إقرار نص إلغاء حظر الشعارات الدينية في الانتخابات, يعني أن من حق المرشحين الاقباط رفع شعار المسيحية هي الحل مقابل الاسلام هو الحل, ومن حق الشيعه رفع شعار مماثل بل من حق اي مرشح ان يخلط الدين بالسياسة ويصبح المجتمع كله امام فتنة طائفية, في وطن يشهد استقطابا غير مسبوق, وانقساما خطيرا,بعد ان نجح المتصارعون والمتناحرون في تفتيت المجتمع وتقسيمه بين اسلامي وليبرالي وقبطي, وسلفي وإخواني, ويساري, واشتراكي, وعلماني, وثوري, وبلطجي, وفلولي, هكذا صارت مصر, وطنا للصراع, والتقسيم والتصنيف, ولن يرحم التاريخ كل من ساهم وخطط, ودبر وغذي روح الفرقة, في هذا البلد. وواهمون من يعتقدون ان المواطن المصري يمكن خداعة باسم الدين, أو التغرير به تحت الشعارات الدينية,أو استدراجه الي صندوق الانتخابات بدعاوي زائفة تتخذ من الدين ستارا, ومن العقيدة اداة لممارسة الكذب والنفاق, والخداع, ويتمادي في الوهم من يعتقدون ان بامكانهم التخفي وراء الدين لتضليل المواطنين, واستخدامهم في تنفيذ مخططات خبيثه, ومؤامرات مفضوحة, ودعاوي لم تعد مقبولة او مقنعة. مصر ستظل دولة مدنية موحدة بفطنة شبابها, وحصافة رجالها, وحكمة شيوخها,وإرادة نسائها, وسماحة مسلميها وأقباطها ولن تفلح محاولات التصنيف والتقسيم في النيل من هذه الوحدة الوطنية التي كانت علي مر التاريخ نموذجا يحتذي في التماسك الوطني!! في تقديري ان اصرار تيار الاسلام السياسي علي تمرير نص استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات رغم وجود شبهة عدم دستورية يعكس حالة التخبط والارتباك التي تعيشها احزاب هذا التيار التي فقدت شعبيتها في الشارع نتيجة السقوط المروع لتجربتها في العمل السياسي التي تبين من خلال الممارسة السياسية انها تفتقد للرؤية في التعامل مع المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تواجه المواطنين, ومن ثم لجأت الي الدين لاستغلاله في الحصول علي أصوات الناخبين, اعتقادا ان هذه هي الوسيلة التي تمت تجربتها في الانتخابات السابقة إلا انهم تناسوا ان المواطن المصري اصبح اكثر وعيا,ولم تعد تخدعه الشعارات ولا البيانات وكما قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. [email protected] رابط دائم :