يعاني كوبري أكتوبر من اهمال واضح ظهر جلبا في تردي حالة الفواصل الحديدية ووجود شروخ وحفر في الأسفلت تعمل علي تعطيل حركة السير وتهدد بكوارث حقيقية.. توجه الأهرام المسائي لخبراء الطرق والكباري والمسئولين للبحث عن مواطن الخلل الخاصة بالكوبري وكيفية مواجهتها. في البداية يقول الدكتور أحمد صالح أستاذ الكباري بهندسة القاهرة إن عملية صيانة الطرق في مصر شبه متوقفة ويتم إجراؤها في أضيق الحدود, فضلا عن عدم التزام الدقة في عملية الإنشاء منذ البداية مشيرا إلي وجود بعض الأخطاء الفنية في تركيب الفواصل الحديدية بارتفاع غير مناسب دون أخذ العوامل المناخية وتقلب درجات الحرارة في الحسبان, فضلا عن عدم تنظيف الفواصل نهائيا من الرمال والأتربة, مما يؤدي إلي تراكمها وسد الفواصل وارتفاعها بمرور الوقت ومن ثم إعاقة حركة سير السيارات, فضلا عن أن خفض العمر الافتراضي للفاصل من15 سنة وحتي4 سنوات فقط, مشيرا إلي أن طبيعة الجو المليء بالأتربة يتطلب تنظيفا دوريا للفواصل أسبوعيا إما بواسطة شفاطات مخصصة لذلك أو من خلال الاستعانة بعمال النظافة. في السياق ذاته قال اللواء أحمد عاصم خبير المرور والإعلام المروري إنه علي الرغم من الجهود المبذولة من مديرية الطرق والنقل بمحافظة القاهرة إلا أن الكوبري مازال يعاني من حين لآخر من تهتك الفواصل الحديدية مما يؤدي إلي وقوع حوادث خاصة, مما يستوجب تكثيف عمليات الصيانة وتفعيل المتابعة المستمرة بما لا يؤثر علي حركة سير المركبات. ويري اللواء مجدي الشاهد خبير مروري أن التشريعات هي السبب الرئيسي وراء تردي حالة الكوبري, وعلي رأسها القرار رقم28 لسنة2000 والصادر عن وزير النقل السابق الدكتور محمد رشاد المتيني والذي ألغي بمقتضاه الحمولة المقررة لكل سيارة نقل بموجب رخصة القيادة, وسمح بسير السيارات بكامل حمولتها مقابل دفع رسوم تقدر ب20 جنيها لكل طن زائد, لافتا إلي أن هذا القرار يضفي شرعية علي السير بحمولات فائقة الوزن تؤثر سلبا علي فواصل الكوبري وتحدث شروخا في الأسفلت. وأوضح أن قانون المرور رقم121 لسنة2008 يسمح بالتصالح بمبالغ مالية في حال ارتكاب المخالفات, وهو ما يؤثر سلبا علي سلامة الطرق والكباري, حيث تنص المادة رقم80 علي إمكانية التصالح في حال ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في القانون مقابل دفع نصف الحد الأدني للغرامة المقررة قانونا ويترتب علي هذا التصالح انقضاء الدعوي الجنائية وعدم سحب التراخيص أو عمل محضر. من جانبه أوضح المهندس عادل البرلسي مدير مديرية الطرق والكباري بالقاهرة أن كوبري أكتوبر طاله قدر كبير من فساد النظام السابق حيث كان يفتقد إلي الصيانة الشاملة طوال8 سنوات متواصلة في أواخر عهد مبارك, ما أدي إلي الإضرار بأجزاء حيوية بالكوبري, لافتا إلي المديرية تعمل منذ قرابة سنة علي إجراء عملية صيانة شاملة لأساسات وركائز الكوبري, وتم الانتهاء من صيانة الجزء الواقع من رمسيس وحتي عبد المنعم رياض, وجاري العمل علي بقية الكوبري. وعن المعوقات التي أبطأت استكمال عملية الصيانة, أوضح أن هناك بعض الفواصل الحديدية التي تأخر موعد استيرادها من الخارج بواسطة شركة المقاولون العرب, إلا أنه متوقع استكمال عملية الاستيراد خلال شهر بأقصي تقدير, فضلا عن ضعف الميزانية المخصصة لصيانة الطرق والكباري والمقدرة ب14 مليون جنيه سنويا, والتي لا تكفي لإجراء الصيانة خاصة في ظل ما تعرضت له الطرق والكباري من تخريب وإهمال متعمد في الآونة الأخيرة تطلب صيانتها مبالغ طائلة تصل إلي100 مليون جنيه للكباري فقط.