الثقافة جزء أصيل من تكوين الشخصية المصرية, اذ تلعب دورا مهما في تنمية الابداع وتكوين العقل النقدي لديها, وقد لعبت الثقافة عبر العصور دورا بالغ الخطورة حيث تسهم في رفع مستوي الوعي لدي الناس. والثقافة المصرية المعاصرة تعاني من بعض المشكلات التي ينبغي القاء الضوء عليها عبر عرض لأهم المشكلات التي تعاني منها. وفي الاسكندرية مدينة الحضارة والثقافة يوجد اكثر من14 قصر ثقافة بخلاف نوادي الطفل ومركز الابداع التابع لصندوق التنمية الثقافية وكذا قصر التذوق بسيدي جابر. وجميعها تعاني مشاكل عديدة تحول دون أدائها لدورها. يقول الشاعر أحمد عواد أمين عام المنتدي الثقافي بالاسكندرية ومسئول بفرع ثقافة اسكندرية: أن قصور الثقافة في حاجة الي ترميم واقامة منشآت جديدة لان كفاءة تقل مع مرور الزمن حتي يمكنها ان تقدم منتجا ثقافيا مبدعا, وكذا نحن في حاجة الي كتبة من المبدعين والفنانين للنهوض بالحركة الثقافية بالاسكندرية. ونوه عواد الي ان هناك عدة قصور تحتاج الي ترميم واعادة تأهيل من جديد حتي تتمكن من القيام بمهامها الثقافية. ويشير ايضا الي ان الثقافة السكندرية خرجت الكثير من المبدعين مثل الشاعرين عبد العليم القباني وأحمد فضل شبلول وغيرهما الكثير, ويمكن للمدينة أن تواصل عطاءها الثقافي من خلال تذليل جميع العقبات الادارية والمالية التي تواجهها فالميزانية بحاجة الي مضاعفتها عدة مرات, وكذا ضرورة الاسراع بتسليم قصور الثقافة التي انتهي ترميمها او ضمها لهيئة قصور الثقافة مثل قصر ثقافة الشاطبي الذي يجري العمل به وترميمه منذ اكثر من عشرين عاما ولم يتم تسليمه حتي الان وكذا قصور ثقافة26 يوليو الذي تم تخصيصه للهيئة منذ عام1990 ولم يتم التسليم الفعلي حتي الان. علي جانب آخر يري الشاعر السكندري حسني منصور ان هناك اناسا لا يريدون الثقافة وليس لهم علاقة بالثقافة بدليل غلق خمسة قصور ثقافة بالاسكندرية والاكتفاء باقامة انشطة ثقافية علي الورق, ولا يري الادباء والشعراء بالاسكندرية أي نشاط ثقافي من أي نوع مشيرا الي ان ادارة الثقافة بالمدينة تتم من خلال اناس لا علاقة لهم بالثقافة من قريب او بعيد, وانهم لا يجيدون سوي التعامل مع ثغرات اللوائح والقوانين, اذا لا يهتمون بتنمية الوعي الثقافي. يشير الشاعر أحمد يحيي رئيس مجلس إدارة جمعية الفكر والفن بالإسكندرية إلي أن دور الثقافة لا يزال دورها منقوصا بدرجة كبيرة في المدينة حيث يجب أن تتحول قصور الثقافة الي ورش انتاج ثقافي وليس فاترينات عرض بمعني ان يكون هناك اهتمام اكثر بالورش الفنية اكثر من الاهتمام بقصائد الشعراء فقط. وانه ليس بالاسكندرية سوي موقعين مؤهلان لاستقبال المبدعين هما مركز الابداع وقصر سيدي جابر فيما عدا ذلك فبقية القصور ليست سوي مبان متردية للغاية ويطالب يحي وزير الثقافة بزيارة احد مواقع الثقافة لكي يقف بنفسه علي مدي تردي الأوضاع بها. فيما يقول اسماعيل علي حسن احد رواد قصور الثقافة أن عدد قصور الثقافة بالاسكندرية لا يتناسب مع عدد سكانها حيث تخلو المنطقة من القباري حتي الكيلو21 من أي مظهر ثقافي وهي مساحة يشغلها تقريبا30% من عدد سكان المدينة, اضف الي ذلك ان انشطة قصور الثقافة لا يتم الاعلان والدعاية لها بالشكل الكافي وكأنها أنشطة سرية لا يعلم بها المواطن العادي, فعلي سبيل المثال نجد ان معظم انشطة مركز الابداع اما محدودة الدعاية واما باهظة التكاليف فغالبا ما يتم عمل ورش فنية للأطفال باسعار مبالغ فيها لا تتناسب مع ما يجب ان تقدمه الدولة للثقافة كخدمة ابداعية ترتقي بالذوق العام.. علي نفس المنوال يشير محمد مبارك مبدع سكندري إلي ان رواد قصور الثقافة من المبدعين او حتي الجمهور المتذوق العادي نقص كثيرا في السنوات الاخيرة, ففي الوقت الذي نحتاج فيه الثقافة كزاد روحي للشباب المصري نجد تراجعا كبيرا في الفاعليات الثقافية ذات الطابع الجماهيري. ومن جانبه يقول عباس عبد المنعم مدير عام هيئة قصور الثقافة: قمنا بعمل نشاط ضخم وكبير وتم تحقيق انجازات هائلة ولكننا نعمل في صمت شديد وهذا لا يعني ان الثقافة بالاسكندرية غير نشيطة بل تشهد تقدما هائلا علي جميع المستويات في المسرح والشعر والفن التشكيلي.