وخاصة الشركة العامة للبترول ومع مرور الوقت بدأت المشكلات تظهر فبالرغم من وجود ثلاث شركات كبري للإنتاج البترولي علي أرض مدينة رأس غارب وهي الشركة العامة للبترول- وشركة بترول خليج السويس جابكو وشركة السويس للزيت سوكو, بالإضافة إلي ما يقرب من45 شركة خدمات بترولية سرفيس في كل المجالات إلا أن الظاهرة الغريبة والملفتة للنظر هي ارتفاع نسبة البطالة في المدينة بين أبنائها فكثرت الاحتجاجات والاعتصامات التي تصل في بعض الأحيان إلي قطع الطرق الرئيسية احتجاجا علي تجاهل المسئولين وعدم توفير فرص عمل لهم في هذه الشركات الموجودة علي أرض مدينتهم والتي يرون أنهم الأحق بالعمل فيها.وأبرز ما حدث في الأيام الأخيرة أن قام شباب المدينة ومعهم شباب الخريجين الباحثين عن فرصة عمل داخل تلك الشركات بمحاصرة مجلس مدينة رأس غارب وإغلاقه ومنع الموظفين من الدخول ثم تطور الأمر إلي قيام الشباب باقتحام إحدي شركات البترول القريبة من المديتة وهي شركة السويس للزيت سوكو وقيامهم بطرد العاملين منها والاستيلاء علي المطار الموجود داخل الشركة. ويقول محمد رفيع مواطن من أبناء رأس غارب وعضو سابق بالمجلس الشعبي لمحافظة البحر الأحمر: بالرغم من الشهرة البترولية التي تتمتع بها المدينة منذ زمن طويل إلا أنه تعاني من ارتفاع نسبة البطالة بين شبابها فكل أسرة يوجد بها شخصان علي الأقل بدون عمل ويرجع السبب إلي أن كثير من شركات الخدمات البترولية تقوم بتعيين العاملين فيها من خارج المدينة بسبب الواسطة والمحسوبية فكثير من قيادات تلك الشركات قاموا بتعيين أقاربهم وذويهم ومن ينتمون إلي محافظاتهم مما انعكس ذلك علي ندرة فرص العمل بالنسبة لأبناء مدينة رأس غارب. ويضيف محمد رفيع أن السبب الثاني أن الاتجاه الإنتاجي في قطاع البترول بدأ يتجه إلي الصحراء الغربية والبحر المتوسط وأصبح العمل علي اكتشاف مناطق جديدة بمناطق البحر الأحمر شبه متوقف. ويضيف أن من أسباب انتشار البطالة في مدينة رأس غارب هي الإجراءات والقواعد الروتينية الصارمة والتي يفرضها الجيش الثالث الميداني فيما يخص الأراضي وإقامة المشروعات عليها وذلك بسبب طبيعة محافظة البحر الأحمر وهي محافظة حدودية تتبع قيادة الجيش الثالث الميداني, حيث إن الأراضي ملكا للجيش خاصة أن أي مستثمر حين يريد إقامة مشروع فإنه يشترط الحصول علي قطعة أرض كبيرة المساحة لإقامته والذي يتكلف15 مليونا علي الأقل. وأن عدم إقامة أي مشروع من المشروعات الضخمة من أسباب انتشار البطالة كما يري أن حل مشكلة البطالة في المدينة يتمثل في ضرورة أن تتجاوب قيادة الجيش الثالث الميداني مع المحافظة وفض هذه الخصومة والتي هي بلا شك ستكون في صالح المواطن البسيط حتي يتم إنشاء المشروعات التي تخدم الشباب.وقول المهندس محمد عبد العزيز جبران عضو النقابة العامة للعاملين بالبترول وأحد أبناء مدينة رأس غارب أن الشيء المؤسف والمحزن هو عدم اهتمام مديري الشركات البترولية بشباب المدينة وعدم النظر إليهم بتعيينهم بتلك الشركات بل اهتموا بتعيين من هم من الخارج وحسب بل ومن المحافظة كلها وذلك بدافع عدة عوامل أهمها الواسطة والمحسوبية وترتب علي ذلك أن شباب المدينة أصبحوا خارج الخدمة فتفشت بينهم البطالة, مما أدي إلي قيامهم باعتصامات واحتجاجات وصلت في بعض الأحيان إلي قطع الطرق ولعل قيام الشباب باقتحام إحدي الشركات أخيرا ينذر بكارثة إن لم يتم علاج تلك المشكلة. وأكد أن حل المشكلة يتطلب قيام مديري شركات البترول بتنفيذ قرارات وزير البترول الأسبق عبدالله غراب والخاصة بتعيين أبناء المدينة وأحقيتهم في التعيين بالشركات بدلا من عدم تنفيذها والضرب بها عرض الحائط بل ووصل الأمر إلي التعامل مع الشباب الذين حصلوا علي موافقة الوزير غراب أمنيا حيث قام مدير أمن شركة بتروجلف بأمر رجال أمن الشركة بالتعدي علي الشباب الذين وقفوا أمام بوابة الشركة للمطالبة بتنفيذ قرار الوزير إضافة إلي قيام الهيئة العامة للبترول بالإعلان عن طلب شغل الوظائف عن طريق الصحف الرسمية وأن يكون معيار العمل مرتبط بالكفاءة وليس بالواسطة والمحسوبية. رابط دائم :