استغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية انشغال العالم العربي بربيعه الذي سرعان ما تحول إلي خريف الغضب, و اعتمدت كذلك علي صمت المجتمع الدولي تجاه ما ترتكبه من انتهاكات خلال العقود الماضية, وأخذت تسرع في الآونة الأخيرة من وتيرة تهويد مدينة القدسالمحتلة, وكان نتيجة ذلك أن قامت مؤسسات فلسطينية بإعداد كشف حساب لهذه الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة حتي نهاية العام الماضي. ولأن الانتهاكات كانت كثيرة, تخشي سلطات الاحتلال من اندلاع الانتفاضة الثالثة التي تتزامن مع دعوي لاقتحام المسجد الأقصي اليوم. حيث وجهت حركة حماس أخيرا صرخة استغاثة للشعوب العربية والإسلامية تحثهم فيها علي التدخل لإنقاذ العاصمة الفلسطينية القدس من انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية التي أعلنت عن عزمها تهويد298 موقعا إسلاميا أثريا وتدمير الآثار الإسلامية بها, في الوقت نفسه, اقترح نائب اسرائيلي, لأول مرة, تقسيم ساعات زيارة المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود. علي الجانب الآخر, أشارت مؤسسة القدس الدولية إلي أن سلطات الاحتلال شنت688 حملة علي المسجد الأقصي وأن3950 جنديا إسرائيليا دنست أقدامهم ساحة المسجد العام الماضي فقط. وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلية أخيرا بهدم مبان إسلامية ترجع إلي العصر الأيوبي بالقرب من ميدان البراق الذي يبعد بضعة أمتار عن مسجد الأقصي, بهدف إقامة هيكل سليمان وهدم العديد من المنازل الواقعة في محيط المسجد الأقصي. وعرضت مؤسسة الأقصي بدورها تفاصيل المخطط الإسرائيلي الذي يهدف إلي تهويد مدينة القدس بالكامل, وكشفت عن خرائط تشمل إنشاء معبد يهودي وبناء متحف للتوارة وإنشاء مركز يهودي يحل محل ساحة انتظار السيارات وكذلك مركز للدراسات التوارتية بسلوان وذلك لإعطاء الطابع اليهودي للمدينة العربية الفلسطينية. كما تسعي سلطات الاحتلال الآن إلي إنشاء مدينة يهودية تحت الأرض كي تقيم حجتها الزائفة التي تدعي بها ملكيتها للقدس, وكانت حتي نهاية العام الماضي قد انتهت من حفر(47) موقعا علي الجانب الشمالي والجنوبي والغربي للمسجد. وخلال العام الماضي, دفعت الضغوط المتزايدة التي تمارسها قوات الاحتلال الشعب الفلسطيني إلي المزيد من الفقر, حيث أشارت مؤسسة القدس الدولية إلي أن عدد الفقراء المقدسيين كان يمثل60% عام2008, ارتفع مع نهاية العام الماضي80%, وأن75% منهم أصبحوا مدينين لبلدية الاحتلال التي تلاحقهم وتجبرهم علي دفع الضرائب والغرامات. ثم تجيء صحيفة هاآرتس الإسرائيلية وتطعن علي دراسة أمريكية صدرت أخيرا عن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم, تشير إلي أن إسرائيل من بين أول ست دول تستحوذ علي الأراضي والمياه!.