جاء اعلان السعودية أمس عن اعتقال خلية تجسس إيرانية جديدة تتكون من10 أشخاص لتصعد من حرب الأعصاب الدائرة بين البلدين منذ عدة سنوات, وهو ما تعتبره السعودية مساعي إيرانية لبسط نفوذها علي المنطقة, لذا لجأت إلي خيار التسلح لتتمكن من وقف الزحف الفارسي علي أراضي الخليج. بينما تراها طهران حربا نفسية تشنها دول الخليج وعلي رأسها السعودية التي تعلن بين الحين والآخر اكتشافها عن خلية تجسس إيرانية, لإحراج طهران وزعزعة استقرارها في المنطقة, مؤكدة أن الاشاعات السعودية ليس لها أي أساس من الصحة بل هدفها إحداث بلبلة. وقالت صحيفة جولف نيوز إنها لم تكن المرة الاولي التي تتمكن فيها المخابرات السعودية من القاء القبض علي خلية تجسس ايرانية بل اتخذت طهران طوال الفترة الماضية الجواسيس كسلاح في حربها الباردة مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية التي باتت عقدة إيران في المنطقة, وكذلك الكويت التي أصدرت حكما بالسجن مدي الحياة علي4 أشخاص بتهمة التجسس لصالح إيران. وساءت العلاقات بين السعودية السنية وإيران الشيعية منذ وقت طويل قد تكون منذ اتهام الولاياتالمتحدةلطهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير وهو ما رفضته طهران بشدة, مؤكدة أنه مخطط أمريكي شيطاني يهدف إلي إحداث خلل في العلاقات الإيرانية السعودية, وكذلك الاعتداء علي السفارة السعودية في طهران منذ عامين وإحراق أجزاء منها, وتدهورت العلاقات بشكل أكبر بعد التدخل العسكري الذي قادته دول خليجية في البحرين وفي مقدمتها السعودية وقطر لإجهاض الثورة البحرينية التي اندلعت منذ عامين وهو ما يقضي علي طموحات إيران في زيادة النفوذ الشيعي في المنطقة. وهو ما دفع السعودية إلي التسلح وابرام صفقات اسلحة مع الولاياتالمتحدة تقدر بمليارات الدولارات وهو ما عاد بالنفع علي مصانع وشركات الأسلحة الامريكية التي تعاني مشاكل اقتصادية كبيرة وارتفاع نسبة البطالة, وجاء ذلك خوفا من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة وإصرارها علي إمتلاها سلاحا نوويا هذا ما ترفضه السعودية بشدة. ورغم آراء بعض المحللين التي تؤكد أن المخاوف التي يبثها الغرب في نفوس دول الخليج من أن إيران تسعي إلي تفكيك وحدة الخليج والنيل من استقراره ليس لها اساس من الصحة, خاصة أن إيران تدرس خطواتها بحذر في تلك المرحلة الحساسة من تاريخها ولن تسعي إلي كسب عداءات جديدة إلا أن البعض يري ان الرياض تمثل هاجسا لطهران يمنعها من تنفيد مخططها التوسعي في المنطقة, لذا فهي تعمل علي تقليص الدور السعودي المؤثر في المنطقة من خلال نشر الفوضي واثارة العنف لتستغل ذلك في نشر الفكر الشيعي في المنطقة. ولذلك فإن طهران علي استعداد أن تدفع الكثير مقابل سحب البساط من تحت أقدام السعودية وإضعاف كيانها لذا تسللت لتجنيد ابرز كوادرها من علماء وأطباء وأكاديميين وكل من له تأثير علي الرأي العام في المجتمع. رابط دائم :