في لحظة فارقة في تاريخ الوطن جاءت دعوة الفريق عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع امس للمواطنين بالنزول للميادين غدا في مليونيات ضد العنف والارهاب حاملة العديد من الدلالات, وكاشفة الكثير من المخاطر الداهمة التي باتت تهدد الامن القومي المصري, وتتطلب من الشعب الذي انتفض في الثلاثين من يونيو تحمل مسئولياته تجاه هذا الخطر, الذي بدا يلوح في الافق من خلال تصاعد اعمال العنف, وتزايد استهداف رجال الشرطة والجيش, وكذا التطور النوعي في العمليات الارهابية والتي كان آخرها التفجير الارهابي بالمنصورة, والذي استخدمت فيه قنابل موقوته متطورة الصنع. ولعل من تابع كلمة الفريق السيسي امس في حفل تخريج دفعتي الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي, قد استشعر خطورة الاوضاع الامنية, التي حملتها كلمات السيسي, ودفعته ان يتبني الدعوة بنفسة للشعب, إذ اشار الي وجود مخطط للوقيعة بيين القوات المسلحة, بدت ملامحة تتكشف مع ضبط كميات كبيرة من الزي العسكري المصري, وكميات متنوعة من الاسلحة التي يتم تهريبها, والتي يتم استخدامها حاليا في العمليات الارهابية ضد القوات المصرية, ومن المؤكد ايضا ان كل المواطنين الذين تابعوا خطاب وزير الدفاع قد تيقنوا من ان هناك مؤامرة للنيل من الوطن, مما يتطلب تدخلا عاجلا لوأد الارهاب, ووقف العنف, واسئصال بؤر التطرف, من خلال تفويض شعبي للجيش والشرطة للقيام بهذه المهمة الوطنية قبل فوات الاوان.. مصر اليوم في حاجة الي عمل وطني مخلص, يقي البلاد شر الفتنة, ويحمي الوطن شرور الارهاب والتطرف, ويخطئ تيار الاسلام السياسي لو فهم الدعوة علي انها محاولة لاستهدافه, كما زعم بعض قياداته امس, ويتمادي في أخطائه اذا اعتقد ان استخدام سلاح العنف والارهاب يمكن ان يعيد عقارب الساعة الي الوراء. لان الشعب المصري الثائر لن يقبل بالارهاب, ولن يخضع للابتزاز, ولن يرضخ للضغوط. وغدا سوف تؤكد الملايين التي ستنزل الي الشوارع والميادين ان الثورة لها شعب يحميها, وأن سهام الغدر والارهاب سوف ترتد الي صدور دعاة العنف والتطرف. انه نداء الوطن لكل المصريين الشرفاء الذين يعرفون كلمة وطن, ويدركون عظمة مصر, ويقدسون تاريخها وعراقتها, انزلوا الي الشوارع غدا قولوا لا للارهاب, ولا للتطرف, ولا للعنف, نعم مصر ستبقي عصية علي خفافيش الظلام, قوية في مواجهة الارهاب الاسود.