تشهد حركة السياحة الي مصر حالة من الارتباك نتيجة الاحداث التي بدأت الأسبوع الماضي في التصاعد لتصل ذروتها يوم غد الأحد الامر الذي أدي الي قيام عدد كبير من منظمي الرحلات السياحية بتأجيل رحلاتهم حتي تنتهي تلك الاحداث. بل إن عددا من منظمي الرحلات السياحية قد رفع اسم مصر من برامجه خلال الموسم الصيفي الحالي وهنا في بولندا قابلنا عددا من منظمي الرحلات السياحية لسؤالهم حول رفع اسم مصر فأكدوا أن السبب هو تصاعد حدة العنف, وهو ما يعتبر مغامرة كبيرة, في حين ظل عدد من الشركات البولندية يعد علي أصابع اليد من وضع اسم مصر, وبرغم انخفاض اسعار الرحلات فإن الاقبال ضعيف, حيث بلغت أسعار الرحلة الي شرم الشيخ لفردين في فندق خمس نجوم شاملة الطيران والوجبات والمشروبات طوال الرحلة طوال الوقت بنحو400 دولار. أكدت وزيرة السياحة البولندية كاترين سوبيا ريسكا أن حركة السياحة بين مصر وبولندا مستمرة ولكن ليس بالشكل المطلوب نظرا للاحداث التي تشهدها مصر حاليا وقالت إن بروتوكول التعاون السياحي الذي تم توقيعه بين البلدين في القاهرة في فبراير الماضي يتضمن العديد من التسهيلات التي تحقق طفرة في حركة السياحة البولندية الي مصر والتي بلغت ذروتها عام2010 حيث سافر أكثر من750 ألف بولندي للمناطق السياحية في مصر, مشيره الي أن العقبة الرئيسية التي تحول دون تحقيق انطلاقة سياحية بين البلدين تكمن في عدم وجود خطوط طيران تربط المدن البولندية بالمقاصد السياحية في مصر والعكس حيث تعتبر بولندا من كبري الدول في مجال السياحة العلاجية والتي يقبل عليها عدد كبير من المصريين. وأضافت الوزيرة أنها ناقشت مع هشام زعزوع وزير السياحة المصري خلال زيارتها لمصر تقديم دعم للطيران العارض( الشارتر) بحيث تتم تغطية جميع المقاصد السياحية المصرية التي يقبل عليها السائح البولندي مثل شرم الشيخ والغردقة والاقصر وطابا بالاضافة الي مخاطبة الخطوط المنتظمة في البلدين لزيادة عدد الرحلات الاسبوعية بين القاهرة ووارسو, لأن عددا كبيرا من البولنديين يفضل زيارة المناطق السياحية في القاهرة وأوضحت الوزيرة أن صناع القرار السياحي في بولندا مثلهم مثل بقية دول الاتحاد الاوروبي ودول العالم المصدرة للسياحة الي مصر يتابعون الصراع السياسي في مصر لتحديد خطة التحرك بالنسبة للحركة السياحية الوافدة مؤكدة أن السائح في جميع أنحاء العالم لا يذهب الي أي مقاصد سياحية مهما تكن مفضلة له مادام يوجد خطر علي حياته أو يؤثر علي الاستمتاع برحلته وبالتالي فان أية أحداث عنف يمكن أن تحدث في مصر سوف تؤثر سلبيا علي الحركة البولندية الي مصر طبقا لطبيعة تلك الاحداث والمناطق الموجودة بها. وقالت اننا نأمل أن تشهد مصر استقرارا سياسيا وأمنيا خلال الفترة المقبلة حتي يتم تحقيق ما نطمح اليه من التعاون السياحي المثمر, خاصة فيما يتعلق باستفادة مصر من الخبرة البولندية في مجال السياحة العلاجية, حيث طلب وزير السياحي المصري ذلك رسميا وهناك مقومات عديدة للسياحة العلاجية في مصر, ولكنها تحتاج الي مشروعات عديدة للاستفادة منها وخاصة في منطقة سيناء والبحر الاحمر وبولندا تملك تلك الخبرات التي تستطيع تحويل تلك المناطق الي منتجعات للسياحة العلاجية وكذلك نعمل أيضا علي جذب المصريين الذين يذهبون الي جميع أنحاء العالم طلبا للسياحة العلاجية الي بولندا من خلال تقديم عدد من التسهيلات خاصة فيما يتعلق بالحصول علي تأشيرة الدخول وقد تم الاتفاق علي عقد عدة اجتماعات مشتركة بين الشركات السياحية في البلدين لوضع البرامج الخاصة بزيارة المصريين الي بولندا والبولنديين الي مصر. وأشارت الي أننا كوزارة السياحة البولندية ومنظمي الشركات البولنديين سوف نتعاون مع وزارة السياحة المصرية ومنظمات القطاع السياحي الخاص للترويج للسياحة الاستشفائية البولندية في مصر لزيادة عدد السائحيين المصريين الوافدين الي بولندا وذلك لتضييق الفجوة الكبيرة في حركة السياحة البينية بين البلدين حيث أن عام2012 زار مصر من البولنديين حوالي500 الف سائح مقابل ألفي سائح مصري فقط زاروا بولندا مشيرة الي اننا ندرك ان هناك تقصيرا من الجانب البولندي في الترويج لهذا المنتج في مصر سوف نعمل علي تلافيه خلال المرحلة المقبلة في اطار اللجنة السياحية المشتركة بين البلدين. وأكدت اننا اتفقنا علي اقامة استثمارات بولندية في مجال السياحة الاستشفائية والطاقة النظيفة في مصر من خلال شركات مصرية بولندية مشتركة وبالتعاون مع هيئة التنمية السياحية التابعة لوزارة السياحة ولكننا ننتظر الوقت المناسب لاستقرار الأوضاع في مصر. كما أن الفعاليات الرياضية التي تتميز بها بولندا يمكن ان تساهم في تنشيط حركة السياحة بين البلدين. رابط دائم :