتهما ببطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين المقامة حاليا في الجابون وغينيا الاستوائية. ويلتقي الفريقان على استاد مدينة مالابو في غينيا الاستوائية ضمن الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة، ويدرك كل من الفريقين أن الفوز سيكون بمثابة حجر الزاوية على طريق التأهل إلى الدور الثاني (دور الثمانية) في البطولة خاصة مع اتجاه معظم الترشيحات إلى المنتخب الإيفواري لحجز بطاقة التأهل من هذه المجموعة إلى دور الثمانية مما يجعل المنافسة بين بوركينا فاسو وأنجولا والسودان على بطاقة واحدة. ويضع كل من المنتخبين الأنجولي والبوركيني في اعتبارهما أن المواجهة مع المنتخب الإيفواري محفوفة بالمخاطر ولذلك يسعى كل منهما إلى حسم تأهله مبكرا أو على الأقل الاقتراب خطوة نحو التأهل. وواجهت الخيول البوركينية سوء حظ كبير في البطولة الماضية عام 2010 بأنجولا بعدما خاضت الدور الأول للمجموعة مع فريقين عريقين هما كوت ديفوار وغانا بعد انسحاب المنتخب التوجولي قبل بداية البطولة مباشرة نتيجة لحادث الاعتداء الأليم الذي تعرضت له حافلة الفريق خلال توجهها لأنجولا.
ويقود الفريق حاليا المدرب البرتغالي باولو دوراتي (42 عاما) الذي تولى مسؤولية الفريق في عام 2008 وقاده لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في عامي 2010 و2012. وسبق لدوراتي أن لعب لفريق يونياو ليريا تحت قيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الأسباني حاليا كما سبق له تدريب ليريا أيضا في الفترة من 2006 إلى 2007 . ولا يتفوق المنتخب الأنجولي على نظيره البوركيني في خبرة المشاركات الأفريقية حيث شارك في النهائيات خمس مرات سابقة فقط، ولكن البطولتين الماضيتين شهدتا تأهله لدور الثمانية عام 2008 في غانا و2010 على أرضه وهو ما يجعله بحاجة ماسة إلى العبور لدور الثمانية على الأقل في البطولة الحالية.
وما يزيد من طموحات وآمال الفريق في الفترة الحالية أن لاعبيه الحاليين وهم الأفضل في تاريخ كرة القدم الأنجولية اكتسبوا الخبرة اللازمة للمنافسة في مثل هذه البطولات، وربما يكون الدافع المعنوي لدى الفريق هو السلاح الأقوى له في النهائيات حيث تمثل هذه البطولة فرصة أخيرة لبعض اللاعبين الذين اقتربوا من مرحلة الاعتزال مثل المهاجم فلافيو. ويقود المنتخب الأنجولي حاليا المدرب الوطني ليتو فيديجال (41 عاما) الذي كان أحد مدافعي الفريق في بطولة كأس الأمم الأفريقية 1998 ببوركينا فاسو كما أصبح المدرب الرابع الذي يتولى قيادة الفريق في غضون آخر 16 شهرا، ويمتلك فيديجال خبرة أوروبية كبيرة حيث قضى معظم حياته الكروية كلاعب ومدرب في البرتغال وأصبح أول مدرب أفريقي يتولى مسئولية فريق أوروبي حيث سبق له تدريب فريق يونياو ليريا البرتغالي. ويمتلك فيديجال العديد من اللاعبين المتميزين يأتي في مقدمتهم النجم الشهير مانوتشو لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي سابقا ونجم بلد الوليد الأسباني حاليا، وسجل مانوتشو أربعة من الأهداف السبعة للمنتخب الأنجولي في التصفيات المؤهلة للبطولة.