بعض الهواة ومراهقي السياسة استغلوا تصريحات الفريق عبد الفتاح اليسيسي قبل أيام حول دعوته للتوافق الوطني والحفاظ علي القوات المسلحة, وعدم الدفع بها للنزول الي الشارع في تحقيق مكاسب حزبية ضيقة. والالتفاف علي تصريحات الفريق السيسي,بل ان البعض حاول تأويلها وتفسيرها بما يدعم توجهات, حزبية محددة, أو قناعات شخصية زائفة, بينما غاب علي هؤلاء ان الجيش المصري وعقيدته العسكرية الوطنية, بعيدا عن هذه الحسابات, وانه لن ينجرف, او ينزلق الي هذه المهاترات, والمزايدات الرخيصة, والمحاولات الخبيثة التي تستهدف جر القوات المسلحة الي صراع لا يحقق المصلحة الوطنية العليا للبلاد. ولعل البيان الصادر امس من المتحدث الرسمي للقوات المسلحة جاء كاشفا للكثير من الحقائق ومؤكدا علي الثوابت الوطنية للجيش المصري, وفاضحا للمحاولات الصبيانية التي سعي من خلالها البعض الي رسم صورة غير حقيقية, والنيل من العلاقة القوية التي تربط بين الجيش والشعب, بتسويق احاديث مختلقة, وأقاويل مفتعلة, تتعارض مع قيم الجيش المصري وثوابته, والمواقف الوطنية المشرفة لقياداته تجاه الثورة, وسعيهم الدائم لتحقيق التوافق الوطني الذي يدعم اسس وأركان الدولة المصرية ويحافظ علي تماسك وحدة الشعب. فقد حرص بيان المتحدث ان يكشف حقيقة ودوافع اللقاء الذي جري بين قيادات بالقوات المسلحة, والمهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط, والدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية الأسبق, في ديسمبر الماضي واستغله البعض في اختلاق وقائع ومواقف بل ربط بين هذه الاكاذيب وتصريحات الفريق السيسي فاللقاء جاء بناء علي توجيه دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي, بهدف التأكيد علي ضرورة الحوار الوطني بين مختلف القوي للخروج من الازمة السياسية, وان المؤسسة العسكرية اكدت نصا علي أن منهج الحوار هو الأسلوب الأمثل والوحيد للوصول إلي توافق يحقق مصالح الوطن والمواطنين, وأن عكس ذلك يدخلنا في نفق مظلم نتائجه كارثية, وهو أمر لن تسمح القوات المسلحة به. وهنا لا بد من الوقوف عند الجملة الاخيرة والتي تؤكد انه لا بديل عن التوافق وان الجيش لن يسمح بأي نتائج وصفها بالكارثية جراء عدم التوافق. هذه التأكيدات الواضحة تم تحويرها من خلال تصريحات منسوبه لنائب رئيس حزب الوسط الذي لم يكن حاضرا في اللقاء ليشير الي ان قيادات الجيش اكدوا ان المؤسسة العسكرية تعلمت من الدرس خلال المرحلة الانتقالية, ولن يخوضوا معارك بالنيابة عن رموز سياسية تعدت علي الجيش بألفاظ نابية, وأنها لن تنقلب علي الشرعية ولن تنزل الشارع مرة أخري!! الي هذا الحد ولا تعليق. حفظ الله مصر وجيشها العظيم [email protected] رابط دائم :