في دلالة واضحة لعمق العلاقات المصرية اليونانية التي يحرص عليها الرئيس حسني مبارك ونظيره اليوناني ورئيس وزرائه جاءت الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس امس للعاصمة اثينا والتي تم ادراجها علي برنامج الزيارة الرئاسية الناجحة لايطاليا حيث قرر الرئيس ان يتوقف في اليونان في طريق عودته الي القاهرة التي وصلها بسلامة الله مساء امس- من اجل الاعراب للقيادات اليونية عن تضامن مصر مع اليونان في ظل الازمة المالية التي تعرضت لها مؤخرا. وفور وصول الرئيس الي العاصمة اثينا بعد ظهر امس قادما من روما توجه الي قصر الرئاسة حيث عقدت القمة المصرية اليونانية بين الرئيسين حسني مبارك وكارلوس بابولياس تم خلالها بحث عدد من القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الاوسط وتداعيات الازمة المالية العالمية وتأثيرها علي اليونان وعلاقات التعاون بين مصر واليونان في إطار الاتحاد من أجل المتوسط والشراكة الأوروبية. كما عقد الرئيس مبارك مباحثات مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بمطار أثينا تم خلالها بحث تطورات القضايا الراهنة والازمة المالية التي تواجهها اليونان وسبل تجاوزها إضافة إلي العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان رئيس الوزراء اليوناني قد قطع زيارته للبنان وتوجه الي اليونان حرصا منه علي الاجتماع مع الرئيس حيث عقد معه جلسة مباحثات فور وصوله إلي مطار أثينا. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن زيارة الرئيس مبارك إلي اليونان تأتي في إطار التضامن معها في الازمة المالية الطاحنة التي تعرضت لها مؤخرا وفي إطار العلاقات القوية بين الرئيسين مبارك واليوناني بابولياس. وأضاف أن الرئيس مبارك زار اليونان في عام2008 وأن مصر تحرص علي التوازن في علاقاتها مع اليونان وتركيا وقبرص مشيرا الي مجموعة من العلاقات المتشابكة بين الدول الثلاث وأن مصر ترحب بكل تقارب بين هذه الدول. وأوضح عواد أن رسالة التضامن التي تحملها زيارة الرئيس مبارك لليونان تدعمها في هذه الظروف مشيرا إلي أن الميزان التجاري بين مصر واليونان يميل لصالح مصر حيث سجل فائضا العام الماضي لصالح مصر بلغ60 مليون دولار. واشار عواد الي أن مباحثات الرئيس مبارك والرئيس اليوناني بابولياس ورئيس وزرائه جورج باباندريو تناولت تطورات قضية الشرق الأوسط والمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسبل دفع عملية السلام. وقال إن الرئيسين مبارك وبابولياس أبديا اهتماما بتطورات الملف النووي الإيراني علي ضوء الاتفاق التركي الإيراني الأخير ومشروع القرار الذي يناقشه مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة علي إيران بسبب برنامجها النووي.. مضيفا أن الرئيسين ورئيس الوزراء استعرضوا أيضا تطورات الوضع في السودان.. كما تم استعراض الجانبين ملف حوض النيل علي ضوء الاتفاق الإطاري الذي وقعته منذ أيام في عنتيبي خمس من دول المنابع حول استخدام مياه نهر النيل. ووجه الرئيس مبارك الدعوة الي بابولياس ورئيس وزرائه لزيارة مصر في موعد يتم الاتفاق عليه فيما بعد. ضم الوفد المرافق للرئيس في زيارته لليونان احمد ابو الغيط وزير الخارجية وانس الفقي وزير الاعلام وفايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الدولي والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.