للمرة الثانية تجد واشنطن نفسها خارج نطاق التأثير في مصر, حيث تحرك الشعب لإسقاط الرئيس الثاني منذ25 ثورة يناير دون أي تدخل خارجي, وفي المرتين وجدت واشنطن نفسها في مرمي نيران المتظاهرين الذين انتقدوا واشنطن لدعمها أنظمة ديكتاتورية. وذكرت صحيفة( ذا كونسرفاتفز) الأمريكية انه رغم تعالي بعض الاصوات في واشنطن للمطالبة بقطع المعونة العسكرية عن مصر عقب ما وصفه البعض بالانقلاب العسكري, تجنب الرئيس الأمريكي بارك أوباما ذكر كلمة انقلاب حتي لا يكون ملزما بقطع المساعدات وفقا لما ينص عليه القانون الامريكي. وفي العام الماضي, قدم أعضاء جمهوريونتشريعات لوقف المساعدات الخارجية لمصرو ليبيا و باكستان إلا أنها وجهت هزيمة ساحقة عندما صوت أعضاء ديمقراطيون بالكونجرس ضدها, وكان السبب الاساسي هو كراهية شعوب تلك الدول لواشنطن. كما حاول أعضاء جمهوريون بالكونجرس منع بيع طائرات مقاتلة ودبابات للحكومة المصرية. وقال أحدهم ويدعي بول: أعتقد أنه ليس من الحكمة إرسال الدبابات والطائرات المقاتلة الأكثر تطورا إلي مصر الا ان مجلس الشيوخ رفض ذلك بأغلبية1997 صوتا. وذكرت الصحيفة أن الناخبين لديهم شعور مبالغ فيه حول كم يكلف المساعدة الدولية حقا في المخطط الكبير للميزانية الاتحادية الضخمة, علي الرغم من أن حسابات المساعدات الخارجية لأقل من1% من الإنفاق الفيدرالي. وأكدت أن السنوات التي دعمت فيها واشنطن نظام مبارك اشترت من خلالها عداء المصريين وبالمثل فان المتظاهرين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسي كانوا يهتفون ضد أوباما أيضا نظرا لدعم الادارة الأمريكية له. ومع دعم الجيش المصري للشعب وارادته يتردد العديد من الجمهوريين في قطع المساعدات عن مصر, حيث أكد أريك كانتور زعيم الاغلبية بمجلس النواب أن الجيش شريك أساسي للولايات المتحدة وقوة استقرار في المنطقة. وقال السيناتور بوب كروكر الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجيةالذي أبدي تأييده لإرسال أموال دافعي الضرائب الأمريكية لمصر عسكريا: لدينا تعاون طويل الأمد مع مصر, وهو أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة, ينبغي أن تظل الأولوية للأمريكيين. ويعتبر العديد من الخبراء في السياسة الخارجية الأمريكية المعونة كمصدر الرئيسي لأمريكا للتقرب من مصر, كما يؤكدون ان الجيش المصري أحد أهم عوامل الاستقرار في المنطقة.