بحثت سوريا وروسيا التعاون في مجال بناء مفاعلات نووية في دمشق خلال زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للعاصمة السورية منذ يومين في تحد لواشنطن التي ساءت علاقتها بسوريا في الآونة الأخيرة, وفي خطوة تهدف روسيا من ورائها إلي البحث عن دور في الشرق الأوسط يتوازي مع الدور الأمريكي الحليف الرئيسي لإسرائيل.ميدفيديف صرح عقب محادثاته مع الأسد بأن بلاده تسعي لبناء مفاعلات نووية في سوريا, ولم يدل بتفاصيل, بينما قال الرئيس السوري بشار الأسد أن الجانبين بحثا التعاون في مجال البترول والغاز الطبيعي إلي ج وتكمن أهمية زيارة ميدفيديف في توقيتها حيث تتزامن مع اتهامات إسرائيلية لدمشق بامداد حزب الله اللبناني بصواريخ سكود طويلة المدي وهي الاتهامات التي نفتها سوريا والحكومة اللبنانية والأمم المتحدة. وفي إسرائيل أعلن مكتب شيمون بيريز أن ميدفيديف وافق علي نقل رسالة لدمشق مفادها أن تل أبيب لاتعتزم توجيه ضربة عسكرية إليها.وطالب ميدفيديف واشنطن بلعب دور فعال لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, واصفا الوضع الحالي في الشرق الأوسط بأنه غاية في السوء. من جانبه, قال الأسد إن الدعم الذي تقدمه الدول الكبري لتل أبيب يشجعها علي عدم الامتثال لمتطلبات السلام, وذلك في إشارة للمعونة الأمريكية السنوية لإسرائيل التي تقدر بنحو3 بلايين دولار, وهو ما يقرب من ثلث ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية. الرئيسان السوري والروسي أصدر بيانا مشتركا يدعوان فيه إلي إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية في هجوم علي الترسانة النووية الإسرائيلية غير المعلنة, وقال ميدفيديف أن أي تطوير اضافي للاسلحة النووية في المنطقة سيعني كارثة اقليمية بل ودولية ايضا وأكد الرئيسان حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أنه بينما أعلن مسئولون روس قبل الزيارة أن دمشق وموسكو لن يوقعا اتفاقا بشأن أسلحة سربت سوريا معلومات حول اهتمامها بالحصول علي الصواريخ الروسية من طراز اسكندر وهي صواريخ دفاعية. الاستقبال الدافئ للرئيس الروسي في سويا يتناقض مع العلاقة الملتهبة بين واشنطنودمشق خاصة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي أنه سيجدد العقوبات المفروضة علي سوريا بحجة انها تمثل خطورة علي مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة إلي جانب اتهامات وجهها أوباما للأسد بدعم الإرهاب وعرقلة عملية البناء في العراق, كما أجل مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين سفير جديد في سوريا بما أن يعني دمشق اصبحت ورقة ضغط رابحة تلعب بها روسيا في مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية.