حسرة عليها وحسرة عليهم!! حسرة علي الثورة وعلي شبابها المشردين حاليا بين طرقات المحاكم وظلمات المعتقلات حسرة علي البلد التي ثارت لتنال حريتها فإذا بها تتحول إلي سجن كبير حدوده شمالا البحر المتوسط, مصيدة الغرقي الهاربين من الجحيم, وجنوبا السودان المقسم الذي طبقوا فيه ما يسعون لتطبيقه علي وطننا وغربا ليبيا وكما قالوا:اللي ييجي من الغرب ما يسر القلب, وشرقا اللي ما يتسموش عقارب الأنفاق السامة التي قتلت جنودنا في أذان مغرب رمضان, جنودنا الذين ما إن قالوا:اللهم إنا لك صمنا وعلي رزقك أفطرنا!! حتي أمطرتهم رصاصات الغدر والخسة, وكأني أسهم بعد ان نطقوا الشهادة وأسلموا الروح يقولون لرب العزة:اللهم لك صمنا وعلي رزقك أفطرنا, وبيد أنجس وأحقر خلقك قتلنا فتقبلنا شهداء, ولا ترحم أهلنا إن نسوا ثأرنا, أو باعوا دماءنا مقابل منصب أو صفقة مع الشيطان. حسرة علي مصر التي كانت أم الدنيا فأصبحت ملطشة لكلاب المنطقة وجميع حيواناتها بداية من الفئران والقرود التي تقفز اليوم علي أكتاف الأسود ووصولا إلي البطريق الذي سيظل بطريقا حتي لو عمل( ريجيم) وبقي شبه المليم المخروم بتاع زمان وليس الربع جنيه الذين أخفوه بعد ان خرموه..!! حسرة علي بلد كان القانون فيه يطبق أحيانا فينصف المظلوم ويلوي الفاسقون ذراعه أحيانا أخري مجاملة لبعض ذوي النفوذ فينصر حاكمنا الظالم واليوم يقنن فيها ذوي النفوذ الظلم حتي لا يقال إن هناك ظالما ويحولون النهب إلي نهضة حتي لا يقال ان هناك سارقا, صار القانون:أستك منه فيه يستطيع الحواة والطهاة مطه وطبخه علي مزاج ليس صاحب المحل ولكن علي مزاج من يسعي لسلب المحل وما فيه ومن فيه صارت الذمم كقضبان السكك الحديدية يرمح فيها قطار تجار الدين والأرض والعرض دون ان توقفهم إشارات حمراء أو تردعهم صرخات ملايين الضحايا الذين ستحولهم قوانين العهد الجديد إلي سبايا في مملكة اللصوص الجدد لصوص من داخل البلاد وآخرون من اللصوص العابرين للحدود بأموالهم لشراء أعراضنا نعم ليس هناك خطأ مطبعي العابرون للحدود سيأتون لشراء أعراضنا فالأرض عرض, ومن يفرط في أرضه أسهل عليه ان يفرط في عرضه. حسرة علي نظام سرقنا وعذبنا وسجننا وذهب فتنفسنا الصعداء وقبل ان تعود أنفاسنا إلي صدورنا خنقنا الظالمون الجدد وكتموا أنفاسنا وعيرونا كلما انتقدناهم بأن مبارك كان يفعل ذلك وأكثر فيقول لك الأبله منهم: هل كنت تستطيع كذا وكذا أيام مبارك ونسوا انهم كانوا حلفاءه في السر وأنهم كانوا آخر الأثرين وأكثر الصامتين وأول المنسقين ومن ينسي الرجل الذي قال طظ في مصر وكان منتهي أمله ان يجلس مع مبارك وتابعه الذي أثني علي جمال مبارك وقال إنه من خيرة شباب مصر وله حق في أن يترشح كباقي المرشحين للرئاسة! نسوا علي الأقل المثل الذي يقول: لا تعايرني ولا أعايرك كان الهم طايلني وطايلك! نعم كان نظام مبارك يبعثر الأرض والمشروعات والشركات علي المحاسيب ودافعي الرشاوي والمتاجرين بأموال وأقوات الشعب بقرارات شفوية أو رسمية لكننا استعدنا بعضها بأحكام القضاء ويمكن ان نستعيد الباقي لو توفرت الرغبة والإرادة وها نحن اليوم تشرع فينا القوانين لكي تسمح بتوزيع أراضينا علي ذئاب الكون واستباحة حدودنا والتفريط في سيادتنا. حسرة علي أيام نبأنا بها رسول الله( صلي الله عليه وسلم) عندما قال لأصحابه أنه تمر علي الأمة أيام حالكة وعندما سألوه وما ينسينها يا رسول الله قال لهم أيام أسوأ منها صدقت يا رسول الله كانت أيام مبارك سوداء وها نحن اليوم نعيش أياما أسود منها كان نظام مبارك مصاصا لدماء وأموال المصريين لكننا اليوم نعيش نظام ريا وسكينة حيث لا يكتفي الجلاد بمص الدماء ولكن تختفي الناس وعندما يظهرون لا نعثر عليهم إلا جثثا في المشرحة مع تقرير لن يرحم الله كاتبه بأن فلانا صدمته سيارة وآخر ضربه مجهول وثالث أكلته القطة..! * طرف الخيط: يا شيخ حازم.. الصحفي الذي تتغني به غاوي شهرة وكاد يقبل يد زميل من أنصار إبراهيم نافع لتحمله قوائم الأهرام ويكون خاتما في أصبع النقيب الحكومي بمجلس نقابة الصحفيين والشاهد مازال حيا! رابط دائم :