من الملفات المهمة التي يجب علي حكومة الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء الجديد العمل علي حلها علي وجه السرعة هي مشكلات التلوث البيئي للبحيرات المالحة بالإسماعيلية منها التمساح وتبلغ مساحتها نحو2000 فدان بمتوسط عمق12 مترا تحتوي علي مايقرب من95 مليون متر مكعب من المياه المالحة ويصب فيها2 مليون متر مكعب يوميا من مياه مصرف المحسمة الزراعي الذي يعد المصدر الرئيسي للتلوث لأنه يحتوي علي النترات والمبيدات الزراعية وبعض المركبات السامة والعناصر الثقيلة نتيجة للاستخدام المفرط من قبل المزارعين والذي يدمر الثروة السمكية بخلاف القضاء علي السياحة داخلها نظرا لأنها تقع في محيط الأندية والشواطئ والفنادق والمصطافون يخشون النزول للاستحمام بها ورغم تضافر الجهات المعنية وعلي رأسها هيئة قناة السويس في عام2000 وقيامها بعمليات تطهير لقاع البحيرة تكلفت نحو50 مليون جنيه إلا أن وضعها حاليا سيئ للغاية وبخصوص بحيرة الصيادين فهي تعد أصغر وأقل عمقا من بحيرة التمساح وتغطيها أنواع مختلفة من النباتات تنمو في كتل متماسكة ومياهها أقل ملوحة وهي أحد أسباب التلوث نظرا لمياه الصرف الزراعي والصحي التي تصب داخلها وتستقر الرواسب في قاعها وتشكل خطرا داهما علي صحة الإنسان وبشأن البحيرات المرة تضم مسطحات مائية شاسعة تمتد لمسافة50 كيلو مترا من الدفرسوار شمالا وحتي كبريت جنوبا وتبلغ مساحة البحيرات الصغري9 آلاف و525 فدانا والكبري46 ألفا و190فدانا ويعد مصرف الملاريا مصدر التلوث الوحيد لها بجانب قيام بعض القري السياحية والفيلات بإلقاء الصرف الصحي داخلها وهذا يؤثر سلبا علي الثروة السمكية. يقول اللواء محمد درهوس السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية إنه توجد إجراءات سبق وأن طبقناها علي أرض الواقع خلال السنوات الأخيرة للقضاء علي مشكلات التلوث بالبحيرات بالاشتراك مع كل الجهات المعنية وحققنا نجاحات فيها لكنها محدودة وتوقفت بعد الأحداث السياسية الأخيرة التي تشهدها البلاد حاليا لعدم وجود الاعتمادات المالية اللازمة. ويضيف أنه تم إنشاء محطات لرفع الصرف الصحي بمركز فايد لحماية البحيرات المرة من التلوث وألزمنا جميع المنشآت الخاصة والعامة التي تقع في محيطها بإقامة محطات لمعالجة مخلفات الصرف الصحي قبل دخولها علي الشبكة العمومية ونفذنا خطة لتغطية مصرف الملاريا الزراعي حتي لا يلقي أحد فيه شيئا يضر بالبيئة. ويشير السكرتير العام المساعد بمحافظة الإسماعيلية إلي أن هناك مشروعات وبرامج موضوعة تحت التنفيذ منها إنشاء محطة معالجة بالصرف الصحي بقرية العباسة بالشرقية لمنع التلوث المباشر في مصرف الوادي الذي يصب في بحيرة التمساح وهناك محطة معالجة للصرف الصحي بأبو صوير بالقصاصين الجديدة لإيقاف التلوث علي مصرف المحسمة بخلاف محطة أبو عطوة التي انتهينا منها. ويوضح أن التلوث أدي لإصابة العاملين بحرفة الصيد في بحيرة التمساح والبحيرات المرة بضرر بالغ بعد الإنخفاض الحاد في استخراج الأسماك التي كان يبلغ إنتاجها118 ألف طن سنويا وهذه مشكلة نعترف بها ناقشها الخبراء الاقتصاديون وحلها لن يأتي إلا عن طريق عودة الحياة الطبيعية للمجاري المائية المالحة وإيقاف أي ملوثات داخلها. ويؤكد أن هيئة قناة السويس والجامعة لديهما الخبرات اللازمة القادرة علي التعامل مع الحد من التلوث في البحيرات المائية المالحة بالإسماعيلية وهما يملكان العديد من الدراسات الميدانية ومطلوب توفير الدعم المالي الحكومي وقتها سيتم القضاء علي هذه المشكلة المستفحلة الآن.