قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان ايران يجب ان تشارك في مؤتمر دولي مقترح بشأن سوريا لكن دولا غربية تسعى لتقليص عدد المشاركين وربما التحديد المسبق لنتائج المحادثات.وتسببت التصريحات المتضاربة من روسيا والغرب بشأن مشاركة إيران في الاجتماع المحتمل في زيادة الخلافات مما ينذر بإجهاض المؤتمر الذي اقترحته موسكووواشنطن الأسبوع الماضي. وقال لافروف في مقابلة نشرت على موقع وزارة الخارجية على الانترنت اليوم الخميس "توجد لدى بعض رفاقنا الغربيين رغبة في تضييق دائرة المشاركين الخارجيين وبدء العملية من مجموعة صغيرة جدا من الدول في اطار سيحدد مسبقا بصورة جوهرية فرق التفاوض وجدول الاعمال بل وربما نتيجة المحادثات." ورحبت إيران التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد بالمقترح وعبرت عن أملها في ان تكون جزءا من العملية. وكانت رغبتها في المشاركة بالمؤتمر الذي عقد في يونيو حزيران 2012 بشأن سوريا تحت رعاية الأممالمتحدة في جنيف مثار خلاف بين واشنطنوموسكو. وقال لافروف في المقابلة التي اجرتها معه محطة تلفزيون لبنانية "لا يجب اقصاء دولة مثل إيران من هذه العملية لاعتبارات الجغرافيا السياسية. انها لاعب خارجي مهم للغاية لكن لم يتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن بعد." ولا يرغب الغرب في رؤية إيران في مؤتمر كهذا خاصة وأنها تواجه عزلة متزايدة على الساحة الدولية بسبب المخاوف الغربية من أنها تطور أسلحة نووية. وتستهدف المحادثات التي قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه من المحتمل أن تعقد في أوائل يونيو حزيران القادم ضم القوى ذاتها التي حضرت اجتماع جنيف عام 2012 على أن تضم هذه المرة ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة. وحضر محادثات جنيف العام الماضي وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا - إلى جانب وزراء خارجية تركيا والكويت وقطر والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. ومع تفاقم الصراعات العرقية والطائفية ليس واضحا إلى حد كبير ما إذا كانت الأطراف المتحاربة مستعدة للتفاوض مع بعضها. واستبعدت معظم شخصيات المعارضة المحادثات ما لم يتم استبعاد الأسد والدائرة المقربة منه من أي حكومة انتقالية يجري تشكيلها في المستقبل. وقال لافروف إن السعودية وهي خصم لكل من دمشق وطهران وداعم رئيسي لقوات المعارضة يجب أن تحضر المحادثات. ولم تشارك السعودية في محادثات جنيف العام الماضي. وأضاف أنه لا يستثني أي جماعة سياسية معارضة لكنه قال إنه لا مكان على طاولة المفاوضات لجماعات "إرهابية" مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة لكنه لم يذكر أي جماعات معارضة أخرى تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر. وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في مؤتمر صحفي إنه بالرغم من الحاجة الملحة لحل الأزمة سياسيا فإن مبيعات الأسلحة الروسية لسوريا تثبت أن معارضي الأسد في حاجة لمواصلة الضغط العسكري. وتسعى فرنسا وبريطانيا إلى إقناع شركائهما الأوروبيين بتعديل حظر على صادرات الأسلحة لسوريا للسماح بإرسال أسلحة للمعارضة. وروسيا هي أكبر مورد للأسلحة للأسد. وقال أولوند "رغم أن الروس يقبلون فكرة هذا المؤتمر إلا أنهم مستمرون في إرسال أسلحة لنظام بشار الأسد وعليه فإننا نحتاج إلى توجه يحقق التوازن." وأكد مسؤول فرنسي من جديد موقف باريس المعلن من قبل بأن إيران لا يمكن أن تكون طرفا في أي محادثات. وأضاف "إيران لا يمكن أن تكون طرفا فيها لأنها تحاول دائما الخلط بين مناقشة الأزمة السورية والمشكلة النووية." ولم يتم تأكيد مقر المحادثات القادمة لكن كيري تحدث عما سماه لقاء "جنيف الثاني".