عربي الاصل من الانباط من بني يحيي بن زيد بن اسد وتعود أصوله الي عرب العراق الذين استوطنوا قبل الإسلام , وقد حفظ القرآن ولكنه كان منصرفا الي مهنة التجارة مع ابيه وعندما رأه الشيخ الفقيه عامر الشعبي وجد فيه الذكاء والفطنة ونصحه بمجالسة العلماء, فدرس اللغة والأدب وروي الحديث وكان يهتم بما يتلقاه من علم ويقضي اوقاته في البحث عن مجالس العلم حاملا أوراقه وقلمه وتدوين كل مايمر عليه. هو أبو حنيفة النعمان أو نعمان بن ثابت بن نعمان بن زوطا بن مرزبان تيمنا بالملك النعمان بن المنذر الملقب بأبو قابوس من ملوك المناذرة العرب في العراق ولد في سنة80 ه699 م بالكوفة احدي مدن العراق الكبري والتي تمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته,وقضي النعمان معظم حياته فيها. كان يدعو الي الأخذ بالرأي لايبالي في رأيه بأحد..فقد كان عارفا بأحوال الحياة, مستوعبا كل ثقافة من سبقوه ومن عاصروه, خبيرا بالرجال, شديدا علي أهل الباطل وكان حليما صبورا ورعا شديد الخوف والوجل من الله وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة, حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخز( الحرير) وكان له شريك فيه لاعانته والاستمرار في خدمة العلم, والتفرغ للفقه. بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة أربعة آلاف شيخ فيهم سبعة من الصحابة منهم سالم بن عبد الله وثلاثة وتسعون من التابعين, والباقي من أتباعهم وأبرزهم: حماد بن أبي سليمان الذي درس له الفقه واشتهر بالصدق والامانة وايضا أستاذه الإمام جعفر الصادق وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري, وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي. وكان منهجه في التفسير يميل الي الاجتهاد والبحث والاستناد الي قول الله ثم رسوله ثم الصحابة حيث قال ابي حنيفة: إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته, فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم, فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت, وادع قول من شئت, ثم لا أخرج من قولهم الي قول غيرهم, فإذا انتهي الأمر إلي إبراهيم, والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا وقد اشتهرت كلمة لأبي حنيفة جاء فيها: ماقاتل علي أحدا إلا وعلي أولي بالحق منه أي في عصره بعد أبي بكر وعمر. كان أبي حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية فبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه اليه وهو في الأربعين من عمره, والتف حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه, وكان متميزا في حل المسائل والقضايا التي كانت تطرح في حلقته, فلم يكن يعمد هو الي حلها مباشرة وإنما كان يطرحها علي تلاميذه ليدلي كل منهم برأيه, ويبرهم بدليل, ثم يعقب هو علي رأيهم, ويصوب ما يراه صائبا, حتي تقتل القضية بحثا, ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه علي رأي واحد يقررونه جميعا. وكان فاعلا للخير حيث كان ينفق علي بعض تلاميذه ومنهم أبي يوسف الذي تكفله بالعيش لاتمام دراسته علي مدي عشرين عاما, والذي قال ابي حنيفة: ما رأيت أجود منك ويقول: كيف لو رأيت حمادا يقصد شيخه ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه ولشيخنا العديد من الكتب ومنها الفقه الأكبر, برواية حماد بن أبي حنيفة, والفقه الأكبر, برواية أبي مطيع البلخي, ورسالة الإمام أبي حنيفة الي عثمان البتي, والوصية برواية أبي يوسف, العالم والمتعلم, برواية أبي مقاتل السمر قندي * وبعض المؤلفات التي نسبت اليه مثل المقصود من الصرف وقد انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين وتركيا والسعودية. وأبو حنيفة هو أساس من جمع بين مذهبي أهل الحجاز أهل الحديث وأهل العراق وأهل الرأي وهو أول من رتب مسائل الفقه حسب أبوابها من طهارة وصلاة. وتوفي أبو حنيفة رحمه الله في بغداد في(11 من جمادي الأولي50 ه/14 من يونيو767 م)ودفن في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران علي الجانب الشرقي من نهر دجلة بالعراق.