الوفد يبدأ تلقي طلبات الترشح لرئاسة هيئاته البرلمانية    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    هل يمكن أن يصل سعر الدولار إلى 10 جنيهات؟.. رئيس البنك الأهلي يجيب    وزير قطاع الأعمال يوجه بزيادة معدلات إنتاج مصانع «النصر للكيماويات الدوائية»    الرئيس و «أولادنا»    مسؤول سابق بالناتو: الاتحاد الأوروبي لن يكون له دور في وقف الحرب بغزة    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    مباشر مباراة الهلال والاتحاد ببطولة الدوري السعودي لحظة بلحظة (0-0)    السجن 6 أشهر لعامل هتك عرض طالبة في الوايلي    أمطار ورياح أول أيام الخريف.. الأرصاد تُعلن حالة الطقس غدًا الأحد 22 سبتمبر 2024    عاجل| ماذا يحدث في أسوان؟.. المحافظ يكشف تطورات جديدة    بدء حفل إعلان جوائز مهرجان مسرح الهواة في دورته ال 20    جيش الاحتلال: إصابة جندي بجروح خطيرة في الضفة الغربية الليلة الماضية    استشاري تغذية: نقص فيتامين "د" يُؤدي إلى ضعف المناعة    مرموش يقود هجوم فرانكفورت لمواجهة مونشنجلادباخ بالدوري الألماني    رئيس هيئة السكة الحديد يتفقد سير العمل بالمجمع التكنولوجي للتعليم والتدريب    انطلاق ثانى مراحل حملة مشوار الألف الذهبية للصحة الإنجابية بالبحيرة غدا    عاجل - في قلب المعركة.. هاريس تحمل درع النساء وتقف في وجه إمبراطورية ترامب    السيطرة على حريق بمزارع النخيل في الوادي الجديد    مصرع طفل غرقا بترعة ونقله لمشرحة مستشفى دكرنس فى الدقهلية    لافروف: الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هي اختراع خاص بالأمريكيين    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    الموت يفجع المطرب إسماعيل الليثى    حشرة قلبت حياتي.. تامر شلتوت يكشف سر وعكته الصحية| خاص    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    تنظيم فعاليات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" بمدارس بني سويف    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    أستاذ علم نفسم ل"صوت الأمة": المهمشين هم الأخطر في التأثر ب "الإلحاد" ويتأثرون بمواقع التواصل الاجتماعي.. ويوضح: معظمهم مضطربين نفسيا ولديهم ضلالات دينية    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    رئيس جامعة المنصورة الأهلية يتفقد إجراءات الكشف الطبي على الطلاب الجدد    رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع شركة إيفا فارما للصناعات الدوائية    أخبار الأهلي: تأجيل أول مباراة ل الأهلي في دوري الموسم الجديد بسبب قرار فيفا    مبادرات منتدى شباب العالم.. دعم شامل لتمكين الشباب وريادة الأعمال    رابط الحصول على نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها عبر الموقع الرسمي    قصور الثقافة تختتم أسبوع «أهل مصر» لأطفال المحافظات الحدودية في مطروح    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    المشاط تبحث مع «الأمم المتحدة الإنمائي» خطة تطوير «شركات الدولة» وتحديد الفجوات التنموية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    مبادرة بداية جديدة.. مكتبة مصر العامة بدمياط تطلق "اتعلم اتنور" لمحو الأمية    استشهاد 5 عاملين بوزارة الصحة الفلسطينية وإصابة آخرين في قطاع غزة    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    باندا ونينجا وبالونات.. توزيع حلوى وهدايا على التلاميذ بكفر الشيخ- صور    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الجولة الخامسة    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نادر فرجاني: توقف التيارات
