رغم عدم فوز الفريق بلقب كأس الأمم الأفريقية على مدار 12 مشاركة سابقة في غضون خمسة عقود متتالية ، لا يمكن التقليص من مكانة المنتخب السنغالي لكرة القدم أو الكرة السنغالية بشكل عام في تاريخ كرة القدم الأفريقية. وعلى مدار خمسة عقود، ظل المنتخب السنغالي من الفرق ذات السمعة الطيبة والشهرة الهائلة على الساحة الأفريقية. لكنه وعلى الرغم من الضجيج الذي أثاره في مطلع القرن الحالي لدى تأهله إلى بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان والتي بلغ فيها دور الثمانية ، لم ينجح في خطف اللقب الأفريقي حتى مع ظهور أكثر من جيل ذهبي في تاريخ الكرة السنغالية وخاصة الجيل الذي شارك في مونديال 2002 بقيادة الحاج ضيوف. ولهذا ، يخوض المنتخب السنغالي النسخة الثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية ، والتي تستضيفها غينيا الاستوائية من 17 يناير الحالي إلى الثامن من فبراير المقبل ، بهدف واحد فقط وهو المنافسة على اللقب. وشهدت المشاركة الأولى للمنتخب السنغالي (أسود داكار) فوز الفريق بالمركز الرابع وذلك في نسخة عام 1965 لكن الفريق لم يترجم هذه البداية القوية إلى نجاح أكبر في النسخة التالية حيث كانت أفضل إنجازاته التالية في البطولة هي بلوغ دور الثمانية في نسخ 1992 و1994 و2000 . ولكن بداية القرن الحالي شهدت طفرة هائلة في مستوى الفريق بقيادة المدرب الفرنسي لراحل برونو ميتسو الذي قاد الفريق لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وصعد معه لدور لثمانية بالبطولة ليصبح ثاني منتخب أفريقي فقط يصل لدور الثمانية بالبطولة العالمية كما قاده في مطلع نفس العام إلى الفوز بالمركز الثاني في كأس الأمم الأفريقية بعد الخسارة أمام أسود الكاميرون في نهائي مثير للبطولة. ورغم تألق عدد من نجوم الجيل الذهبي للمنتخب السنغالي المشارك في مونديال 2002 مع أنديتهم ، ظل الفريق بعيدا عن منصة التتويج اللقب الأفريقي في النسخ التالية وكانت أفضل نتائجه هي الفوز بالمركز الرابع في نسخة 2006 بمصر بعد السقوط في المربع الذهبي أمام أحفاد الفراعنة. ومع غياب المنتخب السنغالي عن نسخة 2013 بجنوب أفريقيا ، يأمل الفريق في استعادة بعض بريقه بالنسخة الجديدة رغم صعوبة موقفه بعدما وضعته القرعة في مجموعة صعبة للغاية تستحق لقب "مجموعة الموت" حيث تضم معه منتخبات غانا وجنوب أفريقيا والسنغال ليكون الوحيد في هذه المجموعة الذي لم يسبق له التتويج باللقب. ورغم اعتزال أو ابتعاد العديد من اللاعبين البارزين في صفوف الفريق خلال السنوات القليلة الماضية ، يعول الفريق كثيرا على شقين أولهما أن عددا من نجوم الفريق لمشارك في البطولة اكتسب خبرة هائلة من تجرب الاحتراف الأوروبي. ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين النجم الكبير بابيس سيسيه مهاجم نيوكاسل الإنجليزي ولامين ساني نجم دفاع بوردو الفرنسي وموسى سو مهاجم فناربخشة التركي. أما الشق الثاني فهو أن الفريق سيخوض النهائيات هذه المرة تحت قيادة مدرب رائع هو الفرنسي ألان جيريس /62 عاما/ الذي يمتلك خبرة هائلة من العمل مع الأندية الفرنسية كما سبق له التدريب في المغرب إضافة لتوليه تدريب منتخبات جورجيا والجابون ومالي. وترك جيريس بصمة رائعة مع معظم الفرق التي تولى تدريبها مما يجعله أحد أهم العناصر التي يعتمد عليها المنتخب السنغالي في هذا المعترك الأفريقي.