لم تكد تمر بضعة أيام قليلة علي مشكلات الفلاح مع موسم حصاد القمح التي انتهت بصعوبة بالغة في ظل أزمة السولار الطاحنة حتي وجد نفسه أمام أزمة جديدة في انتظاره وهي مشكلة توفير الأسمدة. حيث بات الجميع يفكر في كيفية توفير احتياجاته الضرورية من الأسمدة سواء من الجمعيات الزراعية أو من السوق السوداء خاصة ان العديد منهم لا يمتلك المقدرة المادية لشراء احتياجاته من السوق السوداء بعدما قفزت الأسعار لتصل إلي170 جنيها للشكارة الواحدة وهو ما يجعل التكاليف تفوق العائد المادي الناتج عن المحصول ورأي الجميع أن السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة يكمن في الحكومة التي لم تحدث بياناتها ومازالت تتجاهل الحل السليم للمشكلة وهو محاربة الحيازات الوهمية التي باتت بمثابة مهنة يمتهنها تجار السوق السوداء لتعميق جراح المزارعين واستغلال احتياجاتهم. في البداية يقول عبد الله محمد عبد الحميد مزارع إن حياة المزارع تحولت إلي جحيم بعدما بات الصراع والمشكلات تلازمه طوال العام فما إن يخرج من مشكلة وينتهي الموسم الزراعي حتي يبدأ في معاناة جديدة لا تنتهي مع المحصول الجديد فبالأمس كانت مشكلة الفلاح مع السولار واليوم يواجه الفلاح مشكلة جديدة خاصة بالسماد. ويضيف عثمان محمد هريدي مزارع أن الحكومة هي المسئول الأول والأخير عن أزمة السماد التي تحدث للمزارعين بشكل دائم وذلك بسبب عدم تصديها بحزم لمافيا تجارة السوق السوداء وذلك حيث يقوم أصحاب الحيازات الوهمية بصرف كميات كبيرة من الأسمدة ويقومون بطرحها في الأسواق بأسعار مبالغ فيها مستغلين احتياج المزارعين لتلك الأسمدة لضمان إنتاجية المحصول. ويشاركه الرأي حسين عبد الغني محمد مزارع قائلا إن عددا كبيرا من الحيازات موجود علي الورق فقط, والبعض الآخر حيازته صحيحة ولكن أصحابها يقومون بتأجير الأراضي للمزارعين ويحصلون علي الحصص المخصصة لهم ويطرحونها في السوق السوداء والمستأجر يقوم بشرائها بشكل إجباري لضمان المحصول ولسداد ما عليه من التزامات, أما الكارثة الكبري فتكمن في أن عددا كبيرا من أصحاب الأراضي الزراعية قد قاموا ببيعها ولكن مازالت الحيازات باسمهم ويقومون بصرف الحصص المخصصة لهم ويطرحونها في الأسواق وهو ما يحدث أزمة حقيقية, لذا يجب علي الدولة التصدي بحزم لتلك المشكلة من خلال عمل حصر فعلي ومطابقة الحيازات بالأراضي الفعلية. ويشير محمود أحمد صالح مزارع أن الأزمة لم تشتعل بعد ومازالت أشبه بالنار تحت الرماد, فالمزارعون يجهزون الآن لزراعات الذرة الشامية وقصب السكر والسمسم والفول السوداني وغيرها من المحاصيل الصيفية وسوف تحتاج هذه المحاصيل للأسمدة بعد حوالي شهر من الزراعة وهنا سوف تشتعل الأزمة التي تصل فيها سعر شكارة اليوريا إلي170 جنيها في السوق السوداء, فماذا يفعل المزارع الذي يزرع قصب السكر الذي يحتاج إلي نحو24 شيكارة سماد وكذلك المزارع الذي يزرع الذرة الشامية التي تحتاج إلي نحو15 شيكارة؟ لذا يجب علي المسئولين أن يتحركوا سريعا لمنع حدوث أزمة خلال الأيام القليلة القادمة والتي ربما تهدد ببوار الأراضي الزراعية. وفي تعقيب للمهندس أحمد رفعت( وكيل وزارة الزراعة) بأسيوط أكد توافر حصص الأسمدة الزراعية اللازمة للفلاحين وعدم وجود أي مشكلات نقص بأي مركز من مراكز المحافظة وقراها مع وجود مخزون احتياطي كاف, لافتا إلي سعي المحافظة لتنفيذ توجيهات الدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط لزيادة الرقعة المزروعة حيث إنها تعد من أهم مصادر الدخل للفلاح الفقير, وقال رفعت إن عمليات التوزيع للأسمدة بدأت في مارس الماضي وتم حتي الآن توزيع ما يقارب من60% من مستهدف المحافظة في الموسم الصيفي لهذا العام حيث يتم صرف شيكارتين لكل فدان طبقا للتصنيف الموجود في بطاقة الحيازة لكل مزارع. وأوضح وكيل وزارة الزراعة أن الاحتياج من الأسمدة للموسم الصيفي نحو31266 طنا فيما يبلغ ما تم توزيعه نحو10083 طنا وان حركة النقل للأسمدة مستمرة لتوفير باقي الكميات التي سيتم توزيعها في الفترة المقبلة وأنه لا يوجد أي مشكلات في أي مركز خاصة مركز ساحل سليم وأبوتيج وذلك لان أغلبها حدائق وتم صرف مقرراتها من السماد بالكامل.