المختلفة عن الردح السياسي أولي خطوات الحل
نشر في الأهرام المسائي يوم 23 - 02 - 2013

وسط حالة الاحتراب التي تدفعنا لها سائر التيارات السياسية كل علي طريقتها, تتجلي بوضوح أزمة المجتمع المدني بكل تشكيلاته أحزاب ونقابات وجمعيات أهلية والتي تشكل صمام أمن لفكرة الاحتجاج
والمعارضة السلمية والتعبير الديمقراطي السليم عن المجتمع‏,‏ في هذا الحوار يقرأ دكتور نادر فرجاني المفكر
الاجتماعي وخبير التنمية الإنسانية المشهد الجديد لجماعات الضغط الاجتماعي‏,‏
وكيف يمكن تفعيل دور هذه الجماعات في تجنيب مصر ويلات الحرب الأهلية
فإلي نص الحوار‏.‏
‏*‏ بداية كيف تقيم دور جمعيات المجتمع المدني خلال السنوات العشر الماضية؟
‏**‏ لم تستطع جمعيات المجتمع المدني الرسمية ممارسة دور فعال في ظل قانون مشوه حكم عملها وقيد حركتها تحت حكم مبارك‏,‏ لكن شكلا جديدا من العمل المدني تجلي واضحا في الفترة السابقة علي الثورة وبعد الثورة وأسميه منظمات مجتمع مدني غير رسمية‏,‏ وقد خدمت قضايا حيوية ومهمة لقطاعات واسعة من الشعب المصري ربما اكثر من حركات المجتمع المدني التقليدية‏,‏ مثل حركات الاحتجاج العمالية‏(‏ احتجاج موظفي الضرائب العقارية‏)‏ والتي تحولت فيما بعد لنقابات مستقلة‏.‏
‏*‏ هل يمكن ان توضح لنا ماذا تعني بالتنظيمات غير الرسمية للعمل المدني؟
‏**‏ التعريف العادي للمجتمع المدني هو تنظيمات تنخرط في الخدمة العامة‏,‏ في ضوء تنظيم قانوني معين ولها شكل رسمي‏,‏ لكن في أوقات الغليان السياسي والثوري تنشأ أشكال جديدة من التنظيم للمجتمع المدني يمكن اعتبارها غير رسمية لأنها ليست بالضرورة مسجلة تسجيلا قانونيا وليست بالضرورة تلعب دورا منتظما لكنه دور مهم في الحراك الاجتماعي والسياسي‏,‏ ويمكن علي سبيل المثال اعتبار الاحتجاجات الشعبية في كل قطاع والتي سميت احتجاجات فئوية في محاولة لتشويهها جمعيات عمل مدني غير رسمي‏.‏
وهذه الأشكال الجنينية يمكن ان تتحول لتنظيمات رسمية تشبه الشكل المتعارف عليه للمجتمع المدني‏,‏ علي سبيل المثال تحولت تنظيمات الاحتجاجات بين العمال إلي نقابات مستقلة‏.‏
‏*‏ ماذا عن حركات بلاك بلوك والأولتراس‏,‏ هل هي أيضا تندرج تحت هذا التصنيف؟
‏**‏ بلاك بلوك تختلف عن سائر الحركات الشعبية‏,‏ فهي تعتمد علي العنف لذا فهي مختلفة عنهم‏,‏ وقد ظهرت هذه الحركة كرد فعل لتوظيف تيار الاسلام السياسي لميليشياته لقمع التظاهرات السلمية‏,‏ وأتصور أن بلاك بلوك ظاهرة ستنتهي إذا توقف تيار الإسلام السياسي عن توظيف ميلشياته العنيفة في مواجهة الاحتجاج الشعبي‏,‏ وإذا توقف السبب توقفت النتيجة‏.‏
أما جماعة الأولتراس فهي بين بين‏,‏ ويمكن ان يتحولوا الي تنظيم مستقر وأن يكون لهم دور إيجابي‏,‏ لكن دورهم حتي الآن يصعب تجريمه‏,‏ رغم محاولات السلطة تجريمه‏.‏
