ساد الذعر امس اسواق مصر والعالم اثر استمرار تدهور اليوور علي خلفيه تداعيات الأزمة اليونانية وسط مخاوف من انتقال فيروس الازمة الي الاسترليني فيما يعقد اليوم اجتماع عاجل ببروكسل لوزراء مالية دول منطقة اليورو التي تضم16 دولة في محاولة لإنقاذ حل عاجل لتدهور العملة الاوروبية الموحدة رغم ضخ750 مليار يورو خلال الايام الماضية في دول المنطقة. وسجل اليورو في مصر امس تراجعا جديدا بمعدل5 قروش وسط توقعات بالمزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة اذا لم تتوصل الدول الاوروبية الي قرار يوقف نزيف الهبوط. وقد تباينت آراء الخبراء حول اسباب التراجع وتداعياته علي مصر, ففي الوقت الذي حذر فيه البعض من تداعياته علي الصادرات المصرية اكد البعض ان هناك تداعيات قد تمتد الي قطاعات اخري, وان التراجع قد يصيب الجنيه الاسترليني. وقال محمد الابيض رئيس شعبة الصرافة باتحاد الغرف ان الوضع الحالي غير مستقر تماما بالنسبة للعملات الاوروبية خاصة اليورو والاسترليني الذي بدأ في الانخفاض هو الآخر متوقعا ان الاسترليني سيعاني من انخفاض السعر الفترة المقبلة ايضا. وأوضح الابيضان شركات الصرافة تحقق خسائر في الوقت الحالي بسبب الانخفاض المفاجئ لليورو لافتا الي ان السوق تسيطر عليها حالة من الحذر خاصة مع صعوبة التنبؤ بالاحداث القادمة. واكد ايهاب نبيل محلل البورصات العالمية ان اليورو اصبح في مرحلة فاصلة ومايحدث الآن هو اعادة صياغة للعلاقة النقدية بين دول الاتحاد الاوروبي وعددهم16 دولة والبطء الشديد في اتخاذ القرار بالنسبة لهذه الدول هو ما أثر علي اسعار اليورو. وأضاف ان الاتحاد الاوروبي نفسه يسعي حاليا لخفض قيمة اليورو لزيادة صادراته وهو ما أدي الي استمرار الانخفاض حاليا لافتا الي ان ذلك يؤثر سلبا علي البورصة المصرية التي اصبحت شديدة الحساسية بالنسبة للمؤشرات الخارجية مؤكدا ان البورصة المصرية ستعاود اختبار مستوي الدعم مرة اخري ممايعني انخفاضها الي3500 نقطة بعد وصولها حاليا الي6694 نقطة مما يؤكد وجود مشكلات بها. واكد الدكتور ايمن متولي رئيس جمعية اسواق المال ان انخفاض اسعار اليورو سيستمر فترة نظرا لأن اساس الازمة ظهر في دول اوروبية ذات اقتصاد متوسط مثل اسبانيا والبرتغال واليونان وهي دول لاتفصح عن اقتصادها كما تفصح الدول المتقدمة وبالتالي فإن اعلانها عن وجود ازمة يعني انها لم تستطع ايجاد حلول لها مشيرا الي ان المشكلات التي تظهر في دول اقل تقدما في اوروبا غالبا ماتؤثر علي اقتصاديات الدول الكبري والتي تأتي في مقدمتها المانيا وفرنسا فلقد اعلنت المانيا اتباعها لسياسة انكماشية واعلانها عن وجود حالة تقشفية بها والتي تعتبر من اقوي اقتصاديات الاتحاد الاوروبي ان الازمة طالتها ولذلك فانه من المتوقع استمرار انخفاض اليورو لفترة. وقالت عنايات النجار رئيسة مجلس ادارة احدي شركات الاستشارات المالية ان انخفاض اليورو ناتج عن تفشي ازمة اليونان وديونها وتعثرها هي ومجموعة دول اوروبية اخري كأسبانيا والبرتغال فمن الطبيعي حدوث انخفاض في العملة الموحدة لتدهور اقتصاديات الدول الاوروبية مشيرا الي ان انخفاض اليورو سيجعل حصيلة الصادرات المصرية للدول الاوروبية تنخفض كما ستزيد اسعار السلع المستوردة بالدولار في الاسواق المصرية. وفي غضون ذلك اكد الدكتور سمير رضوان مستشار رئيس هيئة الاستثمار ان الصادرات المصرية هي التي تتأثر بارتفاع سعر الدولار وانخفاض اليورو لأن سعرها النسبي ارتفع نتيجة انخفاض اليورو. ونفي ان تتأثر الاستثمارات في مصر بحالة الهبوط الحادة التي يعاني منها اليورو لأن قرار الاستثمار لايتخذ في ليلة وضحاها لافتا إلي انه لاخوف علي الاستثمارات الاجنبية القادمة الي مصر قائلا الكل لديه شهية للقدوم الي مصر من اجل الاستثمار.