بالرغم من التهديات الدولية ضد كوريا الشمالية لاثنائها عن مواصلة تجاربها النووية إلا أن بيونج يانج تجاهلت هذه التهديدات وشرعت في مواصلة تجاربها النووية ضاربة عرض الحائط بالمجتمع الدولي. في هذا الصدد تساءلت صحيفة نيويورك تايمز: من ينتصر أمريكا أم كوريا الشمالية؟ وذلك بعد اجراء كوريا الشمالية لتجربة نووية ثالثة ما جعل الولاياتالمتحدة تعلن أنها لن تصمت امام الاستفزازات الكورية, لما تشكله تجاربها من خطورة علي استقرار المنطقة. والسؤال: هل الطموحات الكورية ستفتح جبهة جديدة للصراع أمام امريكا التي تحارب في جبهة إيران الرافضة لأي عقوبات عليها, مع اصرارها علي استكمال برنامجها النووي؟ وهل يمكن أن تري يوما تحالف كوري إيراني يعصف بجهود أمريكا والغرب في الحد من انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط؟. ويؤكد محللون أن حدوث تقارب كوري إيراني يلوح في الأفق لاعتماد البلدين علي اختبارات اليورانيوم لانتاج نفس نوع السلاح النووي, واستفادتهما من الخبرات السوفيتية في مجال الصواريخ, والتعاون بينهما منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية, حيث كانت طهران وقتها في حاجة لدعم عسكري وتكنولوجي وكانت كوريا من أولي الدول التي قدمت اليها الكثير من المساعدات والخبرات التي استفادت بها من السوفييت. ويرجع تاريخ النووي الكوري إلي الخمسينات أي منذ اندلاع حرب الكوريتين والتي خلفت وراءها ملايين القتلي والجرحي وانتهت بمنطقة منزوعة السلاح تخضع لسيطرة الأممالمتحدة وامريكا, ادركت وقتها بيونج يانج حاجتها الشديدة لأن تكون دولة قوية قادرة علي مواجهة الخطر الأمريكي ولذلك استفادت من الخبرات الروسية وكذلك الصينية في اقامة مشروعها النووي. ووجدت واشنطن أن التسليح النووي لبيونج يانج يمثل خطرا كبيرا علي مصالحها في المنطقة, فسارعت بتصنيف كوريا ضمن دول محور الشر مما دفع الأخيرة لطرد المفتشين الدوليين ورفض مراقبة انشطتها النووية في عام2002, وقامت منذ ذلك الحين باجراء اكثر من تجربة نووية اثارت مخاوف واشنطن والغرب. وتدرك الولاياتالمتحدة ان النووي الكوري أو الإيراني لن يهدد مصالحها في المنطقة لكنه يقلص من هيمنتها وسيطرتها دوليا وهو ما ترفضه لكنها في المقابل لا تجرؤ علي أي مواجهة مع هذه الدول وهو ما يجعلها مكتوفة الايدي.