‏*‏ هل تري ان هذه التنظيمات غير الرسمية قادرة علي ان تخوض حوارا لإنهاء الأزمة؟
‏**‏ هي ليس دورها ان تقود حوارا هي جماعات ضغط‏,‏ يمكن ان تستقر وتتحول الي قوي ضغط منظم في المجتمع المدني‏,‏ تدفع السلطة الي النزول علي رغبات ومصالح المجتمع او الجماعات التي تعبر عنها‏,‏ وهي كلها مصالح مشروعة في صميم شعارات الثورة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية‏.‏
‏*‏ من إذن يستطيع أن يقود الحوار إذا كانت هذه الجماعات لاتستطيع؟
‏**‏ لا أقول أنها لاتستطيع‏,‏ هي فقط ليس هدفها ان تخوض حوارا‏,‏ لكن قد يحدث ذلك لأن الضغط يمكن ان يؤدي الي الحوار في بعض الأوقات‏,‏ لكن المؤهل للحوار هي القوي الأكثر تبلورا مثل الأحزاب السياسية كالجمعية الوطنية للتغيير‏,‏ وأحزاب المعارضة وجبهة الانقاذ وغيرها‏..‏ الجبهة في مجملها وبمكوناتها قادرة علي الحوار ومؤهلة له‏.‏
‏*‏ أحد أعضاء الجبهة وهو حمدين صباحي نزل مع المتظاهرين امام الاتحادية‏,‏ هل هذا تصعيد ينذر بفشل الحوار وبداية سيناريو الاحتراب؟
‏**‏ لم يضف نزوله الي الشارع أي شيء‏,‏ هذا تزيد لا لزوم له‏,‏ ويبقي الحال علي ما هو عليه‏.‏
‏*‏ ما هو البديل؟
‏**‏ البديل ان تترفع جميع الأطراف عن المصالح الذاتية السياسية قصيرة الأجل‏,‏ وتبدأ مجموعة من الإجراءات الكفيلة بحل سلمي توافقي للأزمة الحالية‏,‏ وأضع المسئولية الأولي علي من يملك السلطة‏,‏ وهذا لايعفي الباقين سواء جبهة الانقاذ او غيرها‏.‏
وهناك أربعة أساسيات لابد أن يتفق عليها جميع الأطراف‏,‏ النقطة الأولي الكف عن التنابذ بالألفاظ والعنف اللفظي من قبل الجميع سواء في السلطة ومؤيدين لها أو معارضين بالتعبير الشعبي‏(‏ الردح السياسي‏),‏ لأن مستوي الحوار السياسي في مصر هبط إلي حضيض غير مسبوق‏,‏ النقطة الثانية هي إنهاء مسألة عنف الميليشيات سواء التابعة للسلطة أو للأطياف الأخري لأن هذه هي بداية الحرب الأهلية‏.‏
النقطة الثالثة هو فتح باب جاد لتنقيح الدستور المعيب‏,‏ والذي اختطف بشكل يقارب اللصوصية‏,‏ بمعني تشكيل لجنة لمراجعة المواد المختلف عليها‏,‏ وهنا يمكن الإشادة بمبادرة حزب النور‏,‏ علي أن تؤخذ هذه المسألة بجدية ولايكون تكوين هذه اللجنة بالتعبير الشعبي‏(‏ فض مجالس‏.‏
أما النقطة الرابع فهي التحضير لانتخابات تشريعية نزيهة وشريفة‏,‏ وأن تخلو من جميع أشكال الغش والتدليس الانتخابي التي سادت الانتخابات الأخيرة‏,‏ وإذا تحققت هذه النقاط الأربع يمكن أن نتقدم لمرحلة أرقي من تجاوز الأزمة من خلال محورين أولهما تشكيل حكومة إنقاذ وطني بالمعني الصحيح الذي يتخطي ويتجاوز الأغلبية التي ستأتي بها الانتخابات التشريعية القادمة‏,‏ تضع هذه الحكومة علي رأس مهامها إعادة بناء قطاع الأمن المدني والعسكري ليكون صميم عقيدته موجها لغرض واحد هو أمن المواطن وليس أمن السلطة‏,‏ ويترفع تماما عن كافة أشكال العنف‏,‏ والهدف الثاني وهو ضمان سيادة القانون بإطلاق واستقلال القضاء تماما‏.‏
المحور التالي للعمل الذي يمكن أن يؤدي ليس فقط لتجاوز الأزمة ولكن بداية تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة الاجتماعية‏,‏ فهو وضع مشروع جاد وحقيقي للنهضة يقوم علي استغلال الطاقات المصرية التي يمكن أن تبدع بدلا من وسائل الاقتراض والاستجداء ورهن الأصول التي تتبعها السلطة الآن‏.‏
