وضع يده علي خده وهو يتوجع من آلام أسنانه منتظرا دوره في عيادة الطبيب الشهير وبرغم شعوره بالدوار والتعب إلا أن حواسه انتبهت لحوار هامس بين سيدتين عن شهرة الطبيب وثروته الباهظة وإيداعه مبالغ مالية كبيرة من حصيلة الكشف علي المرضي بعملات مختلفة في خزينة عيادته. سيطرت عليه فكرة الطمع والرغبة في سرقة الطبيب فانتظر خروجه من العيادة ولاحظ انه لا يحمل أي حقائب في يده فأيقن أن أمواله في الخزينة داخل العيادة. ولعب الشيطان أكثر برأسه وخيل إليه أنه قد ينعم بكل هذه الأموال بسهولة تغنيه عن محاولته المستمرة سرقة المنازل وتعرضه لمخاطر السرقة وظل يفكر كيف سيصبح من الأثرياء وأصحاب الأموال والسيارات الفارهة لو تمت الخطة علي الوجه الأمثل بالشكل المخطط له, وبدأ يبحث عن الخدع التي تعينه في السرقة دون أن تحوم حوله الشبهات. واختمرت الفكرة في رأسه بعد أن جلس في منزله يخطط ويدرس ولاحظ خلال زيارته الأولي أن الطبيب لا يغادر عيادته إلا نادرا ففكر في الذهاب إلي عيادة الطبيب كأنه ينتظر دوره في الاستشارة وشاهد كثرة المرضي من حوله فمكث حتي خلت العيادة منهم, وجاءت الفرصة لحظة أن خرج الطبيب لدخول دورة المياه واستغل اختفاء الممرضة في غرفة جانبية لإعداد كوب من الشاي وهرول مسرعا إلي داخل العيادة ورفع الخزينة المتحركة من مكانها برغم كبر حجمها وثقلها وفر هاربا وعند عودة الطبيب اصابة الذهول وسقط أرضا من هول المفاجأة فالخزينة بها تحويشة العمر وأوراقه الخاصة. وعلي النقيض كان اللص يرقص فرحا وسعادة بجوار خزينة الطبيب يفكر كيف ينجح في اخراج ما بداخلها من أموال وتعددت المحاولات التي باءت بالفشل الذريع فلم يجد وسيلة غير مساعدة صديق له يعمل حدادا واتفقا علي أن يتقاسما المبالغ المالية بينهما, ونجح الحداد في فتحها بصاروخ حديدي. كان العميد عادل التونسي رئيس قطاع غرب قد تلقي بلاغا من أحد الاطباء باكتشافه سرقة خزينته الحديدية من عيادته الخاصة وبداخلها72 ألف جنيه, و60 ألف دولار و30 ألفا و500 ريال سعودي وبسؤاله قرر أنه لا يشتبه في أحد. تم وضع خطة محكمة برئاسة اللواء عصام سعد مدير إدارة المباحث الجنائية. وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة محمد ا.ع29 سنة عاطل مسجل خطر سرقات مساكن بابا الشعرية وسابق اتهامه في22 قضية. وبتكثيف التحريات التي باشرها العقيد مفيد محمد مفتش مباحث القسم تمكن المقدم أحمد خلف الله رئيس مباحث قسم باب الشعرية من ضبط المتهم وبمواجهته اقر معرفته بقيام المجني عليه بإيداع مبالغ مالية كبيرة في خزينة عيادته واستغل وجود الطبيب في احدي الغرف وقام بسرقة الخزينة وما بداخلها وفر هاربا إلي منزله. وتبين استعانته ب محمد أ.ع27 سنة حداد لمساعدته في فتحها باستخدام صاروخ وتقاسما المبلغ المالي بينهما وتمكنت المباحث من ضبط المتهم الثاني وبمواجهته اقر باشتراكه في ارتكاب الواقعة. وبارشادهما تم ضبط معظم المبلغ المالي من المسروقات60 ألفا و300 جنيه و55 ألف دولار و30 ألفا و500 ريال وقاما بإنفاق باقي المبلغ علي متعلقاتهما الشخصية. تم تحرير محاضر للمتهمين وإخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول الوزير لأمن القاهرة الذي أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.