تتبع الولاياتالمتحدةالامريكية سياسة جديدة للتدخل في الدول العربية تحت مسمي استراتيجية التفتيت وزرع القلاقل والفتن هدفها عدم وصول تلك الدول إلي الديمقراطية التي تهدد مصالح امريكا في الشرق الأوسط. وتحت عنوان الاستعمار في ثوبه الجديد أكدت صحيفة جارديان البريطانية ان الغرب وعلي رأسه الولاياتالمتحدةالامريكية لن يهدأ حتي يسيطر علي الشرق الأوسط مهما تكن التحديات, خصوصا بعد أن خسرت أمريكا الاخضر واليابس في غزوها لأفغانستان والعراق. وتخطط الولاياتالمتحدة لشرق أوسط جديد وهو ما افصحت عنه من قبل كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة, وذلك بإعادة الوطن العربي إلي حقبة الاستعمار القديم, حيث طالبت العرب بالنظر إلي ماضيهم الاستعماري الذي كبدهم الكثير من الخسائر سواء البشرية أو المادية والذي جعل منهم دولا متخلفة. وكانت مجلة فورين بوليسي الأمريكية نشرت مقالا قبل قيام الثورة في تونس أكدت فيه ان دول العالم قد تصل إلي300 دولة أو أكثر بعد عمليات التقسيم التي ستطرأ علي كثير من الدول لاعمال العنف والفوضي التي تسيطر علي شوارعها. وكانت السودان أولي ضحايا سيناريو التقسيم, حيث انفصل عنها الجنوب الغني بالنفط والبترول جوبا الآن ليصبح دولة موحدة يحكمها رئيس جديد, حيث تضمنت المخططات الامريكية تقسيم السودان إلي4 دويلات منها الشمال الاسلامي والجنوب المسيحي ودارفور الغنية بالنفط والبترول والذهب واليورانيوم. وفي نفس الاطار نال العراق نصيبه من التقسيم حيث تمكنت الولاياتالمتحدة من تفكيك جميع أجهزة الدولة الحساسة مما جعلها تعاني وضعا امنيا هشا مكنها من زرع الفتن العرقية والطائفية بين السنة والشيعة, مما أدي لتمزيق البلد الذي شهد اكبر صراع طائفي في عهد الاحتلال الامريكي. وكان مجلس الشيوخ الامريكي قد اشترط عام2007 تقسيم العراق إلي3 دويلات مقابل الانسحاب الكامل, دولة سنية في وسط العراق بغداد, ودولة شيعية في الجنوب البصرة واخري كردية في الشمال الموصل. كذلك نجح الغرب بعد الاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي في زرع الميليشيات المسلحة التي تهدد مستقبل ليبيا واحلامها في تطبيق الديمقراطية, ودعم مطالب سكان اقليم برقة الغني بالنفط الذين اكدوا رغبتهم في انفصالها وجعلها دولة مستقلة. ويتكرر السيناريو في سوريا, حيث زرعوا فيها مسلحين ليخوضوا مواجهات ضارية مع قوات الرئيس بشار الأسد بهدف الاطاحة به وهو ما ادي لنشر الفوضي والخراب في كل مكان, وأجبر الملايين علي النزوح كما يعمل الغرب علي إثارة الفتنة بين السنة والشيعة والأكراد, إضافة إلي سياسة الاغتيالات التي احدثت بلبلة في الشارع وأدت لتراشق الاتهامات بين النظام والمعارضة ليدمر أي فرصة للتفاوض بينهما.