‏*‏ يرفع المتظاهرون أمام قصر الاتحادية شعار إسقاط النظام‏,‏ هل هذا حل مناسب؟
‏**‏ من المناسب في تقديري أن يدعو الرئيس وجماعته إلي انتخابات مبكرة لأن منصب الرئيس هو منصب حيوي‏,‏ وفي أي مجتمع يلعب فيه الرئيس دورا قويا لأن له سلطات شبه مطلقة في الدستور يصبح هذا المنصب محورا في العملية السياسية‏,‏ ومن ثم فإن الأزمة الحالية تقتضي أن يمنح الرئيس وجماعته الشعب فرصة لاتخاذ القرار المناسب في انتخابات رئاسية مبكرة‏,‏ وهذه الانتخابات ستفرز رأي الشعب هل يثق في الرئاسة أم لاتثق‏,‏ وهذا سيحدد مسارا جديدا للعملية السياسية يمكن أن يكون بداية تجاوز للأزمة‏.‏
‏*‏ لكن ألا تري أن ذلك يمكن أن يشعل غضب مناصري الرئيس؟
‏**‏ هذا هو الحل الحاسم للأزمة الحالية‏,‏ أن يستقيل الرئيس ويدعو لانتخابات مبكرة‏,‏ هذا حل ديمقراطي وسلمي ولاغبار عليه‏,‏ جمال عبدالناصر استقال‏,‏ وحتي حسني مبارك علي كل مساوئه استقال‏,‏ لماذا لايستقيل مرسي في أزمة بهذا الشكل‏.‏
وهذه فرصة للشعب المصري أن يختار‏,‏ الدعوة لانتخابات مبكرة أمر ديمقراطي‏,‏ علي أن تكون الانتخابات لايشوبها أي غش أو تزوير‏.‏
‏*‏ ألا يمكن استبدال فكرة تبكير الانتخابات الرئاسية بالإسراع في انتخابات مجلس شعب فيها كل الضمانات بالنزاهة والشفافية؟
‏**‏ انتخابات مجلس الشعب ليست كافية‏,‏ لأن منصب الرئاسة في مصر شديد الحرج والأهمية ولديه سلطات مطلقة‏,‏ والدستور الجديد المعيب أعطاه سلطات شبه استبدادية‏,‏ لذلك ماسيحسم الأزمة منصب الرئيس وليس مجلس الشعب‏.‏
‏*‏ في حالة حدوث انتخابات مجلس شعب في الفترة القادمة‏,‏ ألا تري أن هذه خطوة يمكن أن تكون صمام أمان للتبكير بالانتخابات الرئاسية‏,‏ بمعني أن يشرف مجلس الشعب علي الانتخابات الرئاسية مثلا
‏*‏ ليس هنك مجلس شعب يشرف علي انتخابات رئاسية‏,‏ هذا أمر غير صحيح علي الإطلاق‏,‏ فمن يشرف علي الانتخابات هي حكومة وقضاء‏.‏
‏**‏ هل تري أن الإسلاميين يمكن أن يحصدوا أغلبية في انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟
‏**‏ علي الأغلب سيحصدون أغلبية لكن بنسبة أقل من المجلس المنحل‏,‏ وهم يعلمون ذلك‏.‏
‏*‏ إذا عدنا للأطراف السياسية المعارضة‏,‏ يدفع البعض في تفسير فشلها في الحصول علي عدد ملائم من المقاعد بأنها ليس لديها بدائل وبرامج واضحة‏,‏ فما رأيك؟
‏**‏ لا أوافق علي ذلك لأن السلطة لها أخطاء يومية ومتكررة وأخطاء قاتلة‏,‏ وتكرار هذه الأخطاء يسمح للمعارضة أنها تدعي أن تصحيح هذه الأخطاء هو حل‏,‏ لكن جميع الأطراف ليس لديها مشروع نهضة حقيقي يمكن أن يحقق أهداف الثورة‏.‏
وهذا جزء من هبوط الحوار السياسي إلي الدرك الأسفل‏,‏ مرة أخري العيب علي السلطة فهي ليس لديها مشروع نهضة حقيقي‏,‏ لأنها هي التي وعدت بمشروعات نهضة اتضح أنه خداع انتخابي‏.‏
‏*‏ لكن جميع المرشحين الآخرين وعدوا وعودا انتخابية‏,‏ تندرج تحت مصطلح الخداع الانتخابي؟
‏**‏ للأسف ليس هناك مرشح رئاسي قدم برنامجا محترما‏,‏ وهذا سببه أن عملية التحول السياسي التي أشرف عليها المجلس العسكري كانت تسلق عمدا لضمان أن يستلم تيار الإسلام السياسي السلطة‏.‏
