تشعر معه وكأنك تتحدث مع أحد العباقرة الذين أذهلوا العالم بالابتكارات والاختراعات التي قدموها للبشرية في أوائل القرن الماضي.. يتحدث عن الأسلاك الكهربية والسالب والموجب في الفيشة وقوة الفولت التي يحتاجها اختراعه للعمل والتي تطلبت زيادة القوة من5 إلي220 فولت, علاوة علي استخدام شاحن الكهرباء ليقوم بعمل البطاريات. وعلي درب نيوتن الذي لم يأكل التفاحة قبل أن يعرف سبب سقوطها علي الأرض, قرر الطفل علي ألا يكتفي باللعب بسيارة الأطفال التي تتحرك بالريموت كنترول وأراد أن يعرف سر هذا الريموت, وبدأ يفكر في كيفية التحكم في كل الأجهزة الكهربائية عن بعد, فهو يريد أن يضيء أباجورة غرفته ويفتح التليفزيون ويغلق المروحة دون أن يبذل جهدا في ذلك, خاصة أن هناك من يحتاج بالفعل لذلك دون التحرك أو بذل مجهود في الحركة. بدأ الطفل علي محمد إسماعيل, الطالب بالصف الأول الإعدادي الذي يبلغ من العمر13 عاما, حديثه عن اختراعه الذي استخدم أشياء قديمة وأجزاء من ألعاب الأطفال الموجودة لديه والتي فككها بنفسه للحصول علي بعض الأجزاء من داخلها, علاوة علي سماعة جهاز كمبيوتر ليستخدمها كصندوق يحتوي علي كل الأسلاك والوصلات الكهربائية و لمبة خارجية يظهر من خلالها إذا كان الجهاز يعمل أو متوقفا حاليا عن التشغيل. وتحدث علي عن التجارب الفاشلة التي قام بها في البداية مثلما حدث معه عندما كانت قوة الفولت أقل من220 مما أدي إلي تلف الجهاز ليعيد تجربته من جديد في كل مرة بعد تلافي خطأ المرة السابقة, علاوة علي اختراعات أخري صبيانية كما وصفها هو, لأنها مجرد اختراعات كان هدفها تسلية نفسه فقط, أما الاختراع الذي بين أيدينا فهو الأول الذي يريد علي من خلاله أن يفيد غيره. وتقول حنان سلطان( والدة علي): إنه بدأ الاهتمام بالكهرباء منذ كان في الصف الثالث الابتدائي حيث كان يهوي فك وتركيب الأجهزة والألعاب, كما كان يستخدم الأسلاك والأجهزة التالفة في ابتكاراته أو يقوم بإصلاحها, حتي إنه حصل علي الميدالية الذهبية من قصر الثقافة في مسابقة الإبداع والابتكار علي مستوي الجمهورية, كما تم تكريمه في مدرسة ملحق خاتم المرسلين عن الاختراع الذي انتهي منه في نهاية المرحلة الابتدائية. وعن رغبته في الالتحاق بإحدي الكليات كالهندسة مثلا, لكونها الأقرب لمجال اختراعاته يؤكد أنه لا يفكر في كلية الهندسة أو غيرها, ولكن كل ما يشغل باله هو الاستمرار في اختراعاته أيا كان المجال الذي سيعمل به مستقبلا, لأنه يري أن التطبيق والاستفادة العملية أهم من الدراسة, خاصة من هؤلاء الذين يحملون كنوزا في عقولهم. رابط دائم :