في توقيت بالغ الأهمية, جاءت تأكيدات الرئيس مبارك علي استمرار النهج الاصلاحي لتعزيز المكاسب التي تحققت للاقتصاد الوطني خلال السنوات الأخيرة.. وكانت اشارات وكلمات الرئيس واضحة وقاطعة في خطابه بمناسبة عيد العمال علي ضرورة جذب المزيد من استثمارات الداخل والخارج وتشجيع القطاع الخاص علي إقامة المشروعات الجديدة.. وليس خافيا ذلك الجدل الذي صاحب بعض المشاكل العمالية في عدد من المصانع والشركات, وقد وصل الأمر الي مطالبة البعض بتدخل الدولة المباشر, كما استخدمت كلمات وتعبيرات كنا نظن انها انتهت من قاموس التعامل في القضايا الاقتصادية مثل المصادرة والتأميم.. وبدون التقليل من أهمية المعالجة الصحيحة لتلك المشاكل وضمان حصول العمال علي حقوقهم كاملة, فإن التحدي الأكبريظل في وضوح الرؤية عند كافة الأطراف وهي تناقش العلاقة مع المستثمر, وهذا يعني أن مصر والتي تقرر المنظمات والهيئات الدولية المحايدة قد أصبحت الأكثر جذبا للاستثمارات نتيجة عوامل متعددة أبرزها حالة الأمن والاستقرار والعلاقات الطيبة مع جميع الدول واتساع السوق المحلية والموقع الفريد وغيرها من اعتبارات استغرق البناء عليها سنوات طويلة, مما يتطلب ترسيخ ثقافة مجتمعية ترحب بالمستثمر ولاتنظر اليه علي أنه يسعي لابتلاع مصر. وبصراحة كاملة نقول انه لولا قوة الجذب الهائلة والفهم العميق لمزايا الاقتصاد المصري, فإن بعضا مما يمكتب ويقال في وسائل الاعلام كان كفيلا بدفع المستثمرين للعودة الي بلادهم أو البحث عن دول أخري لاتتردد في تقديم المزايا لهؤلاء المستثمرين.. التحدي الحقيقي يجب الا يكون هنا في مصر مع المستثمرين وإنما في استمرار جذبهم واستحداث الآليات التي تتعامل مع المتغيرات والتجارب القائمة لحل المشكلات العمالية فور وقوعها وعدم الانتظار حتي تصبح مثل جبل الثلج الذي يبدأ بنقطة واحدة. muradezzelarab@hotmailcom