تتوالي التعليقات وردود الأفعال من كل حدب وصوب من قبل النخبة السياسية إذا ما تعلق الأمر بخطاب لرئيس الجمهورية أو قرارات صادرة عن مؤسسة الرئاسة أو الحكومة أو بعض تصرفات الأمن.. بينما تسود حالة من الصمت الرهيب يصل إلي حد غياب الرؤية في حال تصعيد موقف المتظاهرين وتعطيل المرافق الحيوية مثل قطع مترو الأنفاق أو إغلاق مجمع التحرير عنوة.. الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر علي قضاء مصالح المواطن البسيط الذي يزال هو المتضرر الأول والأخير في هذا المشهد المتكرر.. فلماذا الصمت؟! في البداية يقول عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي إنه من الطبيعي زيادة معدل التعليقات علي ممارسات وقرارات مؤسسة الرئاسة, لأنها محل نظر الجميع, كما أنها المسئول الأول عما آلت إليه الأوضاع في البلاد, مشيرا إلي أن تكرار التنديد من قبل الأحزاب المعارضة ليس هو السبيل لحل الأزمة. وأكد أن تصعيد الشارع إلي حد قطع الطرق وتعطيل المصالح يعد رد فعل طبيعيا بسبب عدم الاستجابة من قبل مؤسسة الرئاسة لتحقيق مطالب الثورة المشروعة, لافتا إلي أن استمرار التواطؤ سيسفر عن مزيد من التصعيد لن يتحمل عواقبه سوي الحزب الحاكم. فيما أعلن سيد عبد العال أمين عام حزب التجمع عن رفضه إدانة تلك الممارسات, مشيرا إلي أن مؤسسة الرئاسة هي من تستحق الإدانة, باعتبارها من تملك مقاليد الأمور وصاحبة القرار الأول الذي من شأنه تغيير مجري الأحداث. وأكد أن الذي يدفع الشباب لارتكاب مثل هذه الأفعال التي تؤثر علي حياة المواطنين ليس الرغبة في التدمير ولكن شعورهم بعدم الاستجابة لمطالبهم, لافتا إلي أن المواطنين متضررون بالفعل من الأوضاع الي تشهدها البلاد علي جميع المستويات, حيث غلاء الأسعار وعدم توفير الوقود وغيرها من الأمور التي لابد من تكاتف الجميع للتصدي لها. وأوضح عبدالعال أنه إذا كانت هناك رغبة لدي النظام الحاكم في درء الضرر عن المواطنين, فعليه الإسراع في تنفيذ المطالب وعلي رأسها تشكيل حكومة إنقاذ وطني لإدارة المرحلة, لأن ضياع الوقت من شأنه استنزاف المزيد من موارد الدولة وطاقة الشباب في مثل هذه الممارسات. ومن جانبه أرجع عمرو حامد عضو اتحاد شباب الثورة سبب عدم إدانة النخبة السياسية لأحداث قطع الطرق وتعطيل المرافق العامة بالدولة إلي عدم امتلاكها القدرة علي التأثير علي الشارع بالسلب أو الإيجاب, مؤكدا علي تلقائية هذا التحرك الشعبي دون إملاءات من أي جهة. وأضاف أن القوي المعارضة وإن كانت تدعو إلي التظاهر, إلا أنها لا تملك التحكم في الأشكال التصعيدية الذي يأخذها التظاهر فيما بعد, منوها إلي تخوفه من أن يتحول التصعيد وهو الوسيلة الوحيدة لتحرك الحكومة للاستجابة الي المطالب الشعبية. وأكد إيهاب الخولي أمين عام حزب الإصلاح والتنمية إدانته أي أعمال عنف, مع ضرورة الإدراك أن البداية الحقيقية لحل الأزمة تتمثل في الإدارة السياسية التي من شأنها أخذ قرارات تهدئة الشارع وتذويب حالة الاحتقان التي تنتاب فئة عريضة من المجتمع المصري. ورفض رامي صلاح ذكر منسق حركة شباب مصر المحروسة ما يحدث الان من تعطيل المترو وإغلاق مجمع التحرير وغيرها من أعمال تسيء للثورة ولكنه أشار الي ضرورة أن نتساءل لماذا يفعل هؤلاء الشباب كل ذلك؟ وسوف نجد أنها نتائج مترتبة علي عدم تحقيق مطالبهم. وأكد أن الطريقة خاطئة لأنها تضر جميع طوائف الشعب وتعطل مصالحهم وأعمالهم فتعطيل حركة المرور من أشد الأزمات فماذا عن مريض يود الوصول الي أقرب مستشفي لإنقاذ حياته.. وماذا عن طبيب يحاول الاسراع لإنقاذ مريض فيجد الطريق مزدحما. \الرئيس محمد مرسي راع لهذا الشعب وكل راع مسئول عن رعيته وعلي الرئيس أن يخاطب هؤلاء الشباب ويحقق لهم ما يطالبون به, وأوضح أن جبهة الانقاذ المتمثلة في حمدين صباحي والبرادعي وعمرو موسي لا يملكون إصدار قرارات الي صفوف الشعب لتنفيذها مؤكدا أنه يعترض علي أداء الجبهة التي لم تحقق أيا من الأهداف التي أقيمت من أجلها. بينما يري طارق الملط المتحدث باسم حزب الوسط ان غياب الدولة والحكومة هو ما أعطي الجرأة والشجاعة لهؤلاء الشباب للقيام بجميع التجاوزات التي نعاني منها الآن وقد ناقشنا ذلك في جلسة الشوري أمس. وتوصلنا الي ضرورة وجود الدولة والحكومة في تلك الفترة لحماية المنشآت العامة والخاصة وتأمينها من تلك الاعتداءات وأكد أنه لا يقصد بذلك الاعتداء علي الشباب ولكن وجود الحكومة بكثافة أمام المؤسسات لمنع غير العاملين بها من الاقتراب منها أو التعدي عليها بأي شكل من الأشكال. بالإضافة إلي تأكيده أن ما يحدث الآن من تعد علي المرافق العامة وتعطيل المرور ليس عملا ثوريا سلميا وانما تخريبي لا يرضي به الجميع وما جاز فعله في ميدان التحرير في ال18 يوما الأولي لايجوز الآن لأننا في فترة بناء وليست هدما. ونوه الي أن السلطة الان يجب أن تظهر شخصيتها ولا يجب أن تعيش في الجلباب القديم لأن ذلك ما رفضه الشعب قبل ذلك, وعلي جبهات الانقاذ وغيرها وضع حلول وتوجيه الشباب لما هو في الصالح العام, والمشكلة تكمن في تجاوب أفراد الشعب مع الصوت الأعلي والمخربون يسعون الي استخدام الصوت العالي دوما فاذا علا صوت السلطة فسيختفي صوتهم. وأوضح محمد عباس عضو لجنة الاتصال السياسي لحزب التيار المصري أن الحل هو احتواء السلطة لهؤلاء الشباب والاستماع الي مطالبهم لأن الناس أصبحت تعتمد في ذلك الوقت علي مسألة الضغط علي السلطة لتحقيق المطالب مثلما حدث في قضية بور سعيد فقد توجه الألتراس وأغلقوا مترو الانفاق قبل الجلسة لإجبار القضاة علي اصدار حكم قوي لامتصاص غضبهم وعلي الجانب الآخر ظهر غضب أكبر كنا في غني عنه. وأشار أن النخب السياسية ليست لديها القدرة علي قيادة الشباب أو التعبير عنهم وأنا أرفض ما يحدث الآن لأنه ليس الوقت المناسب لحدوث ذلك وخاصة أن الدعم الشعبي غير موجود وهذا من شأنه تحقيق خسائر للثورة ولا يفيدها.