زادت وتيرة الضغوط الدولية المفروضة علي الرئيس السوري بشار الأسد إبان التصريحات الساخنة التي اندلعت أمس من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل في اتجاه ترك السلطة فورا وإنهاء الحرب الدائرة مع المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب, وجاء تهديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس للأسد بان يكون مستعدا للتفاوض علي حل سلمي لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده أو أن تبحث الولاياتالمتحدة ودول أخري زيادة الدعم لمعارضيه, لأن تكون جرس إنذار أو ضوء أخضر للدخول في مرحلة جديدة من التحرك. وأوضح كيري في تصريحاته أن المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها قوات الأسد هي مكاسب مؤقتة وانه اذا كان يعتقد أن الهجمات المضادة ضد مقاتلي المعارضة ستكون حاسمة فإنه ذلك يخطئ في التقدير وانه إذا تعذر المضي في هذا الطريق قدما وإذا كان نظام الأسد غير مستعد للتفاوض علي( مؤتمر) جنيف بحسن نية, فإن الحديث سيتزايد أيضا بشأن الدعم المستمر للمعارضة بغية السماح لها بمواصلة القتال من أجل حرية بلدها. في الوقت نفسه, ترصد إسرائيل التحرك والإمداد العسكري للجيش النظامي السوري عندما قال قائد سلاح الطيران الإسرائيلي الميجور جنرال عمير إيشيل ان نظام صواريخ الدفاع الجوي من طراز إس 300 المتطورة سوف يصل قريبا إلي أيدي جيش الأسد. ولغز آخر في فرنسا عندما يبدأ وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لو دريان اليوم زيارة رسمية إلي العاصمة الروسية موسكو, ويعلن انه سيبحث خلال الزيارة مع عدد من المسئولين الروسيين خاصة نظيره سيرجي شويكو, عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, بالاضافة إلي سبل تعزيز علاقات التعاون بين باريس وموسكو في المجالات العسكرية والدفاعية, فمن الطبيعي أن تتصدر المباحثات ملف سوريا علي المستوي العسكري ومحاولة تعديل الموقف الروسي تجاه الأزمة, وعلي ما يبدو أن المحاولة ستبوء بالفشل لان إشادة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف برد الفعل البناء للنظام السوري حول تنظيم مؤتمر السلام الذي أطلق عليه جنيف2, وذلك لدي استقباله في موسكو نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد, يعد ابلغ رد علي محاولات أوروبا لإقصاء الموقف الروسي عن الأزمة. علي صعيد آخر من الأزمة, وفي خط مواز للتهديد العسكري يأتي المسار السياسي والحوار الدولي لإيجاد حل مناسب وهو بدء اجتماع عمان الوزاري بشأن سوريا, أو المجموعة الأساسية ضمن أصدقاء سوريا أمس ويهدف إلي التنسيق والتشاور استعدادا للمؤتمر الدولي بشأن سوريا المزمع عقده خلال شهر يونيو المقبل بهدف التوصل إلي حل سياسي للأزمة, بمشاركة مصرية, وهو اجتماع يعقد بعيدا عن أعين الإعلاميين والذي يشارك فيه أيضا الأردن والسعودية والإمارات وقطر والولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وإيطاليا إلي جانب المعارضة السوري. وتبدأ اليوم فعاليات اجتماع اللجنة العربية الخاصة بسوريا وتضم كلا من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والسعودية والكويت وقطر, أي من هذه المسارات ستجني ثماره سوريا وشعبها؟! سؤال يطرح نفسه كل يوم لأن ماراثون الشرق الأوسط الجديد مازال طويلا ويخضع للعبة طول النفس.