وسط' تطمينات' بعث بها وزيرا المياه في مصر والسودان عقب مباحثاتهما بالخرطوم امس من انه لامساس بحصة البلدين من مياه النيل وان اي اتفاقية توقع بدون مصر والسودان تعد' منقوصة' وغير ملزمة وليست ذات جدوي تتجه شعوب دول حوض النيل الي القاهرة خلال الاسبوع المقبل حيث تستضيف سلسلة من المباحثات المهمة لاحتواء تصعيد بعض دول المنابع بعد التوقيع علي الاتفاقية' الاطارية المنقوصة' لاعادة تقسيم المياه والتي وقعت عليها5 دول حتي الان. فمن المقرر ان تعقد بعد غد جلسة المباحثات الرئيسية المصرية الكينية بين رئيسي وزراء البلدين الدكتور احمد نظيف واوريلا ادوينجا الذي يصل القاهرة غدا علي رأس وفد وزاري من بينهم وزيرة المياه الي جانب كبير المفاوضين الكينيين في مبادرة حوض النيل كما تشهد القاهرة زيارة اخري مهمة لرئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا الثلاثاء القادم وهي أول زيارة رسمية له لمصر تستغرق أربعة أيام, يرافقه خلالها وفد سياسي رفيع المستوي يضم عددا من الوزراء في الحكومة الكونغولية من بينهم وزير المياه تليها زيارة مهمة السبت بعد المقبل لرئيس رواندا الذي لم توقع بلاده علي اتفاقية عنتيبي. وتأتي هذه الزيارات بالتزامن مع سلسلة اخري من الزيارات لعدد من الوزراء المصريين لدول منابع النيل حيث تترأس السيدة فايزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولي وفدا رفيع المستوي خلال ايام في جولة تتضمن عدة دول من بينها جنوب السودان والكو نغو واوغندا ورواندا للاتفاق علي تنفيذ مشروعات تجارية واستثمارية وابرام صفقات لشراء اللحوم, و يقوم وزراء التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد والاستثمار الدكتور محمود محيي الدين والزراعة امين اباظة إلي جانب وزير الري د.محمد نصرالدين علام بزيارات مماثلة لتنزانيا وبوروندي وكينيا واوغندا والسودان لتوسيع التعاون المشترك واقامة مشروعات صناعية وزراعية مشتركة وذلك في رسالة جديدة تبعث بها الحكومة المصرية وهي انها مستمرة في فتح ذراعيها للتعاون مع دول حوض النيل في كافة المجالات في غضون ذلك يترأس الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء اجتماعا الثلاثاء المقبل للجنة العليا لمياه النيل لمناقشة تطورات ملف مبادرة النيل علي ان تعرض اللجنة تقريرها علي مجلس الوزراء في اجتماعه الاربعاء. وقال الدكتور نظيف ان مصر تعمل في ملف النيل باعتباره' خطا احمر' لها ولا يمكن التهاون في حقوقها مشيرا الي ان مصر سعت عبر المفاوضات مع دول الحوض لضبط النفس في مواجهة المشكلات. اضاف نظيف في لقائه امس مع رؤساء الصحف الحزبية والمستقلة اننا نتحرك ازاء تطورات ملف النيل' باعتدال وليس بانفعال' لان الحق معنا والقانون معنا والمجتمع الدولي معنا لذا فلا مبرر للانفعال.. وفي سياق متصل أكد وزيرا الري الدكتور محمد نصرالدين علام ونظيره السوداني المهندس كمال علي مجددا علي عدم التوقيع أو الانضمام لاتفاقية لا تتضمن نصوصها ما يضمن حماية مصالح الدولتين المائية خاصة مايتعلق بالمادة(14 ب) والتي تؤكد الحقوق للاستخدامات المائية لكل دول الحوض. وأوضح الوزيران في بيان مشترك عقب مباحثاتهما في الخرطوم امس أن توقيع خمس دول من دول المنبع علي مشروع الاتفاق الإطاري غير المكتمل والذي تعترض عليه كل من مصر والسودان من شأنه أن يقوض مسيرة التعاون ومفاوضات شاقة استمرت12 عاما بين دول الحوض ومبادراته برمتها. وأضاف البيان إنه علي الرغم من التطورات السلبية التي تمت في الفترة الأخيرة فإن مصر والسودان ما زالتا تأملان في تعاون جميع دول حوض النيل التسع وجلوسها إلي مائدة المفاوضات للتوصل إلي اتفاق يضمها جميعا ولا يستثني أحدا, ويلبي مصالحها وإحداث التنمية لهذه الدول ومصالح شعوبها. ومن جانبه رفض البنك الدولي امس تحديد موقف بعينه حيال التطورات الأخيرة بين دول حوض النيل أو الحديث عن أي طلبات قروض مستقبلية قد تتقدم بها هذه الدول لتمويل مشروعات علي النهر, غير أنه حث في الوقت ذاته هذه الدول علي مواصلة الحوار والتعاون بعد قيام خمس بلدان من دول المنبع بالتوقيع علي اتفاقية مشتركة لإعادة تقاسم مياه النيل رغم اعتراض مصر والسودان. من جانبها دعت فرنسا دول حوض النيل إلي استمرار الحوار فيما بينها من أجل التوصل لحلول ملموسة تتيح الإبقاء علي التعاون فيما بينها وتعميقه بصورة أكبر.