كان أمرا مفاجئا أن تسعي الولاياتالمتحدةالأمريكية بعقد مصالحة بين تركيا وإسرائيل في الوقت الذي كانت فيه تلك المصالحة مستبعدة. لكن يرجع البعض ذلك إلي رغبة واشنطن في استخدام تركيا لاحتواء الحرب الأهلية المستعرة في سوريا والمساعدة علي الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط. وطبقا لنيوزويك الأمريكية فإن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تحولت من تحالف قوي إلي شبه قطع علاقات منذ مايو2010, عندما داهمت القوات الإسرائيلية سفنا تحمل مساعدات من تركيا إلي غزة, وأسفرت الغارة عن مقتل تسعة مواطنين أتراك, لتقوم بعدها الحكومة التركية بطرد السفير الإسرائيلي, وسحب سفيرها من إسرائيل, مما أثر علي التعاملات التجارية بين البلدين وتضاءل حتي عدد السياح الإسرائيليين إلي تركيا ويري يوسي مكلبرج, المحلل السياسي بمؤسسة تشاتام هاوس في لندن أن استمرار الخلاف بين تركيا وإسرائيل قد يضر بالشواغل الإقليمية لكل منهما ومن المهم بالنسبة لهما العمل مع بعضهم البعض, ويري ديفيد بولوك المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط, يري أن إسرائيل تحتاج لتركيا لقلقها من الحرب الأهلية في سوريا, حيث تستطيع تركيا حماية إسرائيل عند استخدام نفوذها مع المعارضة السورية لإثنائها عن استفزاز إسرائيل. ويشير سونر جاجابتاي مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن, إلي أن أردوغان يتبع إستراتيجية للسياسة الخارجية تهدف إلي جعل أنقرة لاعبا أساسيا في الشرق الأوسط, وهو ما اتضح من توسطها في الصراعات الإقليمية, وطموحها لأن تصبح القوة الناعمة الإقليمية وهو ما سوف تحققه في الفترة المقبلة وتري صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن جهود أوباما لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل سوف تسهم في حلول كثيرة أبرزها الحرب في سوريا وإعادة عمليات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. رابط دائم :