إذا أعدنا الانتخابات بنفس الطريقة في ظل عدم وجود برامج واضحة أو حقيقية‏,‏ من يمكن أن يحل الأزمة‏.‏
قلنا أن الشرط الأهم أن تكون نزيهة وشريفة‏,‏ وإذا لم يتم ذلك فالجميع يريد أن يحرق البلد‏.‏
‏*‏ إذا أعيدت بنزاهة لكن بنفس المعطيات مرشحون بلا برامج حقيقية؟
‏**‏ لابد أن يكون هناك تنافس علي رؤي محترمة ويلزم المرشحون بها‏,‏ لأننا كان لدينا كميات لا تعد ولا تحصي من الوعود الانتخابية والتي تحولت إلي وهم بعد ذلك
‏*‏ لدينا أزمة ثقة في أي انتخابات أو اقتراعات سياسية‏,‏ فكيف يمكن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة في ظل أزمة التخوين؟
‏**‏ ليقل من يريد أن يقوله‏,‏ هذا الطبيعي‏,‏ لكن علي الأقل يمكن في هذه اللحظة أن تقول السلطة الموجودة أنها عملت ما عليها‏,‏ وإنما إذا تمترس كل طرف في موقعه البلد ستغرق تنتهي بحرب أهلية‏,‏ بل إن هذا الحل يمكن أن يدل علي مرونة من السلطة الحاكمة لم تبدها حتي الآن‏.‏
فهي حتي الان تتصرف بعناد وكأنها عندما نجحت في الصناديق تحول المجتمع المصري كله إلي سبايا لها حتي تأتي انتخابات أخري‏,‏ وهذا أمر لا ديمقراطي‏.‏
‏*‏ قبل أيام تم تشكيل جبهة الضمير‏,‏ هل تري أن تعدد اللجان والجبهات يمكن أن يسهم في الحل أو الرجوع للغة الحوار أم يزيد فكرة التنابذ والعنف اللفظي بين الجماعات السياسية؟
‏**‏ جبهة الضمير كلها من مناصري سلطة الإسلام السياسي الحاكمة‏,‏ وأغلبهم ممن وضعتهم في تأسيسية الدستور‏,‏ وهي دليل علي ضعف السلطة‏,‏ وليس العكس‏,‏ فهذه اللجنة شاركت في جريمة الدستور المعيب وهم جزء من أسباب الأزمة الحالية‏.‏
‏*‏ عادة ما يطعن علي جبهة الإنقاذ بأنه لا يمكن التفاوض معها وهي لا حكم لها علي الشارع‏,‏ فما رأيك؟
‏**‏ إذا كان حوارا جادا ونتجت عنه اتفاقات تحسم بعض الإشكاليات الخلافية‏,‏ والتي تهديء التوتر الموجود في المجتمع المصري‏,‏ فهو حوار مفيد‏,‏ وإذا ظهرت مرونة وقدر من الاتفاق علي تعديل بعض النصوص الخلافية في المجتمع المصري‏,‏ فإن هذا يمكن أن يزيل قدرا كبيرا من الاحتقان في المجتمع المصري‏,‏ لأن السلطة صممت بسرعة تثير الريبة علي تمرير والاستفتاء علي دستور ليس عليه توافق مجتمعي‏.‏
‏*‏ حضرتك تتكلم عن أزمة الدستور كأنها هي الأولي‏,‏ في حين أن الناس في الشارع لن تأكل الدستور؟
‏**‏ الأزمة أنه لا دستور ولا عيش ولا سولار‏,‏ هي حالة خراب مطلق‏,‏ السلطة السياسية تركت قيمة الجنيه المصري تنخفض بمقدار السدس وهذا يعني أن كل السلع ارتفعت أسعارها‏,‏ ويعني أيضا أن كل مصري مضار من هذه الإجراءات‏,‏ وهناك عجز في المجتمع متطلبات الحياة الأساسية وهناك تهديد بأيام أسوأ ستأتي‏,‏ فلم تعط القيادة السياسية العيش أو الدستور أو أي مشروع يعد بغد أفضل‏.‏
‏*‏ بعد الثورة ظهرت حركات شبابية متطوعة لإعادة البناء وكانت تتميز بالقدرة علي العطاء والعمل التطوعي‏,‏ لكن هؤلاء عادوا للصمت مرة أخري وانسحبوا من المشهد السياسي والاجتماعي‏,‏ لماذا؟
‏**‏ هذا الطبيعي لأن السلطة العسكرية تحت قيادة المجلس العسكري بذلت أقصي قواها في ملاحقة واضطهاد الشباب النشط واضطهاده‏,‏ كثير منهم تراجع عن هذه المهمة تحت ضغط الترصد لهم وملاحقتهم أمنيا‏.‏
