ينشغل فلاحو محافظة بني سويف الآن بحصاد محصول القمح ولا صوت يعلو علي صوت دريسه في هذا الموسم والذي يعد بمثابة عودة الروح لشريحة كبيرة من المزارعين إما ببيعه من أجل الحصول علي نفقات المعيشة أو الاحتفاظ بالقمح لاستخدامه المنزلي وفي ظل اختفاء السولار والسماد من الجمعيات الزراعية عاني الفلاح هذا الموسم خاصة أن الحكومة لم تلتفت الي اسعار الإنتاج الزراعي وفقا لمستجدات الامور وقامت بتحديد سعر لشرائه قبل بداية الموسم ولم تضع في حسبانها ما عاني منه الفلاح في زراعة القمح هذا الموسم. ويقول محمد طه مزارع أن هناك اعدادا كبيرة من المزارعين فضلوا زراعة القمح هذا العام وأعينهم علي سعر بيعه التي حددتها الحكومة ب400 جنيه للأردب ولكن فوجئوا بعد زراعته بزيادة أسعار السماد وندرة السولار مما جعلهم يرغبون في زيادة تلك التسعيرة, وأضاف طه أن هناك العديد من المشكلات الاخري المتمثلة في تسليم المحصول حيث يفضل المزارعون تسليم القمح في الصوامع عن الشون التي تفرض عليهم وضع القمح في أجولة من الكتان وهو ما يحمل المزارع أعباء وجهدا ووقتا أكبر. وأشار سيد مجاور مزارع الي انتاجية الفدان تبلغ ما يقرب من20 اردب قمح ويبلغ سعر الأردب400 جنيه بالاضافة الي ما ينتجه الفدان من التبن ليصل اجمالي ما ينتجه الفدان إلي قيمة10 آلاف جنيه يخصم منها مصاريف ايجار الفدان خلال التسعة أشهر الخاصة بزراعة القمح بالاضافة الي سعر الكيماوي والخدمة والعمالة والحصيد نجد ان صافي ربح الفدان ألفي جنيه فقط لذا نطالب بزيادة سعر الاردب50 جنيها فقط لأن ذلك سيجعلنا نزيد من زراعة القمح كل عام وسيحقق هامش ربح جيد لكل فلاح. ويضيف ابوزيد محمد مزارع إن كل من لديه فدانا أو اثنين سيقوم بتخزين محصوله داخل منزله بعد ارتفاع أسعار الدقيق ولن يسلمه للشون أما أصحاب الحيازات الكبيرة فسوف يستغلون الفرصة للبيع بالسوق السوداء بعد رفع السعر من جانب السماسرة الذين اشتروا المحصول قبل حصاده حيث توجد مساحات من القمح منزرعة علي الورق في حين أن المساحة الحقيقية المنزرعة بالقمح بالفعل أقل من ذلك بكثير, ويلجأ بعض المزارعين إلي ذلك من أجل الحصول علي السماد الذي يتم صرفه في حالة زراعة القمح ولا يتم صرفه في حالة زراعة محاصيل أخري مثل البرسيم مثلا الذي ليس له حصة من السماد وهو ما يتسبب في إهدار المال العام من خلال صرف حصص من السماد بدون وجه حق بالاضافة الي احتساب مساحة منزرعة وهمية من محصول القمح وضياع ملايين الجنيهات نتيجة صرف السماد بدون وجه حق و تصل التقارير في النهاية إلي وزارة الزراعة بوجود كميات منزرعة بالقمح أكبر بكثير من المساحة الحقيقية. ويقول بهجت سنجر محاسب ببنك التنمية أن الجمعيات الزراعية سلمت الناس نوعين من تقاوي القمح تنتج من10 13 أردبا للفدان ونوعا آخر يقوم بانتاج25 أردبا للفدان تستلزم40% من الخدمة مقارنة بالتقاوي من النوع الاول وان هناك حالة غضب من الجمعية الزراعية بسبب هذا الاختلاف. وأضاف سنجر ان تجار القمح يشترون الأردب بسعر385 جنيها قبل ان يتم تسليمه بسعر400 جنيه للصوامع او الشونة وأضاف أن بيانات وزارة الزراعة غير دقيقة علي اعتبار ان المشرفين الزراعيين لا يقدمون حصرا حقيقيا مضيفا ان كميات القمح المنزرعة هذا العام كبيرة جدا.