هل تعتزم الولاياتالمتحدة التدخل عسكريا في سوريا؟ سؤال طرحه هيو بوب مدير مجموعة الأزمات الدولية في صحيفة حريت التركية, ثم أجاب بالنفي, مشيرا إلي أن دور تركيا حيال الأزمة السورية يتعاظم في الفترة المقبلة التي يترقب فيها المجتمع الدولي مؤتمر جنيف2 والذي يؤكد أن الدبلوماسية قد تتفوق علي القوة العسكرية أحيانا. وبسبب الموقع الاستراتيجي لتركيا يمكن أن تكون في مصلحة أمريكا إعادة تأسيس علاقات أقوي مع تركيا وخاصة بعد تدهور العلاقات بينهما خلال السنوات القليلة الماضية بعد اتهام تركيا للولايات المتحدة بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط لشنها الحرب علي العراق وأفغانستان. ووفقا لصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية فإن إدارة أوباما تؤمن بدور السياسة الخارجية التركية في المنطقة رغم أن أردوغان لم يستطع إقناع واشنطن بالتدخل العسكري في سوريا خلال زيارته لأمريكا الأسبوع الماضي, وذلك لأن تركيا من أكثر الدول المتضررة من الحرب الأهلية في سوريا بسبب تزايد دفعات اللاجئين السوريين علي أراضيها وتعرضها للقصف من جانب النظام السوري, علاوة علي اتفاقية التجارة الجديدة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تؤدي إلي خسارة تركيا نحو25 مليون دولار لذا تسعي الحكومة التركية إلي أن يتم تضمينها في الاتفاقية. وأوضحت الصحيفة أن أوباما يزيد الضغط علي تركيا لإيجاد حل للأزمة السورية خاصة أن شبح روسيا يخيم علي قرارات الإدارة الأمريكية, مؤكدة أنه سيكون لتركيا دور فاعل في الجهود التي ستركز علي حل سلمي إذ علي تركيا أن تقنع روسيا والصين وإيران بمثل تلك الحلول وهو مايجعل تركيا جزءا لا يتجزأ من مؤتمر جنيف2 المرتقب في يونيو خاصة أن تركيا تريد تسوية سريعة لتنهي مخاطر تكرار تفجيرات بلدة الريحانية ومشكلة تدفق اللاجئين. ومن جانبها أشارت صحيفة يو أس توداي الأمريكي أن دور تركيا خلال الحرب الأهلية في سوريا منذ بدايتها كان الأكثر وضوحا في المنطقة حيث كانت من أكثر الدول انتقادا لنظام بشار الأسد. وأوضحت أن هناك أسبابا واضحة لحث واشنطن علي أن تكون تركيا عنصرا أساسيا لحل الأزمة السورية بشكل سلمي خاصة أن الحكومة التركية لديها قضايا داخلية خاصة بها و أبرزها وقف الصراع الذي دام لمدة30 عاما مع حزب العمال الكردستانيPKK)) وبالتالي سيفضل أردوغان ألا يقع في خطأ استعداء الحزب الكردستاني لما له من نفوذ في سوريا وإيران وهو ما يجعل التدخل العسكري في سوريا سببا لإشعال التوترات ومواصلة الصراع الذي راحت ضحيته أكثر من40 ألف شخص. ولا شك في أي عملية عسكرية تقودها تركيا ضد سوريا سيؤدي إلي توتر في علاقاتها مع إيرانوروسيا خاصة أن تركيا واحدة من أكبر عملاء البترول الرياني حتي بعد الخطر الذي فرضته الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حيث تقدر واردات الخام الإيراني من تركيا بمعدل100 ألف برميل يوميا. رابط دائم :