الجدعنة ينبوع الصفاء الذي يتفجر في فردوس أصحاب الفروسية في الأداء والتصرف وحسن المعاملة والعشرة الطيبة. الجدعنة تمزق كل خداع لأنها عبرة للمتأملين تتجه بهم نحو العمل المخلص الذي يشهد دائما بالمروءة والنبل وأخلاق الفرسان والجدعنة لا تعرف خداع الحضارة الغربي الذي يحاول أن يلغي المشاعر, ولكنها تسعي بفضل فروسيتها أن تفتش عن الحلول الأصلية التي تنبع من الاطار الديني الخلقي, وستظل الجدعنة تفتش عن هؤلاء الجدعان تهدهدها نغمات حالمة تنساب رقراقة من شفاه الغدير وتصحو بعد سبات عميق علي أغاني الحياة الأصيلة فتمنع من يحاول أن يطمس الشهامة أو ينال من المروءة والفروسية... وستظل الجدعنة تنادي كل السواعد الفتية وتعزف لهم أناشيدها المثيرة, وتسقي العطشي منهم رحيق الحياة وسلافة الأمل!! ومهما عصفت بنا رياح الدوائر الحمراء في شكل الغي التكنولوجي أو( العولمة) وما يطرحه الانترنت من قضايا تأخذ بعقول بعض الشباب فإن هذه الرياح العاتية لن تحرمنا من الاختيار بحرية والانتقاء بوعي أصيل يعبر عن هويتنا المصرية عميقة الجذور.. وأصالة مصر سوف تحصننا من التيارات غير المواتية وستظل أصالتنا دائما تدفعنا بفضل هذا الاختيار الحر والانتقاء الواعي إلي الابتعاد عن النظرة المغلقة التي تحرمنا من الرؤية الصحيحة أو الانغلاق الجامد أو الوقوف وقفة المتفرج أمام التقني الذي يمثل خطي علينا أن نخطوها مسايرة للتقدم والنماء, ولكننا لابد وأن نواجه العولمة إذا ما حاولت أن تطمس هويتنا الثقافية وتضيع أصالتنا ولابد وأن نعتمد علي هداية العقل والفكر والوجدان الأصيل والالتزام الديني الذي تعلمناه من ديننا وأصالة مصر الغالية وهكذا تكون الجدعنة بإذن الله تعالي. ويتصاعد الاهتمام في الوقت الحاضر بفكرة العولمة وما قد يترتب عليها من تداعيات أو تتابع ونتائج يمكن أن تؤثر علي حياة الناس... وإذا سألنا أنفسنا ماذا يعني مصطلح العولمة؟ العولمة مصطلح اقتصادي أساسا انتقل منذ فترة إلي مجالات العلوم الأخري كالسياسة والاجتماع والبيئة والعلاقات الدولية وهي في المحصلة النهائية انتهاء عصر الدولة القومية بحدودها المعروفة علي مدي قرون من الزمان.. وترتكز العولمة أيضا علي مقولة أن العالم قرية واحدة وقد تغير الآن هذا المفهوم فقد أصبحت النظرة حجرة واحدة وليست قرية واحدة فقد أصبحت الآن النظرة قرية واحدة.. فأصبحت حجرة واحدة لأن الثقافة العالمية سوف تحدث ثورة الاتصالات الحديثة تلك التي تدخل ثقافة القوميات والمصالح المشتركة والثقافات المحلية في بوتقتها لتصهرها وتقضي علي هويتها وأصالتها!! المنطق الأساسي للعولمة هو منطق عالم بدون حدود ثقافية أو إعلامية أو بيئية أو اقتصادية فالعالم اليوم تسوده ثقافة كونية أو إعلامية تتوحد عبر الحدود وعبر شبكات الاتصال فتضغط بضراوة علي الثقافة المحلية وما يتعلق بها من الأعراف والقيم وما يشكل المجتمعات من اتجاهات سلوكية وأبعاد دينية راسخة الجذور, فيصبح كل فرد من هذه المجتمعات الصغيرة علي حد تعبير أهل العولمة في صراع واختيار صعب, بين الاستماع إلي دقات القلب( الداخلية) وبين الاستنشاق القوي