المصائب لا تأتي فرادي تلك ملخص مأساة أسرة طالب الزراعة المقيم بقرية خارفة التابعة لمركز ديروط بأسيوط الذي طالته آلة القتل الجهنمية غدرا ولقي مصرعه في المذبحة أثناء سيره بالطريق عقب عودته من المدرسة في طريقه إلي أسرته لكي يلبي طلباتها بعد أن أصبح مسئولا عن أسرته في ظل غياب والده الذي يجري جراحة قلب مفتوح بالقاهرة بصحبة شقيقه الأكبر, لتخيم الأحزان علي جو الأسرة التي ليس لها أي دور في تلك المأساة التي راح ضحيتها8 أشخاص وأصيب3 آخرون, بعد أن أعمي الطمع القاتل أثناء محاولة تقسيم ميراث مشترك بين أفراد العائلة الواحدة في القرية حيث قام بدعوة أبناء عمومته إلي منزله لحل الخلاف, ولكن بعد أن أشتد الخلاف علي توزيع الأنصبة, فما كان من القاتل إلا أن قام بسحب سلاحه الآلي وأمطرهم بوابل من النيران ليحصد أرواحهم في طرقات المنزل, بالإضافة إلي الطالب المذكور الذي تصادف مروره أثناء إطلاق الأعيرة النارية لتستقر أحدي تلك الرصاصات في جسده وتحصد روحه علي الفور, ليترك خلفه الحزن والآلم لأسرته البسيطة التي لا حول لها ولا قوة, بينما قام باقي أفراد عائلة رضوان بإشعال النيران بمنازل أولاد عبد الحميد الذين لاذوا بالفرار عقب الحادث, وكذلك إطلاق الأعيرة النارية علي السيارة الخاصة بهم إلي أن وصلت أجهزة الأمن وضباط مباحث ديروط برئاسة المقدم حسام حسن رئيس المباحث الذي بادر بفرض طوق أمني حول القرية ونجح في ضبط الجناة أثناء محاولة الهروب إلي الزراعات المجاورة. وشهدت القرية أمس مشهدا مأساويا اتشحت خلاله القرية بالسواد في مشهد جنائزي مهيب ضم الآلاف من أهالي القرية والقري المجاورة لها خلال تشييع جثامين الضحايا إلي مثواهم الأخير وسط صرخات وعويل زوجات وأمهات الضحايا حيث خرجت الجثامين من مسجد الرحمن بالقرية إلي مدافن القرية فيما خرجت جثامين أخري من المستشفي إلي المقابر ويروي أهالي القرية تفاصيل المجزرة قائلين إن المذبحة حدثت بسبب الصراع علي ميراث أحد أفراد العائلة ويدعي درديري عبد الوهاب الجندي الذي وافته المنية منذ عدة أشهر لتلحق به زوجته سكينة أحمد عبد الوهاب منذ أيام تاركين ميراثا كبيرا بلا وريث شرعي له مما دفع بعض أقاربه كل من عبدالحميد الجندي ومحمد الجندي وأولادهم, لبسط نفوذهم والسيطرة علي الميراث الذي بدأ بالاستيلاء علي أحد المنازل التي يفوق ثمنه مئات الآلاف مما أثار حفيظة باقي أفراد العائلة, فتجمعوا وذهبوا إليهم لعتابهم ولتوضيح أن ميراث دريري يجب تقسيمه حسب الشرع والجميع يأخذ نصيبه, ولكن نظرا لأن الطمع قد عمي الأبصار في ظل حالة الضعف العام التي تشهدها الدولة قرر الجميع الاحتكام للميدان وبعد مشادات تطورت إلي تشاجر قام عبد الحميد الجندي وأبناؤه باستخراج أسلحتهم النارية لتحدث المذبحة التي أودت بحياة ثمانية وإصابة ثلاثة آخرين وفر المتهمون هاربين ليخلفوا وراءهم دمارا أصاب العائلة كلها ولتعيش القرية ليلة حزينة اتشحت فيها بالسواد, لتتحول القرية كاملة إلي ثكنة أمنية بعد محاصرة الأمن لها خوفا من اندلاع أي معارك أخري خصوصا بعد قيام أقارب المجني عليهم بمحاصرة منازل المتهمين ومحاولة إحراقها ولتسلط الأضواء علي القرية التي لم يكن يسمع عنها أحد شيئا سوي اسمها. رابط دائم :