أكد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أن مصر أصبحت بيئة خصبة للاستثمار في مختلف المجالات, وخاصة بعد الدخول في عقد صفقات مهمة لتبديد أي مخاوف أو شكوك لدي رجال الأعمال المصريين أو الأجانب بصفة عامة. مشيرا إلي أن المناخ الاقتصادي والسياسي في مصر الآن يؤهلها لكي تكون البوابة الحقيقية لعبور التجارة والاستثمارات إلي الشرق الأوسط وإفريقيا, ومعرفة حقائق التجربة التركية في التنمية لتطبيقها علي أرض الواقع داخل مصر. وعرض رئيس الوزراء في لقائه مع نحو300 رجل أعمال تركي ومصري مساء أمس وحضور وزيري التخطيط والتعاون الدولي والاستثمار من خلال مجلس الأعمال المصري التركي, علي رجال الأعمال الأتراك مزايا استثمار أموالهم في المشروعات الكبري في مصر مثل محور قناة السويس ومشروع شرق التفريعة وكذلك مشروعات الغزل والنسيج.. مشيرا إلي أن المستقبل هو الاتجاه نحو إفريقيا وفتح أسواق جديدة بها.. وأن مصر ستنطلق في التنمية الاقتصادية في كل المجالات, حيث بدأ بالفعل عدد من المستثمرين الذين هربوا من العمل في أعقاب الثورة في العودة وإعادة نشاطهم الاقتصادي. وكان د.هشام قنديل رئيس الوزراء قد ألقي صباح أمس كلمة مصر في افتتاح أعمال الدورة الثانية والعشرين لاجتماع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والمنعقد حاليا بالعاصمة التركية أسطنبول, حيث عرض فيها مؤشرات نمو الاقتصاد المصري. وأكد أنه رغم هروب الاستثمارات الأجنبية والمصرية بعد الثورة, إلا أن حكومته بدأت تستقطب المستثمرين المصريين مرة أخري الذين تركوا البلاد وقد نجحنا في ذلك بالفعل.. مشيرا إلي أن الاقتصاد المصري استطاع رغم كل الصعوبات والتحديات المفروضة عليه أن يحقق نسبة نمو2.5% خلال العام الماضي وسيصل خلال العام المقبل إلي3.8% وقال إن الصادرات المصرية ارتفعت بنسبة6.3% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي كما زادت عدد الشركات المؤسسة بنسبة13%, و كذلك بلغ إجمالي إيرادات القناة6 مليارات جنيه, ومستهدف أن تصل إلي12 مليارا, مشيرا إلي أن عام2013 عام مهم في مصر. وأكد قنديل أن الاقتصاد المصري متنوع ويعد من أكبر الاقتصاديات المستهلكة ولدي مصر اتفاقيات تجاريةإقليمية ودوليةتمكنها من دخول العديد من الأسواق, وأن من يستثمر في مصر يصل إلي ملياري نسمة في العالم. وقال في كلمته إن مصر وتونس عاشتا تحت وطأة الأنظمة الفاسدة التي تركت مشكلات اجتماعية واقتصادية كثيرة, ولدينا الاقتراحات لحل المشكلة وتحقيق العدالة الاجتماعية أحد أهداف الثورة, مشيرا إلي أن الأفكار التي رفعها الشعب المصري تعمل الحكومة إلي تحقيقها. وأضاف أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سيسهم بتحقيق النمو المرتقب في مصر, مشيرا إلي أن مصر تعاني من الفقر والبطالة وتدهور الوضع نتيجة المرحلة الانتقالية, وأن الأمن غير مستقر لذا قامت الحكومة بمسارات مختلفة من أجل تحسين الميزانية وإصلاح الضرائب. وقال إن مصر طورت برنامجا وطنيا يتم التفاوض عليه مع صندوق النقد الدولي وسيطبق بدعم الصندوق أو دونه, مؤكدا علي ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير التعليم وخلق فرص العمل. وأشار قنديل إلي أن تركيا قدمت لمصر قرض بقيمة مليار دولار وتسهيل ائتماني بقيمة مليار دولار أخري. ومن جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا قادرة علي تبادل التجارب مع غيرها من الدول, مشيرا إلي أن تركيا حققت معدلات نمو عالمية وأصبحت من الدول التي يحتذي بها وأن هناك عناصر كثيرة علي هذا النجاح منها جودة المؤسسات والسياسات السليمة ودعم النمو الاقتصادي ووضع استراتيجيات بعيدة المدي. وأضاف رئيس الوزراء التركي أن حكومته تسعي علي أن تشمل الرفاهية الجميع, وقال إننا لم نعق اتفاقيات مع صندوق النقد الدولي ولكننا رفضنا ذلك لأنهم حاولو أن يعلمونا درسا في السياسة, و لكننا رفضنا شروط مسئولي الصندوق. وأضاف في كلمته أن بلاده سددت القسط الأخير من ديوننا البالغة23 مليار دولار, مشيرا إلي أن احتياطي العملة الأجنبية وصلت إلي135 مليار دولار بعد أن كانت23 مليار دولار وقت توليه المسئولية و هو مايدل علي تنامي الاقتصاد التركي. وأكد أن بلاده طرحت مناقصة قبل أربعة أيام للبناء والتشغيل لبناء مطار بطاقة100 مليون راكب وسيتم تأجيره بنظام حق الانتفاع لبناء المناقصة, حيث فازت5 شركات تركية بالمناقصة تقدم نحو50 مليار يورو للحكومة علي مدار25 سنة. وأكد أن بلاده ستفتتح قناة مشابهة من قناة السويس تربط البحر الأسود ببحر مرمرة بطول42 كيلو مترا. وكان د.هشام قنديل رئيس الوزراء قد تناول مأدبة الإفطار نظيره التركي رجب طيب اردوغان فور وصوله إلي العاصمة التركية اسطنبول أمس وتبادلا الحديث عن كيفية تنمية العلاقات الثنائية بين الدولتين وبعد أداء صلاة الجمعة, التقي رئيس الوزراء المصري مع الرئيس التركي عبدالله جول وتناولت المباحثات كيفية زيادة الاستثمارات التركية في مصر كما بحث سبل التعاون المشترك بين الدولتين وإيجاد الحلول السياسية للوضع المتأزم في سوريا والأراضي الفلسطينية.. وعقد قنديل جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره التركي بقصر دلمة باشا لوضع خارطة طريق للتعاون الاقتصادي بين الدولتين, تتجه نحو الاصلاح في كل المجالات.. ومعرفة حقائق التجربة التركية في التنمية لتطبيقها علي أرض الواقع داخل مصر, تمهيدا لكي تتبوأ مصر مكانتها كدولة مؤثرة في المنطقة كلها.