لرياح التغيير العاتية التي سوف تأتي حتما من الخارج. ولعل مخاطر العولمة عندما تسللت إلي مسرح الفكر لعبت دورها وكانت تريد أن تعلن عن: مكافحة الجوع والفقر والمرض, وتوفير ضمانات حقوق الانسان, وتوجيه الاصلاحات وفق تقنيات السوق وتكريس الاعتماد المتبادل بين الدول, وتنمية المؤسسات والموارد البشرية, وسيادة الديمقراطية, وخفض الانفاق علي التسليح والعمل علي حماية البيئة الكونية ومواجهة الكوارث البيئية ومحاصرة آثار الانفجار السكاني, والعمل علي تنمية القدرات الثقافية لكل المنتجين جودة وابتكارا وسعرا, وتحرير التجارة العالمية وإزالة الحواجز والاجراءات. ومن هذه المنطلقات الايجابية التي زعمت العولمة أنها رسالتها تصورت بعض الدولة أن التكامل والتعاون في إطار تلك العولمة موجة لإحداث الاستقرار والرخاء العالمي, إلا أن هناك بعض المخاطر ظهرت في الأفق يمكن رصدها علي النحو التالي: * عدم نجاح الظواهر التي دعت إليها العولمة في تحقيق العدالة الاجتماعية والعدل السياسي العالمي علي نحو يضمن استقرار المجتمعات خاصة الفقيرة منها والتي تحتاج إلي الحلول الملائمة لمشكلاتها. * تسببت قضية التنافس وتجويد الانتاج في تهميش قطاعات من الطبقات العاملة في الصناعات خاصة التي لم تستطع اللحاق بمستحدثات العصر والتكنولوجيا. * زادت نسبة البطالة نتيجة للتطور التكنولوجي والاعتماد علي كثافة التكنولوجية وليست كثافة العمالة وينتج عن ذلك انتشار بؤر العنف والجريمة نتيجة الفقر والصراع والحرمان إلي جانب ظهور ظواهر اجتماعية سلبية أظهرت أساليب غير سوية للإرتزاق من الفساد والإفساد. * تهميش لدور المرجعية السلوكية والدينية في العالم النامي تسببت في الانبهار بمنظومة الحداثة الغربية وطغيان وسائل الإعلام الفضائية حيث بدأ تراجع دور الأسرة وانهيار الروابط الاجتماعية وانحسار الاستقرار الشرعي, كل ذلك انتهي إلي الحوار الفكري والاجتماعي. نحن نريد أن نتنبه إلي خطورة العولمة ونريد أن ندعم القدرة الوطنية التي تحمينا من مخاطر العولمة من خلال الانتقاء الصحيح وتوظيف إرادة الاختيار الواعية التي تحمينا من الانزلاق في فخ العولمة الذي يريد أن يجعلنا ننسي هويتنا وأصالتنا وينبغي أن نقاوم الغزو الفكري الذي يريد أن يطمس في غفلة منا اللغة القومية( اللغة العربية) ولابد وأن نهتم بتدريسها ومتابعة فنياتها ترسيخا للمبادئ الدينية لأنها لغة القرآن تلك التي تدعم الهوية والأصالة العربية حيث هناك محاولات خبيثة تلك لطمس هذه اللغة وانتشار اللغات الأجنبية علي حساب اللغة الأم اللغة العربية, فلابد من التنبه إلي هذا الأمر الخطير ونحرص علي لغتنا العربية حرصنا علي حياتنا والجدعنة لابد وأن تواجه هذه المحاولات وتقف بفروسيتها وقفة الذي يحاول دائما أن يستفيد من التطور التكنولوجي دون أن يستسلم للانبهار التكنولوجي أو يتقاعس تحت هذه السيطرة التي تحاول أن تطمس هويتنا وأصالتنا المصرية وعلينا أن نحرص علي هويتنا المصرية والعربية... وأن نتأكد ونحن ننتقي خبراتنا أو نتعامل مع التطور التكنولوجي, فهناك من الشياطين الأشرار من يضعون السم في العسل