حث البابا فرانسيس أمس قادة الكنيسة الكاثوليكية التي تمزقها الفضائح والأزمات علي عدم الاستسلام للإحباط أو المرارة أو التشاؤم إلي التركيز علي مهامهم. ومنذ انتخابه يوم الاربعاء كأول بابا من خارج اوروبا منذ نحو1300 عام اظهر البابا فرانسيس اختلافا كبيرا عن اسلوب سلفه البابا بنديكت ووضع مسارا اخلاقيا واضحا للكنيسة التي ينتمي إليها1.2 مليار شخص والتي تحيط بها الفضائح والمكائد والنزاعات الداخلية. وقال امام الكرادلة الذين اختاروه دعونا لا نستسلم ابدا للتشاؤم ولا لتلك المرارة التي يضعها الشيطان امامنا كل يوم. دعونا لا نستسلم لليأس أو الإحباط. ونفي الفاتيكان أمس بشدة اتهامات وجهها بعض المنتقدين للبابا فرانسيس في الارجنتين بأنه ظل صامتا علي الانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان التي ارتكبتها الدكتاتورية العسكرية السابقة هناك. وقال المتحدث الأب فديريكو لومباردي للصحفيين ان هذه الاتهامات يجب نفيها بوضوح وحزم. ويقول منتقدو خورخي ماريو بيرجوليو اسقف بوينس ايرس السابق الذي اختار اسم فرانسيس اسما بابويا له انه فشل في حماية قساوسة تصدوا للدكتاتورية اثناء الحرب القذرة التي دارت بين عامي1976 و1983 وانه سكت علي تواطؤ الكنيسة خلال الحكم العسكري. وضع البابا فرانسيس نهجا اخلاقيا واضحا وقويا في ايام بابويته الاولي قائلا يوم الخميس للكرادلة إن عليهم ان يلتزموا بجذور العقيدة ويرفضوا مغريات العصر والا تحولت الكنيسة إلي مجرد جماعة خيرية كغيرها دون ان تكون لها مهمة مقدسة. وابدي البابا فرانسيس مؤشرات واضحة بالفعل علي انه سيضفي لمسة جديدة علي البابوية مفضلا التواضع والبساطة علي مظاهر الأبهة والعظمة. وتحدث البابا فرانسيس أمس للكرادلة بالايطالية من خطبة مكتوبة لكنه اضاف إليها عبارات مرتجلة فيما اصبح مظهرا واضحا للفارق الكبير في الاسلوب بينه وبين سلفه الاكثر رسمية وصرامة. رابط دائم :