أذكر أنني كنت معتكفا في المسجد الحرام وتعرفت هناك علي العديد من الشخصيات من جنسيات مختلفة ومنها بعض أهل بلاد المغرب العربي ولما عرفوا أني تعلمت في جامعة الاسكندرية قسم اللغة العربية بادرني احدهم وهل عندكم شيخ عالم اسمه عبده الراجحي فتعجب الشاب من إجابتي أني أحد تلامذته ولايكاد يصدق أني أري الاستاذ الدكتور عبده الراجحي واحدثه مشافهة وأفهمني الشاب أنه بالنسبة لهم علم الاعلام ورائد في علم اللسانيات وله منزلة عندهم لاتوصف فأحسست بالفخر لكوني تلميذا لذلك العلامة, إلي أن جاءني الناعي يوم الاثنين4/26 بخبر وفاته فأحسست بهول الخبر ومدي الخسارة التي منينا بها. فقد فقد النحو العربي خاصة واللغة العربية عامة فارسا مغوارا وعلما من اعلامها الذين جابوا جامعات العالم ليرفعوا من شأنها وكان له الفضل الوافر علي الكثير من الاساتذة والمعلمين الذين نجحوا بفضله في حياتهم العملية إنه الدكتور عبده الراجحي الذي ندين له جميعا بالفضل في عشق النحو وتبسيطه لطلابنا فهو صاحب كتاب التطبيق النحوي وصاحب المقولة ا لشهيرة: إنما النحو تبسيط لاتعقيد تطبيق لاتقعيد, وبفضله تمكنا في هذه المادة التي تشق علي الكثيرين وبطريقته استطعنا إخراج مجموعة عاشقة للنحو واللغة العربية ولعل أبلغ ما قيل عنه هي تلك الكلمة التي قيلت في استقباله كعضو في مجمع اللغة العربية قالها الأمين العام الدكتور كمال بشر: الدكتور الراجحي علم نادر المثال, يرود ويقود ويرشد ويوجه. ولم يقف هذا وذاك عند فترة من الزمان محدودة, أو موقع من المكان خاصة, أو جانب من الدرس اللغوي دون آخر. لقد اتسعت جهوده وامتد فكره الي مجمل مسارات الدرس اللغوي, في فلسفته واتجاهاته ومناهجه ورجاله علي امتداد الزمان المتعاقبة. خطواته واتساع المكان المترامية اطرافه في القديم والحديث. فارس من نمط فريد, تعتز قبيلة الشيوخ بانضمامه الي حوزتها, وتزهو برشده وحصافته وبعد نظره, في كيفيات الصولان والجولان في ميدانهم الذي يعز علي الكثيرين انتسابهم اليه أو الاقتراب منه. اشرف معروف باحث لغوي