توقفت كثيرا أمام كلمات الدكتور فخري الطهطاوي أستاذ إدارة الأزمات لفضائية زالنهارس التي هاجم خلالها أصحاب الأصوات التي تحاول إقناع المصريين بضرورة إعطاء الفرصة للقائمين علي الحكم, خاصة وأنه قطع- برؤيته وخبرته- بأن ما يحدث في مصر يؤكد أن' كلا يغني علي ليلاه' إلا الشباب الذين ما يزالون يتمسكون بثورتهم في مواجهة من سرقوها ويتاجرون الآن بأكاذيب الدفاع عنها. الرجل يري أن تقدم الدول,, إدارة المراحل الانتقالية, وأساليب التوصل إلي استقرار الدولة بمثابة' كتالوج' مكتوب واضح المعالم محدد الخطط والخطي ولا حاجة لإعادة اختراعه, وما بين القائمين علي الحكم والبحث عن ثمار الثورة ما يزال هناك شباب يتحدون ثوار الحارة المزنوقة ومحترفي اللصوصية السياسية, وأتفق معه تماما في أن هؤلاء الشباب الذين قاموا بالثورة يتقنون لغة لا تفهمها تلك العقول التي انتهت صلاحيتها في التفكير وفن الإدارة. ولأن العقول اللصوصية كانت ضيف الشرف في الثورة فإنها الآن وبحرفية الباحث عن مصلحته تريد تعويض سنوات الاضطهاد والسجن بلغة الانتقام والإقصاء وتصفية المعارضين ب'كتالوج' النظام الذي ثار عليه الشباب ب'أجندة' واضحة الأهداف محددة المطالب, ولأن أصحاب تلك العقول يتعاملون مع الأحداث من منظور شخصي فإنهم لا يرون إلا أنفسهم وما خططوا له وما يزالون بليل من صفقات وألعاب قذرة لاحتكار مكاسب الشعب والمواطن المصري لصالح فصيل أو حزب,ومجموعة من المؤلفة قلوبهم بالمؤامرة. وهذا جعل الثورة تستمر لأنها لن تتوقف دائما أمام مشهد اللصوصية والاحتكار وبسقوط الأقنعة وظهور العصا الغليظة كان لابد أن يقتنع الشباب الوكيل الحصري للثورة بدمائه ودموعه وآلامه ليكشف رمادية المرحلة الانتقالية التي أراد لها اللصوص أن تكون بيضاء ورآها الثوار الحقيقيون ردة سوداء وما بينهما تأكد للجميع أن انتقالية الباحثين عن الحرية والعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية غير ناجحة وأنها إهدار للوقت والتمكين وعدم إنجاز ما كان مفروضا أن يتم في أيام أو شهور قليلة. أصحاب تلك العقول ما يزالون يتمسكون بلغتهم التي يتقنونها في التلاعب والخديعة, ويقول أحدهم إن حملة تمرد التي تستهدف سحب الثقة من الرئيس تصب في صالح الدكتور محمد مرسي, ويترجم آخر مشهد الثوار في ميادين الحرية أمس بأنه ضد الثورة وأنه مجرد محاولة من الحزب الوطني المنحل للإنقضاض علي الثورة, وثالثة تري ما يتردد بشأن كشف فشل القائمين علي إدارة البلاد أمام الرأي العالمي بأنه استقواء بالخارج!. لهذا الرأي الجرئ من الطهطاوي, والثورة المستمرة للشباب بلغتهم التي يتقنونها, ومواقف أصحاب العقول منتهية الصلاحية أري أن الثورة سوف تستمر بالشباب- ومعهم الشعب كله- بعد أن نجح القائمون علي إدارة البلاد في توحيده ضدهم والتمرد عليهم ولن ينجحوا مع حلفائهم في خداعه مرة ثانية. [email protected] رابط دائم :