المسجد الأقصي لا يقل في قدسيته عن المسجد الحرام بمكة, والمسجد النبوي الشريف بالمدينة فهو أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهو مسري نبينا عليه الصلاة والسلام وهناك جمع الله له الأنبياء جميعا فأمهم وصلي بهم فدل علي أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, قال تعالي( سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) آية1 الإسراء سميت السورة المكونة من111 آية بسورة الإسراء رغم أن قصة الإسراء لم ترد إلا في آية واحدة موجزة وهذا دليل علي عظم هذا الأمر وعظم هذا المكان المقدس الذي قال الله فيه إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله. وقال أيضا عنه نبينا محمد صلي الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا فجعله النبي صلي الله عليه وسلم بين مقدسين وهما المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي ذلك دلالة علي أنه في القلب من القداسة والمكانة.. فينبغي أن تكون قضية المسجد الأقصي من أولي القضايا التي نوليها اهتماما بالغا وأن نقوم بتفعيل هذه القضية علي المستوي العالمي للأمة الإسلامية وينبغي أن تكون قضية كل مسلم غيور علي دينه وعلي مقدساته فلو أصبحنا يوما لنشاهد علي شاشات التلفاز أن حفنة من اليهود أو غيرهم قامت بالتعدي علي الحرم المكي بمكة المكرمة أو المسجد النبوي بالمدينة كيف سيكون رد الفعل عند كل مسلم تجاه هذه المقدسات؟ بلا شك ستجيش لذلك الجيوش ويكون دونه الرقاب, فنريد أن نقول أن المسجد الأقصي الذي يعتدي عليه الآن من قبل الصهاينة من حفريات ستؤدي إلي هدمه إن عاجلا أم آجلا واقتحامه وتدنيسه بصورة مستمرة مستفزة وعلنية. ومبالغ فيها ومنع المسلمين من دخوله لا يقل في مكانته وقدسيته عن هذين المسجدين فلماذا لا نثور من أجل استرداد مسجدنا وأقصانا. إننا ألفنا هذا الأمر حتي أصبح كبعض المعاصي التي ألفناها فأصبحنا لا ننكر علي فاعلها بل وربما وقعنا نحن فيها. فنداء منا ننادي فيه فقط علي أبناء الصحوة الإسلامية فنقول يا نجباء الأمة ياخيرة الأمة يا نور الأمة يا عظماء الأمة يا سادة الأمة يا بلغاء الأمة يا فصحاء الأمة هبوا جميعا واشرفوا جميعا كي نتضامن ونتحد ونتواصل كلنا جميعا علي قلب رجل واحد كما فعل أجدادنا من الصحابة والسلف الصالح كما فعل عمر بن الخطاب وكما فعل نور الدين محمود وكما فعل صلاح الدين وكما فعل السلطان عبد الحميد فلقد أورثنا هؤلاء العظماء ميراثا عظيما من المجد والعز والإباء ولكننا ضيعناه بغفلتنا وبنسيان غايتنا فعودا عودا يا أبناء أمتنا لكي ننفض غبار الذل عن رؤوسنا وكي نمحو غشاوة الجهل عن أعيننا ونمضي قدما نحو تحرير أقصانا ورمز عزتنا فما أشرف الموت علي أعتاب أقصانا ما أشرف الموت علي أعتاب عزتنا فالموت بالفحم مثل الموت بالورد هذه قضية تحتاج أن نعيش من أجلها وأن نبذل الغالي والنفيس دعما لها وأن نربي عليها أبناءنا حتي نلقي الله تعالي وهو راض عنا. مختص بالشئون المقدسية بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية رابط دائم :