تعاني الخدمة الطبية بمحافظة المنوفية الاهمال الشديد سواء في مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية أو التعليمية وحدث ولا حرج عن التسيب والاهمال الطبي في إجراء العمليات. وفي الوقت الذي تم فيه إنشاء مستشفيات جديدة تسمي مستشفيات التكامل الصحي داخل القري والريف المصري لتخفيف الضغط عن المستشفيات المركزية التي أصبحت غير قادرة علي استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضي وتقديم خدمات أكثر تطورا, الا أنه وبعد الانتهاء من كافة أعمال الانشاءات وشراء الأجهزة الطبية فوجئ الجميع بعدم تشغيلها بكامل طاقتها واقتصار خدماتها علي بعض الأغراض الخاصة بالتطعيمات وتنظيم الأسرة الأمر الذي أدي الي تزايد الضغط علي المستفيات المركزية محدودة العدد والسعة بشكل مخيف يهدد بانهيار الخدمات الصحية داخل المحافظة. تقول سعدية عبد الرسول مريضة بالكبد انني أحضر شهريا من محافظة البحيرة وأظل أنتظر منذ السابعة صباحا وحتي أذن المغرب لكي أتمكن من صرف الأدوية الشهرية الخاصة بعلاجي علي نفقة الدولة ونظرا للزحام الشديد قدلا أتمكن من صرف الأدوية الخاصة بي فأنتظر للشهر القادم لكي اصرفها حيث تصل عدد الحالات التي تصرف أدوية يوميا الي400 حالة ولايتم ارجاء حالات لليوم التالي والذي يكون فيه العدد مضاعفا في ظل ضيق ساحة الانتظار وتزاحم المرضي داخلها. ويؤكد محمد أحمد عبد الباري مريض انهم يفترشون الأرض لضيق المكان المخصص للانتظار بالمعهد وطول ساعات الانتظار واحيانا يغادر الموظفون دون ان نصرف الدواءبحجة انتهاء موعد عملهم فقد يصل بنا الحال الي حد البكاء حتي نحصل علي الدواء. ويقول عبد اللطيف سعيد إن مستشفي التكامل الصحي بقرية سبك الأحد تم الانتهاء منه منذ أكثر من31 عاما وحتي الآن لم يقدم أي خدمات ملموسة للمرضي, والعجيب أنه يحتوي علي جميع الأجهزة التي قرب عمرها الافتراضي علي الانتهاء وهي مازالت داخل كراتينها يحاصرها الصدأ والتاكل, فلا تعمل المستشفي سوي لصحة المرأة وتنظيم الأسرة فقط فهل هذا معقول أن تستمر تلك الفوضي بعد ثورة25 يناير التي أطاحت بالفساد, فلصالح من يظل هذا الاهمال. وتقول سعاد عبد العزيزكنا نتصور أن كافة المستشفيات سيتم تشغيلها بكامل طاقتها لتقديم خدمات أفضل الي المرضي الذين هم الان في أمس الحاجة الي العلاج المجاني علي نفقة الدولة في ظل الارتفاع المستمر في نفقات المعيشة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد في الفترة الحالية. وتساءل محمود الفيشاوي عن السبب وراء عدم تشغيل مستشفي التكامل الصحي بساقية أبوشعرة بكامل طاقته حتي الان, حيث من المفترض أن تخدم تلك المستشفي6 قري وأكثر من10 عزب صغيرة, وهذا ما يعني حرمان أكثر من200 ألف نسمة من حقهم المشروع في الخدمات الطبية, حيث تعتبر تلك المنطقة من أكثر المناطق بعد عن المستشفي المركزي, الأمر الذي يجعل هناك صعوبة شديدة في نقل المرضي من ذوي الحالات الحرجة والحوادث, والمبني الان كامل الانشاءات والتشطيبات ومزود بكافة الأجهزة الطبية الحديثة, ولكن به نقص صارخ في الأطباء فلا يوجد به التخصصات الضرورية, وحتي الان مازال مرفوعا من الخدمة الا في حالات بسيطة جدا مما تسبب في معاناة الأهالي من النقص الحاد في كافة الخدمات الصحية, مطالبا بتشغيلها حتي نستفيد من الأجهزة والمعدات الطبية ولا تضيع الملايين التي تم انفاقها عليها ويتم اهدارها. ويقول مصطفي شاهين عامل معظم المستفيات العامة بالمنوفية في حاجة الي تطوير, وذلك لضمان تقديم خدمات طبية مميزة لكافة المرضي من أبناء المحافظة, فهناك العديد من المستشفيات القروية التي كانت في الأساس عبارة عن وحدات صحية بسيطة وتم هدمها واعادة تطويرها للتحول الي مستشفيات قروية, ولكن للأسف تم تطوير الأبنية فقط دون تطوير منظومة العمل والخدمات داخل تلك المستشفيات التي كلفت الدولة الملايين وحتي الان لم يستفيد المرضي منها شيئا بسبب عدم توفير الأجهزة والأطباء المدربين. ويتساءل طارق الحداد عضو جمعية حقوق الانسان بالمنوفية هل المستشفيات التي تقع علي الطرق السريعة وبجوار محطات السكة الحديد جاهزة للتعامل مع إصابات الثوار والحروق والمخ والأعصاب فالاجابة بالسلب طبعا حيث يوجد مستشفيان علي الطريق الزراعي السريع هما قويسنا المركزي ومستشفي للطوارئ إلي جانب مستشفي بركة السبع المركزي وبها قسم للاستقبال الطوارئ.. وأضاف أنه يتم استقبال حالات الحوادث وكذلك المشاجرات التي زادت نسبتها عن نسبة الحوادث إلي جانب حالات الطوارئ وذلك بقسم الاستقبال والطوارئ مشيرا إلي أنه عندما يصبح الحادث كارثة يتم استدعاء الأطباء من منازلهم إلي جانب طاقم التمريض بالكامل مشيرا إلي أن متوسط عدد حالات الاصابة الذي تستقبله المستشفي يصل إلي20 مصابا أسبوعيا.