استقبلت حديقة حيوانات سان أنتونيو بولاية تكساس الأمريكية منذ عشرة أيام سلحفاة برأسين أطلق عليها المسئولون في الحديقة إسم ثيلما ولويس. الخبر طريف ولكنه ليس غريبا لأن هذه الحالة تحدث من وقت لآخر في كل الكائنات الحية ومنها بني الإنسان. الخبراء يقولون إنهما توأم لم ينفصلا عن بعضهما أثناء انقسام البويضة, بينما أعلن المسئولون في الحديقة إن الظاهرة غريبة لكنها تقع لدي السلاحف والثعابين, وتوقعوا أن تجلب السلحفاة الغريبة الكثير من الزوار للحديقة. كنت أود أن أكتب عن الأحداث العصيبة التي تمر بها مصر, قلبي يخفق بشدة من المجهول الذي ينتظرنا, ليس لدي تصور محدد بشأن ما سيحدث غدا وبعد غد, وجع يتملكني بشأن مستقبل أبنائي وأبناء هذا الوطن, أشفق علي أشقائي من مؤيدي ومعارضي الرئيس الذين يتربص بعضهم بالبعض الآخرفي القري والنجوع. أتعجب من حجم الاحتقان بين الفريقين ومن الضحايا الذين سقطوا في المواجهات العنيفة. أخشي أن تحصد هذه الاشتباكات مزيدا من الضحايا.. فكلهم مصريون أبناء الوطن نفسه. أدعو الله أن تسلم مصر بأبنائها من مخاطر الانقسام. أبحث عن فكرة لمقالي اليوم بعيدا عن الأحداث وكلما هممت بالكتابة أجدني مشدودا بقوة لما يجري في الشارع. وجدت ضالتي في سلحفاة تكساس الخضراء, وبعد فقرة واحدة سحبتي مخاوفي مرة أخري للكتابة عن التظاهرات ونتائجها المجهولة. لسنوات طويلة اعتدنا متابعة حروبا أهلية في الصومال ولبنان وأحداثا دامية في السودان ومصائب في كل دول العالم وكنا دائما نحمد الله علي متانة نسيج مجتمعنا ونعتقد أننا بعيدون كل البعد عن معاصرة أحداث مماثلة في بلادنا العامرة بالحب والمودة, وهانحن في قلب العاصفة. هل تمر العاصفة مهما كانت نتائجها من دون ضحايا؟ هل يحفظ الله مصر؟ أتضرع إلي الله ألا تسيل دماء الأشقاء هدرا. الله وحده قادر علي وأد الفتنة مثلما خلق السلحفاة برأسين. أتمني أن تسير الأحداث بهدوء وروية سلحفاة تكساس الوديعة وألا تتحول إلي عنف الأفاعي السامة ذات الرؤوس المتعددة. الرأسين لحكمة إلهية يجمعهما جسد واحد لو عاشا فسيعيشا معا ولو لا قدر الله أصيب أحدهما بسوء فلن تكتب للآخر حياة من دونه.. فلنعتبرولنتدبر أمرنا بحكمة ولا يدفعنا الاحتقان إلي الانتحار. [email protected] رابط دائم :