الدقيقة ال72 هي أكثر الدقائق إثارة في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين الفريقين الألمانيين لأنها شهدت إنقاذا يعد الأعظم في التاريخ بعدما نجح سبوتيتش مدافع بروسيا دورتموند في منع أرين روبين لاعب بايرن ميونخ من تسجيل هدف لم يشك فيه أحد عندما كانت الكرة في طريقها إلي المرمي الخالي من حارسه وتتقدم معها روبن لتأكيدها والكل مجهز لهدف للبافاري وروبن يستعد للفرحة والبهجة وكل عشاق دورتموند يستعدون للحسرة لكن الرائع والنادر سبوتيتش ابعد الكرة بمهارة سيذكرها له التاريخ بعدما حرم روبن من تسجيل هدف التقدم الذي فعله في الدقيقة ال88 فيما بعد.. وإذا كان روبن قد نال الشرف الأعظم في البايرن بتسجيل هدف دخل به وبفريقه للتاريخ ونال به واحدة من أعظم البطولات في العالم فقد كسر هو بنفسه النحس الذي كان يطارده في المباريات الكبيرة حتي إنهم كانوا يطلقون عليه في ألمانيا أنه ليس لاعب المناسبات المهمة لكنه في هذه المباراة اثبت أن كل ما قيل بحقه خطأ وأنه رجل مناسبات ونص. أما المشهد الثاني فهولحظة النهاية التي أريد أن نتعلم منها حتي نفيق ونعرف معني كلمة الرياضة والهدف منها ونعرف كيف يحترم كل منا الآخر ولا يفسد فرحته ولا يضرب كرسي في الكلوب فالمسألة ليست شتائم وشماريخ ونزول لأرض الملعب وإهانة المنافس.. قمة الإنسانية والأدب والإحترام ان يذهب يروجن كلوب المدير الفني لدورتموند المهزوم إلي هاينكس المدير الفني للبايرن بطل أوروبا ويأخذه بالأحضان مهنئا بفوز فريقه مع أن الكأس ضاعت من كلوب في أخر لحظة لكنه يعلم أنها رياضة وأنها كرة قدم وكل شيء وارد فيها لهذا فهو جاهز لتقبل كل ما فيها وجاهز أكثر لاحترام المنافس فائزا أو مهزوما والأروع ان يصطف لاعبو بروسيا في وسط الملعب مهنئين البطل ما هذا الاحترام ما هذه الروعة إيه الناس دي كانوا يبكون لكنهم لم يفسدوا فرحة المنافس والبطل كان يحتفل لكنه لم يشمت في الخاسر رغم أنهما من بلد واحدة وبينهما منافسات كثيرة لكن هو الأدب والاحترام والرياضة فهل نفهم ونتعلم ولو مرة واحدة درسا ونطبقه في حياتنا ؟.