‏*‏ لماذا لا نقول أن معظم التشكيلات السياسية شاركت في إحباط هذه الطاقة الثورية برفضها للدفع بالشباب في مختلف المجالات؟
‏**‏ طالبت جميع القوي السياسية بالدفع بالشباب في الانتخابات ودعمهم بشكل قوي‏,‏ وأكرر ذلك بالنسبة للمعركة الانتخابية القادمة‏,‏ بحيث يظهر مجموعات من الشباب المتنمي لفكر الثورة والمدافع عنها‏.‏
من جهة أخري عمل المجلس العسكري علي إفساد مجموعات من الشباب وللأسف سقط بعضهم في الفخ‏,‏ ولكن الخروج كان من المأزق هو إعطاء الشباب فرصة أكبر للتعبير عن نفسه‏.‏
‏*‏ هل تري أن داخل كل تيار وحزب حركة إصلاح قادمة يطالب بها الشباب بدور أكبر في مواجهة أجيال سابقة؟
هذا موجود بالفعل في كل التيارات‏,‏ والمثال الأوضح هو جماعة الإخوان المسلمين باستمرار كان هناك توتر بين الأجيال الشابة والقيادات المسيطرة من كبار السن في الجماعة‏,‏ وللأسف انتهي بقمع التيارات الشابة وسيطرة فصيل الشيوخ والمتشددين علي جماعة الإخوان‏.‏
وهذا التوتر سيظل قائما في أي مجموعة تجمع الشباب والشيوخ‏,‏ فالشباب لديهم تطلعات لا يوافق الشيوخ عليها في كثير من الأحيان‏,‏ وأتمني أن يحسم هذا الصراع في وقت من الأوقات لمصلحة جيل الشباب‏,‏ فهو حتي الان يحسم لجيل الشيوخ وهذا مضر جدا بفكرة الثورة والحيوية السياسية في مصر‏.‏
‏*‏ هل ممكن التعويل علي فكرة صعود الشباب في إيجاد توافق مستقبلي؟
‏**‏ بالنسبة لجماعة الإخوان الاحتمال قائم لكنه سيظهر في شكل انشقاقات عن الجماعة ترتبط بفكر الإسلام السياسي‏,‏ ولكنها أكثر ثورية وحيوية ومن الجماعات التي يقودها الشيوخ‏,‏ سلفيو كوستا نموذجا لذلك‏,‏ وماذا سيستطيعون فعله هذا ما سنراه‏,‏ وهو أمر طبيعي وأعتقد أنه أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي لإنفراج في الركود السياسي الموجود في مصر‏.‏
‏*‏ لكن البعض يري أن الاحتجاجات هي التي أوصلتنا إلي هذا الحال مع توقف الإنتاج وأن استمرار رفع السقف سيدمر أي محاولة للإصلاح؟
‏**‏ الاحتجاج حق مشروع‏,‏ والمفروض أنه مصان في الدستور وفي كل المواثيق الدولية‏,‏ لأن الناس لا تحتج علي غير حق‏,‏ بل علي الفساد الذي مازال مستشريا‏,‏ والأزمات والكوارث التي يراها الناس يوميا‏..‏
‏*‏ هل يمكن في رأيك أن يعود الجيش للتدخل في العملية السياسية مرة أخري؟
‏**‏ الجيش لن يتدخل بشكل مباشر‏,‏ لأنه فشل في الإدارة السياسية للمرحلة الانتقالية‏,‏ بل إن المحنة التي تمر بها مصر الان هي نتيجة فشله لإدارة المرحلة الانتقالية‏,‏ ومن ثم لا أظن أنه سيتدخل بشكل مباشر‏.‏
إذا تدهورت المحنة الحالية إلي تقاتل أهلي‏;‏ فإن الجيش سيضطر للتدخل لحماية السلم الأهلي‏,‏ لكن أرجو أن يتوقف عند هذا الحد ولا يتدخل في السياسة‏.‏
‏*‏ ألا يمكن أن يتولد عن هذا التدخل عنف‏,‏ بعد أن هتفت الناس يسقط حكم العسكر؟
أشك أن يتدخل بعنف ضد الشعب المصري‏,‏ والدليل علي ذلك أن وجوده في محافظات القنال في الاشتباكات الأخيرة ومساهمته في تطبيق حظر التجوال‏,‏ هم لم يتصرفوا بعنف مع المتظاهرين‏,‏ ولم يرفضهم المتظاهرون‏,‏ بل أقاموا دوري كرة قدم وكان الجيش يلعب فيه‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.